- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
إن الخطوة الأخيرة التي قامت بها دار الأزياء الدولية دولتشي وغابانا، والتي تتمثل في إطلاق أول مجموعاتها من العباية والحجاب والتي تستهدف المرأة المسلمة، تؤكد على أن الاهتمام بالأزياء الإسلامية يتزايد يومًا بعد يوم.
الترويج للأزياء الإسلامية
يهدف إلى إفساد المرأة المسلمة ومحاربة القيم الإسلامية
(مترجم)
الخبر:
إن الخطوة الأخيرة التي قامت بها دار الأزياء الدولية دولتشي وغابانا، والتي تتمثل في إطلاق أول مجموعاتها من العباية والحجاب والتي تستهدف المرأة المسلمة، تؤكد على أن الاهتمام بالأزياء الإسلامية يتزايد يومًا بعد يوم. وخطوة الشركة هذه تمثل أحدث خطوات شركات الأزياء الكبرى في سعيها مؤخرًا لصناعة ملابس للمسلمين. فشركات مثل دونا كاران – نيويورك وتومي هيلفيغر وأوسكار دي لا رنتا أنتجت بدورها أيضًا خطوط ملابس تستهدف أسواق المسلمين، وتضمنت كذلك بعض الحملات الإعلانية لشركة هينيز آند موريتز (H&M) بعض النماذج الخاصة بالحجاب.
إن مثل هذه الحملات ليست مفاجئة وفقًا لتقرير الحالة الاقتصادية للبلاد الإسلامية في 2015-2016، فينفق المستهلكون المسلمون ما يقدر بنحو 230 مليار دولار على الملابس، وهو رقم يتوقع أن يتزايد إلى 327 مليار دولار بحلول عام 2019 – وهو يمثل سوقًا أكبر من أسواق الملابس في كل من ألمانيا وبريطانيا والهند مجتمعة.
وقد انقسمت آراء المسلمين إزاء هذه التطورات، فالبعض يشيد بالخطوة "المتواضعة" التي قامت بها هوت كوتور، بينما يعتقد البعض الآخر أن هيمنة العلامات التجارية الكبرى على هذه الصناعة ستضر بجميع الشركات الإسلامية الصغيرة التي ساهمت في هذه الصناعة في مرحلة ما.
التعليق:
إن تصدير الألبسة من منصات عرض الأزياء في لندن وباريس وميلانو وانتشار مسابقات ملكات الجمال قد جعل فكرة "الموضة الإسلامية" تلقى رواجًا بين المسلمين. وقد وصفت مثل هذه الإجراءات بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح، واعتُبرت على أنها رمزٌ لتقدم المرأة المسلمة وحداثتها، وهو ما يجعلها في مكانة أقرب من القيم العلمانية التحررية التي تعيش وفقها النساء في الغرب. وهم يشيرون إلى أن قدرة المرأة على أن تقرر بنفسها نوع لباسها ومظهرها وأن تتولى أمورها هو التحرر بعينه وأن ذلك سينقلها إلى وضع أفضل. غير أن وضع المرأة الغربية "المثالية" بالتأكيد ليس ما تريده المرأة المسلمة وتصبو إلى بلوغه أو حتى أي امرأة أخرى (تتمتع بعقل سليم).
وفي الوقت الذي يسخر فيه المشاهير والسياسيون في المجتمعات العلمانية من لباس المرأة المسلمة ويعتبرونه عارًا، نرى الآن وضعًا حيث يسعى المسلمون فيه لتغيير هذه النظرة عن طريق تغيير الزي الإسلامي ليتفق مع المفاهيم والقيم الغربية.
إن الترويج لهذه الأفكار يحرف أخواتنا الصغيرات بعيدًا عمّا أنزل الله سبحانه وتعالى، وهو يبث الشك بين المسلمين في أمر دينهم ويخلط عليهم الحابل بالنابل. ويحاول الغرب إعادة تعريف معنى الحجاب حتى تفقد المرأة المسلمة اتصالها بالإسلام تدريجيًا وذلك من خلال تزيين فكرة الحجاب العصري وجعلها تشعر أن فكرة الحجاب هي شكل من أشكال القمع وتقييد اللباس.
إن مكانة الناس في الإسلام لا تتقرر وفق المظهر الخارجي، وإنما وفق شخصياتهم. وحتى عند النظر إلى التصورات التي نحملها عن زوجات النبي e، نجد أنه من الجدير ملاحظة كم كن جميلات وهي معلومات لا تنتشر بيننا بشكل واسع – بدلًا من ذلك نعلم عن أعمال الخير التي كانت تقوم بها أم المؤمنين زينب رضي الله عنها، وعن خبرة وعلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الحديث وهكذا. إن ما يشتهر عنهن هو شخصياتهنّ ومساهماتهنّ في سبيل الإسلام.
إن المرأة المسلمة امرأة واثقة من نفسها ومن تفكيرها المستنير الذي يسمح لها أن تتحرر من عبودية شهواتها ومن شهوات الرجال. وهي ليست مشغولة بتزيين مظهرها ولا تعاني من افتقادها للأمن بل إنها تدرك قيمتها ومكانتها وهدفها في الحياة، وتعرف أن هناك أبعادًا في الحياة أكبر وأهم من مجرد الاهتمام بمظهرها. وهي تتمتع بوجود ذي معنى، وتضطلع بمسؤوليات مهمة، وتتطلع للقيام بدور ومركز مهم لبناء الخير في المجتمع. إن طموحاتها في الحياة ليست أنانية بل إنها تعيش لتنال مرضاة الله سبحانه وتعالى. يجب أن تكون هذه قيمنا ومفاهيمنا، بحسب قول الله سبحانه: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة حسن