الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق فيما يتعلق بقضية الهجرة؛ الاتحاد الأوروبي يطبق الفكرة الرأسمالية الأصيلة فيتيه في مكافحة النتائج لا الأسباب الحقيقية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


أفادت تقارير صادرة يوم الأحد 29 من نيسان بأن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موجيريني لن يشارك في قمة أوكرانيا - الاتحاد الأوروبي والتي ستعقد في العاصمة الأوكرانية كييف في 27 من نيسان. وفي 27 من نيسان سيجتمع رئيس الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإيطالي على متن سفينة حربية في البحر الأبيض المتوسط حيث سيناقشون الإجراءات الواجب اتباعها ضد الهجرة غير الشرعية وفيما يتعلق بإنقاذ الناس العالقين في البحر. المصدر: http://zn.ua/POLITICS/mogerini-ne-budet-uchastvovat-v-sammite-ukraina-evrosoyuz-174327_.html

\n

 

\n

التعليق:

\n


في النصف الثاني من نيسان انصب اهتمام الكثير من السياسيين الأوروبيين ووكالات الأنباء على مشكلة الهجرة غير الشرعية من دول الشرق الأوسط وإفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقد نتج ذلك بعد حوادث مأساوية توفي فيها العديد من المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط. ففي 14 من نيسان توفي 400 شخص، وفي 19 من نيسان كانت الكارثة الأكبر في تاريخ القوارب المكتظة بالمهاجرين غير الشرعيين حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص.

\n


وفي 20 من نيسان وافق وزراء الشؤون الداخلية والخارجية في الاتحاد الأوروبي على خطة من عشر نقاط للتغلب على الوضع الحالي الحرج مع المهاجرين وتشمل هذه النقاط: زيادة تمويل الجهود الرامية إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية ومصادرة وتدمير سفن المهرِّبين وأخذ بصمات المهاجرين إضافة إلى تنظيم مشترك لمعالجة قضية طلبات الحصول على صفة اللجوء وغيرها..

\n


وإذا ما تأملنا كل تلك الإجراءات التي تمت الموافقة عليها من قبل قيادة الاتحاد الأوروبي لتجنب هذه المآسي التي تحدث في البحر الأبيض المتوسط لأصبح واضحا لدينا بأن هذه الخطوات لا علاقة لها البتة بالحل الحقيقي لهذه المشكلة، فهي في حقيقتها تستهدف نتائج المشكلة لا أسبابها الحقيقية.

\n


إن الحل الحقيقي لمشكلة الهجرة من إفريقيا والشرق الأوسط هو إنهاء حالة عدم الاستقرار التي تعيشها هذه المناطق منذ عقود. فقد أدى استعمار إفريقيا منذ بداية القرن التاسع عشر واستعمار الشرق الأوسط بعد هدم دولة الخلافة العثمانية إلى تنافس قائم على أشده لحيازة الموارد الهائلة في هذه البلاد. وقد أثار المستعمرون بدهاء الانقلابات والقتل والحروب الأهلية والصراعات العرقية القائمة على أسس إقليمية ودينية وطائفية كان هدفها الحفاظ على هيمنة هذه الدول الاستعمارية على تلك البلاد.

\n


وعلى سبيل المثال فحتى السبعينات من القرن العشرين فقد حصل أن تعرضت دولتان من كبريات دول الشرق الأوسط وهما العراق وسوريا للشلل جراء انقلابات متعاقبة فيهما نتيجة للصراع الأمريكي البريطاني عليهما. ومن أجل فهم لواقع عدم الاستقرار الذي فرضته هذه القوى الكبرى، فإن من الكافي أن نذكر بأنه في عام 1949 وحده شهدت سوريا ثلاثة انقلابات.

\n


وفي السبعينات تحت إشراف القوى العظمى وصل الطغاة إلى السلطة في كل الدول الكبرى الشرق أوسطية. وقد قامت هذه الديكتاتوريات على أساسات متينة من الآلات العسكرية والقمعية الضخمة، ما أتاح لها أن تكون في السلطة حتى بداية الربيع العربي نهاية عام 2010.

\n


وبعد بداية أحداث الربيع العربي \"نسي\" قادة الغرب المنافقون أنهم أول من دعم الحكام المستبدين وتودد إليهم في محاولة لمنع الناس من العودة إلى شكل الحكم الإسلامي. فبدأوا بإلقاء اللوم على أصدقائهم القدامى واتهامهم بأنهم يقمعون شعوبهم وطالبوهم بالاستقالة من مناصبهم. مستفيدين من حقيقة كون الأحزاب والحركات السياسية التي جاءت إلى السلطة في الشرق الأوسط نتيجة الربيع العربي في ليبيا وتونس واليمن ومصر تفتقر للوعي السياسي ما يجعلها قادرة على إعادة الثورات إلى الوراء.

\n


حدث هذا في الدول جميعها إلا سوريا، حيث لم تجد أمريكا بديلا لعميلها المخلص بشار الأسد فأمرته بقمع الثورة بشتى الوسائل ما أسفر عن سقوط مئات آلاف الضحايا في الصراع السوري الحالي.

\n


وفيما يتعلق بإفريقيا فهي في محنة أكبر وللأسف الشديد نتيجة لتأخرها الفكري مقارنة بشعوب منطقة الشرق الأوسط.

\n


وبذلك لم يستطع الغرب الذي يفتخر بكونه حامل لواء التقدم والقيم الرفيعة للعالم وعلى مدى مائة عام من الهيمنة المطلقة، لم يستطع أن يقدم شيئا سوى الدمار والمعاناة والخراب لإفريقيا والشرق الأوسط فضلا عن العالم بأسره.

\n


إنها السياسة الإجرامية التي تنتهجها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا لخلق مثل هكذا ظروف في الشرق الأوسط وإفريقيا ما يضطر الناس في هذه المناطق إلى مغادرة منازلهم فيُجبرون على دفع أموال كبيرة للمهرِّبين وركوب المخاطر أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط في \"قوارب الموت\" بحثا عن حياة أفضل.

\n


وكل ما يُعلن قادة الاتحاد الأوروبي عن استطاعتهم تقديمه في هذه الحالة هو مصادرة وتدمير زوارق المهربين التي تشارك في عمليات الهجرة غير الشرعية وأخذ بصمات المهاجرين وإرجاعهم إلى بلادهم.

\n


هذا هو الوجه الحقيقي للرأسمالية - ذات الفكر الذي يحاول دائما التعامل مع نتائج المشكلة وتبعاتها لا أسبابها الحقيقية. ولو كان الغرب جادا في حل مشكلة الهجرة غير الشرعية، فإن الواجب عليه أن يفعل أمرا واحدا فقط - أن ينصرف خارجا من إفريقيا والشرق الأوسط.

\n


إن الأمة الإسلامية التي تسكن الشرق الأوسط قادرة على ترتيب شؤونها الخاصة والعودة إلى حالها التي كانت عليها في ظل الخلافة الإسلامية، التي كانت منارة للعدل والتقدم والتطور التقني والتعايش السلمي بين الناس على اختلاف أديانهم وقيمهم في دولة واحدة ولأكثر من عشرة قرون.

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع