- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
10 آلاف من الأطفال اللاجئين مفقودون في أوروبا!
الخبر:
تعد قضية أطفال اللاجئين من أبرز الملفات المطروحة في المحافل الدولية، خصوصا لما يعانيه هؤلاء من أزمات نفسية جراء رحلة اللجوء المحفوفة بالمخاطر والاستغلال، للوصول إلى أعتاب أوروبا، ثم انتشرت الأخبار عن تأمين بريطانيا ملجأ لأطفال بلا ذويهم، ليس فقط لأطفال سوريا اللاجئين في أوروبا بل وأيضا لأطفال سوريا في سوريا نفسها، ثم جاءت الأخبار بالاتجار بأطفال سوريا أو الاتجار بأعضائهم، وأخبار أخرى عن عشرة ألاف طفل لاجئ مفقود في أوروبا.
التعليق:
يا أُختَ أَندَلُسٍ عَلَيكِ سَلامُ *** هَوَتِ الخِلافَةُ عَنكِ وَالإِسلامُ
نَزَلَ الهِلالُ عَنِ السَماءِ فَلَيتَها *** طُوِيَت وَعَمَّ العالَمينَ ظَلامُ
بالأمس هوت البوسنة وشرد أطفالها في أصقاع الأرض، والآن هوت الشام!
روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه». قال ابن حجر في الفتح: وقوله: «ولا يسلمه» أي لا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه، بل ينصره ويدفع عنه، وزاد الطبراني من طريق أخرى عن سالم «ولا يسلمه في مصيبة نزلت به».
وفي شعب الإيمان للبيهقي في الحديث المرفوع: عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمِ بْنِ زَيْدٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ بَشِيرٍ مَوْلَى ابْنِ فَضَالَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الأَنْصَارِيَّيْنِ، يَقُولانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ عِرْضُهُ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَتُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ». رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري في التاريخ، وغيرهم،
وصححه أبو نعيم الأصبهاني الحافظ، والإمام السيوطي، وحسّنه الهيثمي، والشيخ عبد القادر الأرناءوط.
أما المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، فإنهم مسؤولون أمام الله عن نصرة إخوانهم في الشام، وأطفال المسلمين الذين أضحوا ضحية تجار الحروب يسرقون أعضاءهم، وتجار الإضلال يسرقونهم لينصّروهم تحت شعارات الحضارة وحماية الأطفال.
فكيف يعقل أن يُفقد هذا العدد من الأطفال في هذه الدول التي تعتبر متقدمة ومنظمة ولا يعرف أحد أين هم وماذا حل بهم؟ وقد اختفوا بعد وصولهم أوروبا؟ وهم من غير أهاليهم وذويهم؟؟
من لهؤلاء الأطفال؟؟ لقد لجأوا لهذه البلاد هرباً من بطش بشار وظلمه بعد أن نجوا من قصفه وحصاره وتجويعه واعتقدوا بأن هذه الدول هي ملاذهم وأمانهم، وها هي قد خيبت آمالهم ولقوا في أحضانها ما هربوا منه مسبقا، وكفى بها جريمة في حق حكام المسلمين، أن يتركوا أطفال المسلمين يتخطفهم الناس!
فيا أيها المسلمون، ستبقون كالأيتام على موائد اللئام لا ينظر لكم أحد ولا ينصركم أحد، يكيد لكم أعداؤكم ليثبتوكم أو ليقتلوكم أو ليخرجوكم، وغايتهم أن يضلوكم عن دينكم إن استطاعوا...
مهما تغنت هذه الدول بالإنسانية وحقوقها ولبسوا ثياب الرقي والرحمة فالواقع مرير؛ إنها دول كافرة تتخذ عداوة الإسلام أساسا في تعاملها مع المسلمين وأطفالهم!!
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به»، والآن وقد أضحى المسلمون بلا إمام، فإنهم أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام، وإن نصرة هؤلاء المستضعفين المشردين في الأرض لا تكون بأقل من إقامة هذه الدرع الواقية الحامية للمسلمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ميرفت سلامة