الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق قوارب الموت.. وجه الإجرام الآخر للرأسمالية الجشعة

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


نقلت وسائل الإعلام الأوروبية في الأسبوع قبل الأخير من شهر نيسان/أبريل 2015م حادثة غرق 1200 مهاجر في البحر الأبيض المتوسط. 400 منهم يوم 2015/04/12م، و800 يوم 2015/04/19م. كما نقلت الاجتماع الطارئ لـ28 رئيس دولة وحكومة أوروبية ببروكسل لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الهجرة في 2015/04/23م.

\n

 

\n

التعليق:

\n


حسب الوكالة الدولية للهجرة فإن موجات قوارب اللاجئين بدأت منذ سنة 1989م وهي في ازدياد سنويًا. وحسب تقديرات المفوضية الأممية للاجئين فقد وصل إلى إيطاليا سنة 2003 م أكثر من 8000 لاجئ، وفي سنة 2004م 13000، وفي سنة 2005م 20000 لاجئ.

\n


وعقب الثورات في البلاد العربية تجاوز عدد اللاجئين 80 ألفًا وحوادث الغرق تحدث تقريبًا في كل رحلة. وأكبر أعداد هؤلاء الغرقى كان سنة 2013م حين غرق من سفينة واحدة في شهر تشرين الأول/أكتوبر 500 شخص أغلبهم من إريتريا، وفي الشهر الذي تلاه غرق قارب بحادث إطلاق نار من البحرية الليبية وكان يحمل نحو400 لاجئ.

\n


ومن بداية العام الحالي وحسب تقديرات الوكالة الدولية للهجرة فإن عدد المفقودين يصل إلى 1776 في البحر المتوسط من بين 36390 الذين وصلوا إلى جنوب أوروبا. وعدد المفقودين لسنة 2014م كان 3500 شخصٍ من بين 21900 وصلوا إلى غرب أوروبا.

\n


وإثر العدد الأخير من الغرقى، وَقَفَ 28 رئيس دولة وحكومة أوروبية في اجتماع طارئ في بروكسل دقيقة صمت على أرواح هؤلاء الغرقى وشرعوا في المناقشات للحد من الهجرة. وقد طرحوا عدة حلول منها تكثيف المراقبة وجعلها عسكريةً اقتداءً بأستراليا ووضع اتفاقات مع البلدان التي يأتي منها اللاجئون ومعاقبة المهربين وحرق سفنهم.

\n


وكعادة الرأسماليين، فإن ما يهمهم هو مصالحهم؛ فهم يعرفون حق المعرفة أن ما دفع هؤلاء الشباب إلى الهجرة هي شركاتهم التي ترتع في كل بلدان أفريقيا والعالم الإسلامي وما يسمى بالعالم الثالث عمومًا وتنهب خيراتها حتى أفقرتها. وحكام تلك البلدان شركاء في الجريمة، فهم عون للاستعمار على شعوبهم إذ تربطهم بالدول الاستعمارية اتفاقات تضمن بقاءهم في الحكم بالدعم المالي والعسكري مقابل نهب الشركات الغربية خيرات البلاد.

\n


إزاء هذا الوضع البائس، لا يفكر شباب تلك البلدان إلا في الهجرة إلى أوروبا وهذا يمثل خسارةً بشريةً لتلك البلدان تُضاف إلى خسارة الثروات الطبيعية. ومن بقي في البلاد فهو يعاني الفقر والحرمان من أبسط مقومات الحياة تضاف إليها الأمراض الناجمة عن المواد السامة التي تلقي بها الشركات في الطبيعة دون معالجة. فلا تُوجد قوانين تُلزم هذه الشركات بالمحافظة على البيئة وصيانة المحيط كما هو الشأن في بلاد الغرب.

\n


إن هؤلاء المهاجرين يعلمون مدى المخاطرة بحياتهم ولكن قسوة الرأسمالية التي تتشدق بحقوق الإنسان ألجأتهم إلى ذلك، فقد عبر أحدهم عن هذا الحال بالقول: لو أعلم أن فرصتي في العبور هي بنسبة واحد من المائة لن أتردد.

\n


ومَن وصل إلى شواطئ أوروبا لا يجد الجنة التي حلم بها وإنما يجد الاكتظاظ وصعوبات جمة وإهانات في مقرات الاستقبال مدة الانتظار حتى تقرر الدول الأوروبية نسبة القبول حسب حاجاتها لليد العاملة والبقية يسفرون بالقوة إلى بلدانهم.

\n


لعل هذا يذكرنا بقوارب طارق بن زياد التي انطلقت من المغرب باتجاه الأندلس تحمل على متنها جنودًا فاتحين حاملين الخير لأطراف أوروبا، لكن الآن نشهد قوارب من نوع آخر وإن سلكت نفس الطريق.

\n


نحن لا ننتظر من الرأسمالية أن تنصفنا لأن الاستعمار هو طريقة دينها وديدنها. ولا ننتظر من دولنا أن تخلصنا من هذا الاستعمار لأنها هي التي تساعده في بسط نفوذه في بلادنا، وهي الراعية للعلمانية.

\n


إن الإسلام يحرم علينا العيش في دول متفرقة وفي ظل العلمانية، ويفرض علينا العمل بالطريقة الشرعية التي سلكها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لإيجاد دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة الضائعة والتي بها يُطبق الإسلام وتتحرر بلاد المسلمين أولًا من الاستعمار وشر الرأسمالية ثم يتحرر بقية العالم وتعود قوارب طارق بن زياد. نسأل الله أن يمن علينا بفرج قريب إنه سميع مجيب.

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع