الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الاستثمارات السعودية بالمغرب  هي توريط إضافي للمغرب في الفتنة الطائفية

بسم الله الرحمن الرحيم

 الخبر:

 

بالأمس (2016/03/08) تناقلت وسائل الإعلام أن سفير السعودية في المغرب أكد عقب المباحثات التي أجراها بمعية وفد من رجال الأعمال السعوديين مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، أن السعودية والمغرب لهما رؤية موحدة وينسقان بشكل مشترك على مختلف الواجهات، وأن العلاقات القائمة بين السعودية والمغرب "متميزة وقوية، بل هي أكثر من أخوية"، مشددا على أهمية الارتقاء بها أكثر،

 

 

الاستثمارات السعودية بالمغرب

 

هي توريط إضافي للمغرب في الفتنة الطائفية

 

 

 

الخبر:

 

بالأمس (2016/03/08) تناقلت وسائل الإعلام أن سفير السعودية في المغرب أكد عقب المباحثات التي أجراها بمعية وفد من رجال الأعمال السعوديين مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، أن السعودية والمغرب لهما رؤية موحدة وينسقان بشكل مشترك على مختلف الواجهات، وأن العلاقات القائمة بين السعودية والمغرب "متميزة وقوية، بل هي أكثر من أخوية"، مشددا على أهمية الارتقاء بها أكثر، وبالأخص عن طريق تقوية الروابط الاقتصادية بين البلدين، وكذا على ضوء توافر الفرص الداعمة لهذه الدينامية الاستثمارية. وأبرز السفير السعودي أن قائدي البلدين، الملك محمد السادس، والملك سلمان بن عبد العزيز، ضامنان للاستقرار في المنطقة العربية ككل. وأضاف أن زيارة الوفد السعودي تندرج كذلك في سياق دعم الرؤية السياسية للبلدين، معتبرا أن "الجهود التي تقوم بها السعودية في سبيل التنمية الاقتصادية في المغرب هي في واقع الأمر تنمية اقتصادية واستثمارية أيضا بالنسبة للسعودية". وأشار إلى أن الوفد السعودي سيقوم بزيارة للأقاليم الجنوبية، "وهي رسالة قوية نؤكد من خلالها على دعمنا للوحدة الترابية للمغرب وحرصنا على تنمية هذه الأقاليم بكل ما نملك من قوة".

 

التعليق:

 

إن المتتبع للأحداث يدرك دون عناء أن المغرب منخرط فيما يسمى "الحرب على الإرهاب"، فبعد ساعات من إعلان السعودية عن إنشاء التحالف الإسلامي ضد الإرهاب قام نائب وزير الدفاع السعودي بزيارة إلى المغرب في 2015/12/15 حيث قام بتوقيع اتفاقية تعاون عسكرية بين جيشي البلدين تغطي مجالات عديدة تشمل التكوين، والدعم اللوجستي، وتبادل الخبرات، والتنسيق الاستخباراتي، والخدمات الطبية،... وفي 2016/02/06، نشر موقع CNN بالعربية أن المغرب تعهد بإرسال قوات للمشاركة في الحلف، وفي 2016/02/10، قام وزير الخارجية السعودي بزيارة إلى المغرب لحشد التأييد للتحالف الذي تقوده بلاده، واجتمع بنظيره المغربي حيث حاول هذا الأخير جاهداً نفي تعهد المغرب إرسال قوات للمشاركة في التحالف السعودي، فيما لم يخف اصطفاف المغرب إلى جانب السعودية في خلافها مع إيران وحربها في اليمن.

 

ورغم محاولة المغرب إحاطة هذا الموضوع بغطاء كثيف من السرية، فإن خيوطه واضحة، وقد ظهر ذلك جلياً بعد مقتل الطيار المغربي في اليمن في أيار/مايو 2015، حيث أعلن أن المغرب كان قد أرسل سرب طائرات إف-16 إلى الإمارات عندما شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية على تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.

 

إن محاولة المغرب إخفاء نيته إرسال قوات إلى سوريا لمقاتلة تنظيم الدولة ضمن ما يسمى التحالف الإسلامي نابع من إدراكه أن أهل المغرب يرفضون الانخراط في هذه الحرب المدمرة التي لا هدف لها إلا المزيد من سفك دماء المسلمين في الشام ومنعهم من إسقاط نظام بشار وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاضه. فالمغرب الذي ادعى أنه من أصدقاء سوريا واحتضن مؤتمراً لدعم انتفاضة أهل الشام في 2012/12، لم يقم بأي عمل جدي ولا حتى شكلي من شأنه إسقاط نظام الطاغية وإنهاء مأساة أهل سوريا، بل على العكس من ذلك، تغاضى عن جرائمه وانخرط في حرب شرسة لتعقب كل من يرغب بالالتحاق بالجهاد في بلاد الشام بدعوى أنه يريد الالتحاق بتنظيم الدولة.

 

وطمعاً في مزيد من الدعم المالي الخليجي، ها هو المغرب ينغمس أكثر فأكثر في الحروب التي تشعلها السعودية، وينخرط في هذه المحرقة التي تلتهم أبناء المسلمين نتيجة التأجيج الطائفي وبسبب رغبة أمريكا في إغراق المنطقة في حروب دموية تستغلها لإعادة رسم خريطة المنطقة وفق ما يخدم رؤيتها. لقد أدركت أمريكا بما لديها من قدرات استخباراتية ومتابعة للرأي العام في العالم الإسلامي، ميل المسلمين الجارف نحو الإسلام وتشوقهم لدولة الإسلام التي تطبق شرع الله، وأدركت أن هذا الأمر كائن لا محالة، إن عاجلاً أم آجلاً، لذلك فهي تعمل جاهدة لاستباق الأمر بإشغال المسلمين في حروب مدمرة فيما بينهم وتأجيج نيران الطائفية لحفر الأخاديد بين أبناء الأمة الواحدة وتعقيد اجتماعهم من جديد، وإلى جانب ذلك تعمل على تدمير البلاد المرشحة لقيام الخلافة فيها كي تجعل مهمة القيادة الإسلامية المقبلة شبه مستحيلة.

 

لقد تعلمت أمريكا من تجاربها الفاشلة في الصومال والعراق وأفغانستان، أن تتجنب قدر الإمكان الزج بجنودها في حروب مع المسلمين، فقد لمست قوة بأسهم، وشدة عزائمهم، لذلك فهي توكل مهامها القتالية في بلاد المسلمين إلى وكلائها في المنطقة، وقد اختارت لهذا الأمر السعودية لما تملكه من حمولة دينية تمكنها من رفع لواء الدفاع عن أهل السنة في وجه الشيعة الروافض كما تدعي، ولما تملكه من إمكانيات مادية تمكنها من شراء انخراط الدول العربية بما تغدقه عليهم من مساعدات.

 

في هذا الإطار يجب فهم زيارة وفد رجال الأعمال السعوديين إلى المغرب، وتعهد السعودية بضخ مزيد من الاستثمارات في المغرب، فالأمر لا يتعدى أن يكون رشوة سياسية، يقايض فيها مال النفط بدماء المسلمين من الجيش المغربي والأجهزة الأمنية الذين سيتم الزج بهم في أتون حرب تأكل الأخضر واليابس ولا يستفيد منها إلا الكافر المستعمر.

 

إن كان يجب على الجيش المغربي أن ينخرط في حرب خارج حدوده فالأولى أن يقاتل دفاعاً عن فلسطين لطرد يهود، أو في الشام لإنهاء ظلم نظام بشار المجرم، أو في بورما لإنقاذ المسلمين من براثن النظام البوذي الحاقد، أو في غيرها من المناطق الساخنة التي يُظلم فيها المسلمون ويُعتدى عليهم، أما أن نترك كل هذا ونقاتل في بلاد الشام لإجهاض ثورة أهلها المباركة جنباً إلى جنب مع الميليشيات الطائفية التي يدعي التحالف أنه يقاتلهم في اليمن، فهذا هو العبث والاستخفاف بدماء المسلمين، قال e: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار». قيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: «إنه كان حريصاً على قتل صاحبه». [متفق عليه].

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

محمد عبد الله

آخر تعديل علىالخميس, 10 آذار/مارس 2016

وسائط

3 تعليقات

  • أم راية
    أم راية الخميس، 10 آذار/مارس 2016م 14:59 تعليق

    جزاكم الله خيراً

  • khadija
    khadija الخميس، 10 آذار/مارس 2016م 12:45 تعليق

    اللهم انصر الاسلام والمسلمين واخذل من خذل الدين

  • إبتهال
    إبتهال الخميس، 10 آذار/مارس 2016م 08:48 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع