روسيا تهدد الولايات المتحدة باستخدام القوة ضد منتهكي الهدنة في سوريا

الخبر:

قالت روسيا إنها ستبدأ في استخدام القوة بصورة أحادية ضد منتهكي الهدنة في سوريا إذا لم يتم التوصل إلى قواعد مشتركة مع الولايات المتحدة بحلول الثلاثاء.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي في جنيف قوله إن التصريحات الروسية "تنم عن عدم دراية لأن الطرفين ناقشا هذه النقاط بالتفصيل من قبل، وما زالت قيد المناقشة بطريقة بناءة".

التعليق:

بالأمس ترحيب أمريكي على قرار روسيا بالانسحاب من سوريا، واليوم تهديد روسي لأمريكا باستخدام القوة ضد منتهكي الهدنة، هذه روسيا التي تسير خلف أمريكا خطوة خطوة. منذ بدأت روسيا حربها على سوريا ونحن نسمع ونشاهد اللقاءات الأمريكية الروسية والاتفاقات والمؤتمرات بينهما، فكيف تهدد روسيا أمريكا وهي، أي روسيا، الخادم المطيع لأمريكا في الحرب على سوريا؟!

السؤال الذي يطرح نفسه من هم منتهكو الهدنة في سوريا؟ أليس النظام السوري وروسيا هم منتهكي الهدنة؟ ومنذ متى توقفت روسيا عن ضرب معارضي النظام؟ ولماذا هذه الأكاذيب؟ وهل أصبح لروسيا كلمة أو قرار تتخذه من وراء أمريكا؟ إن روسيا الأمس التي كان لها وزن أو قرار قد انتهت: ففي عام 2003 عندما أرادت أمريكا غزو العراق وقفت روسيا في وجهها، هي وفرنسا، واستخدمت حق النقض الفيتو ضد مشروع أمريكا لغزو العراق، وإن كانت أمريكا قد جعلت ذلك القرار والعالم وراء ظهرها وغزت العراق.

أما روسيا اليوم فهي تسير فيما يخص سوريا خلف أمريكا وتتلقى التعليمات الأمريكية. إن الملاحظ مما يسمى المجتمع الدولي أنه مجمع على إنهاء الثورة السورية وإقامة دولة ديمقراطية، وهذا الإجماع آت مخافة عدوهم المشترك وهو الإسلام ودولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

وفي الختام نقول ما قاله الشافعي رحمه الله: ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع...

والله تعالى يبشرنا بزوال أمريكا وروسيا مهما بلغتا من قوة، فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا * وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾ [الإسراء: 17،16]

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد سليم - فلسطين