خبر وتعليق تزوير الأصوات بالجملة في الانتخابات المحلية ليس موتًا للديمقراطية كما ادّعى المتباكون عليها، بل هي الديمقراطية ذاتها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
\n
الخبر:
\n
جرت في شمال دكا وجنوبها وفي مدينة شيتاغونغ، في 28 من نيسان/أبريل 2015م، انتخابات تنافس فيها 84 مرشحا على مناصب رؤساء البلديات الثلاث، و1188 مرشحا على مناصب أعضاء المجالس في البلديات الثلاث، وقد انتشرت الاتهامات بالتزوير على نطاق واسع، ومنها الاستيلاء على صناديق الاقتراع، وترويع الناخبين بحضور ضباط الانتخابات ووكالات تطبيق القانون، وقد اجتاح المرشحون المدعومون من حزب رابطة عوامي تلك الانتخابات.
\n
التعليق:
\n
التزوير بالجملة، وحشو صناديق الاقتراع، وتخويف الناخبين من قبل نشطاء الحكومة وبمساعدة من موظفي الانتخابات ورجال الأمن، دفع بالعديد من المثقفين المؤيدين للديمقراطية والسياسيين إلى القول بأن حكومة حزب رابطة عوامي قد دقت آخر مسمار في نعش الديمقراطية في بنغلادش. إلا أننا نقول، وبكل ثقة، أن ما شهدته الأمة من تزوير للانتخابات على نطاق واسع هو في الواقع \"الوجه الحقيقي للديمقراطية\"، لذلك نحثّ شعب بنغلادش على الخروج من \"فخ الديمقراطية\"، الذي نصبه الغرب المستعمر الجديد لضمان نهب ثروات المسلمين التي يسيل لعابه عليها.
\n
هذا النوع من الانتخابات الصورية ليس جديدا على الناس في بنغلادش، وحسينة ليست الوحيدة التي تُوجه إليها أصابع الاتهام، فقد سبق أن فُضح حزب الشعب البنغالي في الانتخابات الفرعية التي جرت في ماغورا ودكا، حيث اتهمه حزب رابطة عوامي المعارض بالتزوير، فهذه الظاهرة هي السائدة طوال تاريخ الديمقراطية في بنغلادش. وأهم ميزة في هذه \'\"المسرحية الديمقراطية الهزلية\" هو أن الأحزاب السياسية الفاسدة والقادة كانوا دائما يكتسبون \"الشرعية\" من قبل الغرب، وذلك لخدمة مصالحه الخاصة، حتى لو احتاج الأمر إلى الإطاحة بالأحزاب المنتخبة ديمقراطيا من السلطة. وهذا هو ما رأيناه في الجزائر ومصر، عندما تمت الإطاحة بالحزبين المنتخبين من السلطة. وبالتالي فإن الانتخابات لا تجلب أي تغيير أو خير في ظل الديمقراطية، فهي \"أداة خداع سياسي\"، تجعل الناس كالخرقة يتم التخلص منهم فورا بعد الانتخابات. هذا هو الواقع المحزن الذي عشناه وما زلنا نعيشه منذ سقوط دولة الخلافة في عام 1924م.
\n
يجب على المسلمين أن يأخذوا حذرهم من خدع النخب السياسية باسم الديمقراطية، فتاريخ الديمقراطية شاهد على أن القوة والمال تجلب السلطة لفئة الحكام الفاسدين من أجل خدمة مصالحهم الذاتية، وهذا هو الوجه القبيح العالمي للديمقراطية. ففي الغرب يتم التلاعب بالانتخابات من خلال التلقين الجماعي، والحدّ من عدد المرشحين، ووضع الناس أمام عدد قليل من الخيارات من الأحزاب، وجعل الناس لا مبالين في السياسة... وغيرها من الوسائل. وفي العالم الإسلامي يتم ذلك من خلال التزوير، ومخالفات كثيرة نراها دائما خلال فترة الانتخابات. لذلك فإن الناس هم دائما الضحية والطرف الخاسر في ظل هذه الديمقراطية التي هي من وضع الإنسان، سواء أكان ذلك في الغرب أم في العالم الإسلامي. لذلك يجب أن لا ندع القادة الديمقراطيين الجشعين يستخفون بعقولنا، ويجعلوننا نبدو كالبلهاء، بوقوعنا في الحفرة نفسها مرارا وتكرارا، فعلينا رفض الديمقراطية والعمل من أجل إعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» رواه البخاري ومسلم.
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلام المركزي لحزب التحرير
عماد الدين الأمين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش