- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
"هفوة" كاميرون وقمة مكافحة الفساد
الخبر:
نشر موقع بي بي سي مقطع فيديو لما سمي بـ"هفوة" لكاميرون رئيس وزراء بريطانيا حيث جاء فيه:
وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نيجيريا وأفغانستان بأنهما "فاسدتان بشكل رائع"، خلال حديثه مع الملكة.
وكان كاميرون يتحدث عن قمة مكافحة الفساد المزمع عقدها في لندن هذا الأسبوع.
وقال كاميرون: "سيأتي إلى بريطانيا بعض من قادة دول استشرى فيها الفساد بشكل رائع، نيجيريا وأفغانستان في الغالب أكثر بلدين فاسدين في العالم".
لكن كبير أساقفة كانتيربيري تدخل في الحوار وقال "إن هذا الرئيس بالتحديد ليس فاسدا وإنه يبذل قصارى جهده".
وقال الرئيس النيجيري محمد بخاري إنه مصدوم مما قاله كاميرون.
وقال مسؤول أفغاني إن هذا التصنيف ليس عادلا.
التعليق:
جاءت فضيحة وثائق بنما لتشكل ضغطا كبيرا على بريطانيا التي تعتبر هي وجزرها المستعمرة النائية ملجأ "آمنا" لأموال حكام وسياسيين وأصحاب ثروات طائلة من شتى بقاع العالم.
ولعل عقد هذه القمة المقرر انعقادها الخميس هي محاولة "لتبييض" صفحة بريطانيا حيث ورد أن كاميرون سيطلب من القادة التوقيع على "أول إعلان عالمي على الإطلاق ضد الفساد".
هذا وقد دعا كاميرون كلا من وزير خارجية أمريكا، ومديرة صندوق النقد الدولي ورئيس البنك الدولي بالإضافة لرئيس منظمة الشفافية الدولية لهذه القمة.
ومما يستوجب الملاحظة أن:
- الحديث هو عن "مكافحة الفساد" بمعايير الغرب، وهذا يشمل اختلاس المال العام مثلا ولكنه لا يشمل نهب الأموال والثروات بـ"القانون" من خلال امتيازات الشركات الأجنبية للتنقيب عن النفط والمعادن والثروات الأخرى، ولا يشمل نهب أموال الشعوب من خلال "الفوائد المركبة" للقروض التي يقدمها البنك الدولي مثلا للدول، ولا صفقات السلاح الخردة، وغير ذلك كثير من معايير "التجارة الحرة" و"حرية الاستثمار" التي تجعل البلاد والعباد مصدر نهب صباح مساء.
- وبحسب العربي الجديد فإن مصادر غربية تقدر حجم الأموال التي سرقت من نيجيريا بنحو 150 مليار دولار، سواء من خلال نهب النفط المباشر من قبل الشركات العالمية الإنجليزية والأمريكية، أم من خلال عصابات التهريب والسرقة المرتبطة بمتنفذين في البلاد (18 مليار سنويا).
- كلام كاميرون أمام إليزابيث ليس "هفوة" أو حديثاً عابراً، بل هو طمأنة للملكة وللرأسمالية البريطانية المنتفعة من تلك الأموال أن حكومة كاميرون تتخذ خطوات من أجل الحفاظ على مكانة بريطانيا المالية وأرباح الرأسماليين.
- كلام كاميرون كان دقيقا عن نيجيريا تحديدا، فقد تحدث عن "دولة" فيها فساد وليس عن "حاكم" فاسد، وجاء جواب كبير أساقفة كانتربيري ليبرئ ساحة محمد بخاري رئيس نيجيريا الحالي، والذي هو عميل بريطاني، والذي يبدو أنه يعمل على زعزعة النفوذ الأمريكي في نيجيريا من خلال إثارة موضوع الفساد في بلاده والطلب من بريطانيا لتساعده في استعادة 15 مليار دولار لمسؤولين سابقين في عهد جودلاك عميل أمريكا. بل إنه في خطابه اليوم الأربعاء في لندن توجه بالشكر بلياقة إلى بريطانيا لأنها ساعدت نيجيريا على استعادة أموال مخبأة في الخارج.
- كبير رئيس أساقفة كانتربري يفترض ـ نظريا ـ أنه لا علاقة له بالسياسة بحسب مبدأ الفصل بين الدين والدولة أي العلمانية، ولكنه يظهر في الخبر أنه منخرط في الحالة السياسية داخليا وخارجيا، بل ويعطي الرأي في محمد بخاري ـ عميلهم ـ، فهو يعلم كاميرون أو يذكره بما يغفل عنه، وهو في الوقت نفسه يظهر العلاقة الوطيدة بين الكنيسة والرأسماليين في البلاد. مع العلم أنه ابن سفاح ـ بحسب اعترافه هو ـ لآخر سكرتير لتشرتشل.
ختاما فإن الرأسمالية هي أم الفساد وأسه، ولن يتخلص العالم من الفساد المالي إلا بزوال النظام الرأسمالي ليحل محله نظام الإسلام الاقتصادي الذي تطبقه دولة مبدئية هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله، فيعم الخير بلاد المسلمين بل العالم أجمع.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله