خبر وتعليق أعيادهم ليست أعيادا لنا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
ذكرت \"أفريكان مانجر\" أن تونس تحتفل اليوم كسائر بلدان العالم بالعيد العالمي للشغل الموافق لغرّة أيار/مايو من كلّ عام ويعدّ هذا اليوم عطلة رسميّة فيها وفي بلدان عديدة أخرى مثل البحرين ومصر والجزائر وفلسطين والعراق والأردن وليبيا ولبنان والمغرب وموريتانيا وسوريا واليمن.
\n
التعليق:
\n
تحتفل العديد من الدول العربية ومنها تونس اليوم بعيد الشغل... تتغنّى تونس اليوم بهذا العيد وسط نسبة بطالة تبلغ 15% كما أعلن عن ذلك المعهد الوطني للإحصاء في نيسان/أبريل 2015، وبلغ عدد العاطلين عن العمل 572 ألف شخص من بينهم 32.1% من أصحاب الشهادات العليا...
\n
تتّبع تونس وغيرها من الدول في احتفالها هذا دول الغرب ساعية لإرضائه متناسية أنّها دول يدين معظم أهلها بالإسلام غير مكترثة بتحذير رسولنا وسيدنا وقائدنا صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ اليهود وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ: «فَمَنْ؟» (رواه البخاري).
\n
متجاهلة أنّ للمسلمين عيدين لا ثالث لهما \"عيد الفطر وعيد الأضحى\"، أما هذا العيد وغيره فهي من سنن الغرب.
\n
لقد سن الغرب هذا العيد لما في تشريعاته من ظلم وقهر ورفع طبقة على طبقة واستغلال ثلّة قليلة للثروات وتحكّمها فيها بينما تعيش الأغلبية في فقر مدقع وجوع كافر... حاول الغرب بهذا العيد ترقيع شيء من ثوبه البالي في محاولة فاشلة لإرضاء العمال حتى ينفّسوا عن غضبهم تجاه سياسته الاقتصادية التي تنبثق عن نظام رأسمالي أعلن إفلاسه في حل قضايا الإنسانية منذ زمن بعيد.
\n
فما يعانيه العالم اليوم من فقر وبطالة وتحكّم قلة في الثروات يعود بالأساس إلى النظام الذي يشجّع حرية الملكية ولا يحدّ منها فنتج عن ذلك جشع وطمع أقلية وفي المقابل فقر وحرمان أغلبية.
\n
إنّ \"العامل\" أو \"الأجير\" في ظل الإسلام مكفولة حقوقه لا ينتظر نقابة تطالب بها ولا يوما ينادى فيه ببعضها؛ فقد حث الشرع على إعطاء الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه، كما حدد كيفية الحصول على المال حتى لا يتحكّم أفراد قلائل في الناس فيحرم الكثيرون من إشباع حاجاتهم.
\n
لقد كفل شرع خالقنا للإنسان الحياة الكريمة فوفّر له مواطن العمل وشجعه عليه حتى يكسب رزقه فيحيا عزيزا دون ذلة ولا صغار. يقول عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبلا فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا أعطاه أو منعه».
\n
فالمسلم لا يرضى اليد السفلى ولا البطالة يضرب في الأرض حتى يوفّر حاجاته وحاجات من هم في كفالته ورعايته كذلك الإمام راع يكفل رعيته ويجنّبها ذلّ الحاجة والسؤال ولهذا وجب على الدولة توفير مواطن العمل لا التغنّي والاحتفال بيوم البطالة. قال صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته...».
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصامت