- الموافق
- 3 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
التوقيع على اتفاقية عنتيبي وزيادة الاحتقان في المنطقة لمصلحة من؟
الخبر:
تؤكد مصادر صحفية في الخرطوم عن شروع خبراء سودانيين على دراسة إمكانية انضمام البلاد لاتفاقية عنتيبي 2010م، بعدما رفضتها لسنوات خشية تأثيرها على حصة السودان من مياه النيل البالغة نحو 18.5 مليار متر مكعب ومدى مساهمة ذلك في حل الخلافات بينه وبين القاهرة وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي من جهة، وتأثر علاقاته مع مصر وحدها من الجهة الأخرى (الجزيرة)
التعليق:
تضم اتفاقية عنتيبي 13 بندا، بينها بند الانتفاع المنصف والمعقول بموارد مياه نهر النيل، الذي أثار جدلا بين دول الحوض التي وقّع بعضها ورفضها البعض الآخر؛ مثل مصر والسودان والكونغو، وبموجب القانون الدولي فمن الممكن أن تدخل اتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ في حال مصادقة ثلثي دول حوض النيل، أي ست دول من أصل عشر، والجدير بالذكر أن المبادرة لا تعترف باتفاقيتي 1929 و1959 المتعلقة بحقوق دول حوض النيل في مياه النيل. وعنتيبي أعطت إثيوبيا الحق في إقامة سد النهضة الكارثي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، على مصر والسودان، ولكن بدلاً من رفض إقامة سد النهضة وقع الرئيسان السوداني والمصري على اتفاق آذار/مارس 2015م الذي يعطي إثيوبيا الحق في إقامته مع بعض الترضيات لمصر والسودان، في خطوة غير مدروسة ستكون وبالاً عليهما. والمياه المتجمعة خلف السد في حال انهياره لأي سبب (أسباب طبيعية متوقعة في هذه المنطقة المشهورة بالحركات الأرضية)، أو بسبب الحروب والاضطرابات، والتي هي واقع معاش في منطقة عرفت بالاضطراب والغليان لعقود، ستتجه المياه شمالاً في اتجاه السودان ومصر ومبتعدة عن إثيوبيا. في حالة المساس بسد النهضة الإثيوبي أو انهياره لأي سبب، سيعني ذلك فناء حتمياً لكل السدود على امتداد النهر وفناء مصر والسودان، بالإضافة للمياه الهائلة التي ستتدفق على السودان ومصر وتحصد في طريقها الأخضر واليابس.
في رده على الأخبار بإمكانية انضمام السودان لاتفاقية عنتيبي، قال الخبير في ملف المياه ومدير مياه النيل السابق في وزارة الري السودانية حيدر يوسف، إن هناك توجيهاً من نائب رئيس الجمهورية لوزير الري قبل ستة أشهر بعدم مناقشة أمر توقيع الإطار القانوني للمبادرة المعروف باتفاقية عنتيبي.
ومع تحفظ كافة الجهات المعنية بملف مياه النيل في وزارة الموارد المائية والري في السودان على التعليق بهذا الخصوص، فإن خبراء مستقلين انقسموا حول فوائد تلك الاتفاقية ومدى تأثير توقيعها على العلاقة مع مصر، أما وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى، فقد أحجم عن الإشارة لأي موقف جديد بشأن اتفاقية عنتيبي.
الخبير في ملف مياه النيل أحمد المفتي يرى أن تحفظات السودان على اتفاقية عنتيبي ليست كثيرة ويمكن أن يتم مراعاتها وتجاوز الأسباب التي تمنعه من التوقيع بسرعة، مشيرا إلى أن السودان كان صاحب الدور الأكبر في جمع دول حوض النيل حول المبادرة والاتفاقية، لكنه يرفض المساس بحقوقه المكتسبة في مياه النيل والانتقاص منها مما يعني ويؤكد أن توقيع السودان على اتفاقية عنتيبي أمر وارد، بل ستكشف مقبل الأيام عن توقيع يروج له بالمصالح الآنية الأنانية.
على الجانب المصري ردود الفعل تتضمن مزيداً من التوتر والصراع على المصالح، رئيس وحدة حوض النيل بمركز الأهرام هاني رسلان، قال إن السودان إذا وقعت على اتفاقية "عنتيبي" لمياه النيل فهذا ليس له إلا معنى واحداً فقط، وهو أن كل الخسائر التي تحدث سوف تقع على دولة المصب مصر، ما قد ينتج عنه نزاعات جديدة بين مصر والسودان بالمستقبل القريب (الحدث) والسؤال الذي يفرض نفسه لمصلحة من يتم التوقيع على هذه الاتفاقية؟
وهكذا تتكشف كل يوم ضحالة عقول حكام المسلمين، الذين لا يفكرون في مصالح أمتهم، بل هم مجرد أدوات لتنفيد الفوضى الخلاقة؛ النظريات الخطيرة والحساسة، التي تتبناها الولايات المتحدة حالياً تجاه العالم عموماً والشرق الأوسط والمنطقة الإسلامية بخاصة، إذ أصبحت أسلوباً جديداً لإدارة وتوجيه مصالحها وأهدافها، لا شك في أن بلدان منطقة الشرق الأوسط تعيش حالياً مأساة تطبيق مراحل هذه النظرية، من صراعات داخلية تستهدف فقط حفظ المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، والمتمثلة في تدفق إمدادات النفط والموارد الطبيعية الأخرى وكذلك حماية كيان يهود، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَأمة». سنن ابن ماجه.
إن خليفة المسلمين وإمامهم الجنة؛ الذي يبايع على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، لن يكون أداة تنفيذ لسياسة الكفار، بل سيكنس الكفار وسياساتهم وأتباعهم كنسا، ينظف أمة الإسلام من الذل والصغار والتدمير؛ الذي حل بها من جراء حكام السوء فتنهض الأمة من سباتها لتحيا بعز وكرامة، وتتمتع بثرواتها التي حولها الحكام اليوم لنقمة بخضوعهم المذل لسياسات أسيادهم المستعمرين، وتمكينهم من هذه الثروات.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار - أم أواب
وسائط
3 تعليقات
-
بارك الله فيكم وفي جهودكم
-
بارك الله فيك أختاه
-
بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله