خبر وتعليق أمنستي تفضح تواطؤ الغرب
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
\n
الخبر:
\n
قالت منظمة العفو الدولية إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي انحازا لمصالحهما الاقتصادية والجيوسياسية مع أوزبكستان، وغضا الطرف منذ سنوات عن تعذيب ممنهج تمارسه الشرطة والأجهزة الأمنية لنظام الرئيس إسلام كريموف لانتزاع اعترافات بالقضايا السياسية والجنائية أو للحصول على أموال من الضحايا أو لإرهابهم نفسيا. ووصفت أمنستي، في تقرير أصدرته الأربعاء (2015/4/15م) بالعاصمة الألمانية برلين، أوزبكستان بدولة التعذيب، وذكرت أن التعذيب تحول في هذه الدولة الواقعة بآسيا الوسطى إلى واقع يومي يمارس بحق المتهمين السياسيين والجنائيين وكل من ينتقد النظام الحاكم. وقال تقرير المنظمة الحقوقية العالمية إن التعذيب ممنوع قانونيا بأوزبكستان غير أنه يمارس يوميا على نطاق واسع بصور مختلفة تشمل الضرب والاغتصاب والتعدي الجنسي على الرجال والنساء والصدمات الكهربائية والوخز بالإبر وتكسير العظام وخلع الأظافر والحرق ووضع السجناء بأماكن قارسة البرودة شتاء وشديدة الحرارة صيفا ومنعهم من الغذاء والنوم. وتضمن تقرير منظمة العفو الدولية ستين مقابلة حول التعذيب بأوزبكستان، مع ضحايا تم التعدي عليهم ومع أسر لضحايا ومحاميهم. وقال التقرير الحقوقي إنه بات معروفا للكافة بالعالم أن كل من يسقط في يد نظام كريموف لأتفه الأسباب يُعتقل ويُعذب، وأوضح أن التعذيب يمارس لانتزاع الاعترافات بمخافر الشرطة ومقار الأجهزة الأمنية وغرف التحقيق والسجون وفي أماكن خاصة أسوأها بالعاصمة طشقند. وأشار إلى أن هذه التعديات الصارخة ترتكب بحق المتهمين بالسرقة أو غيرها من الجرائم، وبحق المنتمين لجماعات إسلامية وللمعارضة العلمانية ورجال الأعمال الناجحين، وكل من تغضب عليه السلطات.
\n
\n
ولفت تقرير أمنستي إلى عدم وجود إحصائيات حول التعذيب أو قيام السلطات الأوزبكية بتحقيقات حول الانتهاكات الواسعة التي ترتكب بحق مواطنيها. وأشار التقرير إلى أن إغلاق اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقارها المعنية بمراقبة الأوضاع الحقوقية في سجون أوزبكستان عام 2013 يوضح الكثير من الانتهاكات الموجودة بهذا البلد. وقال إن نظام كريموف، المتذبذب بين روسيا التي أسقطت عنه ديونا بـ890 مليون دولار والولايات المتحدة التي منحته عربات مدرعة بـ348 مليونا، توسع بممارسة التعذيب بعد توقف الدول الغربية عن انتقاد هذه الانتهاكات التي تجري بأوزبكستان التي تحولت لحليف مهم بـ \"الحرب ضد الإرهاب\".
\n
\n
وأشار التقرير إلى أن الحكومة الألمانية توقفت عن انتقاد الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان بأوزبكستان حرصا على علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع كريموف الذي يعتزم رفع قيمة إيجار قاعدة ترمذ العسكرية الأوزبكية المخصصة لتمركز وحدات الجيش الألماني العاملة بأفغانستان من 35 مليون دولار سنويا إلى 72 مليونا.
\n
وبموازاة تقريرها حول التعذيب بأوزبكستان، نظم الفرع الألماني لأمنستي حملة بطاقات بريدية موجهة لوزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير تطالبه بالضغط على النظام الأوزبكي لإيقاف انتهاكاته الحقوقية بحق مواطنيه والسعي لإدراج قضية التعذيب هناك على أجندة مجلس وزراء أوروبا.
\n
مذبحة أنديجان: وقالت الأمينة العامة لفرع أمنستي في ألمانيا سيلمين كليشكان -للجزيرة نت- إن تقرير منظمتها حول التعذيب بأوزبكستان يتزامن مع مرور عشر سنوات على مذبحة أنديجان التي قتلت فيها قوات الأمن آلاف المتظاهرين السلميين المعارضين لكريموف. وذكرت كليشكان أن ضغط الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات الاقتصادية، التي فرضاها على طشقند بعد هذه المذبحة، واكبه توقف مؤسسات الاتحاد والولايات المتحدة منذ عام 2010 عن انتقاد انتهاكات حقوق الإنسان بأوزبكستان. ودعت المسؤولة الحقوقية برلين وبروكسل وواشنطن للضغط على الرئيس الأوزبكي لإيقاف الانتهاكات الحقوقية الجارية ببلاده من خلال تغيير القوانين وإلغاء الحظر المفروض على حديث المتهمين داخل المحاكم عما تعرضوا له من تعذيب. (المصدر: الجزيرة).
\n
التعليق:
\n
إنه لمن نافلة القول أن نصف عدو الله كريموف بالإجرام والطغيان وكل كلمة تحويها اللغات للتعبير عما وصلت إليه سياسة هذا الطاغوت تجاه شعب أوزبيكستان عموماً وتجاه حملة الدعوة المخلصين خاصة. لكن ما يندى له جبين العالم الغربي والمتشدق بحقوق الإنسان والدفاع عن كرامته وإنسانيته أن يُسكت طاغية مثل كريموف سليل الشيوعية والإلحاد أفواه زعماء ذاك العالم \"المتحضر\" كما وصفتهم المنظمة (إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي انحازا لمصالحهما الاقتصادية والجيوسياسية مع أوزبيكستان، وغضا الطرف منذ سنوات عن تعذيب ممنهج تمارسه الشرطة والأجهزة الأمنية لنظام الرئيس إسلام كريموف).
\n
لقد أزكمت جرائم كريموف الأنوف حتى لعنته الأرض والسماء ولم يبق إنسان واعٍ إلا وأشار إليه بالبنان ورافق البنان اللسان وهو يقول: ألا لعنة الله على الظالمين، ألا لعنة الله عليك يا كريموف. وربما لم يصل لأسماع أوباما وبوتين وهولاند وميركل أن سجونه في أوزبيكستان قد ضاقت على المظلومين فيها وضجت بالتعذيب وأصنافه خاصة أن أجهزة التعذيب في معظمها صناعة غربية. بل إن ألمانيا تدعم هذا المجرم بأحدث ما لديها وتسكت عنه كما أوردت المنظمة (توقفت مؤسسات الاتحاد والولايات المتحدة منذ عام 2010 عن انتقاد انتهاكات حقوق الإنسان بأوزبيكستان).
\n
وبلغ الإجرام مبلغاً ربما تفوق على ما بلغته \"العدالة\" الأمريكية في معتقل غوانتانامو، حيث يصف التقرير ممارسات نظام كريموف أنه قنن (الحظر المفروض على حديث المتهمين داخل المحاكم عما تعرضوا له من تعذيب) فأصبح قانوناً علنياً ومع ذلك لم يتفوه دعاة الحريات في أوروبا ببنت شفة لنقد هذه التجاوزات غير المسبوقة لحقوق الإنسان، بينما نراهم يتسابقون للتهجم على الإسلام ولتجييش الإعلام والسياسيين لوصف المسلمين بما يحلو لهم من أوصاف كلها افتراءات، ثم يسيرون الآلاف في باغيدا (PAGIDA) وغيرها من حركات مناهضة للإسلام، لكن التعسف ضد الناس وهضم حقوقهم واعتقالهم وتعذيبهم وحتى قتلهم في سجون كريموف هذا كله لا يحركهم ولا يلفت حتى نظر \"الأحرار\" منهم، ألا ساء ما يحكمون.
\n
كيف بعد هذا الانحياز المفضوح وبعد هذا الظلم العميم يستغربون أن نظامهم الرأسمالي يهوي ويتساقط، كيف لا وهو قائم على الظلم والاستعباد وسحق الضعيف، وقد قالها أجدادهم قديماً عندما سمعوا عن عدل محمد صلى الله عليه وسلم، كما أورد البخاري في صحيحه من رد هرقل على أبي سفيان عندما حل عنده وسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُ سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا قُلْتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ.
\n
فأبشروا يا حملة الدعوة الأتقياء الأنقياء في أوزبيكستان، فإن الله ناصركم ولو بعد حين، وإن الإسلام المتجذر في أرض بخارى وسمرقند وطشقند سينبذ هذا الطاغية كما نبذ الطواغيت الذين سبقوه أمثال ستالين ولينين، وستعود بخارى كما كانت منارة للعلم وللعلماء بإذن الله.
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير