- الموافق
- 2 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
انحراف الشباب والأطفال، من هو المسؤول؟
(مترجم)
الخبر:
انتشر هذا الشهر موضوع الجرائم الجنسية ضد الأطفال في إندونيسيا على أنقاض الجريمة البشعة بحق فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، لاقت حتفها بعدما تم اغتصابها من عصابة تضم 14 شخصاً بعضهم لم يبلغوا سنّ الرشد. وهذا الحادث كشف النقاب عن العديد من الجرائم التي ترتكب ويكون الضحية والمعتدي فيها هم من الأطفال. وعلى تغريدة له على تويتر قال الرئيس إيفان جوكوي "نحن جميعًا نستنكر هذه المأساة"، وحثّ على التحقيق الفوري للحادثة وإحضار المعتدين أمام القضاء. وكتب أيضًا على نفس التغريدة في الرابع من أيار/مايو "أَلْقِ القبض عليهم وعاقبهم بشدّة. يجب حماية النساء والأطفال من العنف".
التعليق:
آن الأوان لأن نعترف بوجود مشاكل خطيرة أصابت فكر المجتمع وخصوصًا الشباب والأطفال، من هو المسؤول الأول؟ وما هو السبب الأساسي؟. هل حقًا إن العلاج الصحيح يكمن في العقوبة الصارمة ضد الجناة؟ دائمًا ما نلقي اللوم على الجناة، ومعظمهم أطفال، يجب أن ندرك أن السبب الأساسي لهذه المشكلة هو أصولي. هناك مشكلة خطيرة في نظام قيمنا، القيم التي تبني مجتمعنا. ليس فقط النظام القانوني.
القيم الجنسية التي اجتاحت الشباب، والتي تدعمها صناعة التسلية والإعلام قد دمّرت أطفالنا بشكل كبير، الأولاد والبنات، هذا الاجتياح جعل من بناتنا الصغيرات أغراضاً جنسية وسلعاً، وشيئًا فشينًا غيّرت من عقليات الأولاد الصغار حتى أصبحوا معتدين جنسيًا.
تستمر هذه القيم الجنسية في التغلغل بين صفوف شبابنا، وتشجعهم على فكرة "استرخاص" العلاقة بين الرجل والمرأة وجعلها محصورةً في السعي وراء الملذات الأنانية الشهوانية. هذه القيم الليبرالية تستمر في القضاء على المسؤولية الفكرية في مجتمعنا عن النظر إلى العلاقة بين الرجل والمرأة، وتنبع هذه النظرة من تطبيق المبدأ الرأسمالي العلماني في بلاد المسلمين. في الواقع، فإن الفكر العلماني الرأسمالي قام بتصدير هذا الطاعون من الغرب إلى الشرق، وبشكل ممنهج، استطاع إعاقة حيوية شبابنا ومجتمعاتنا. إن أعراض "امتلاك تقدم اقتصادي ولكن المعاناة من أضرار ثقافية" في الدول الغربية المتقدمة تنتقل بسرعة إلى البلدان الإسلامية، وحتمًا فإن التطور السريع يصاحبه دومًا أزمات اجتماعية، وفقدان إنجازات الشباب وإنتاجهم، وانتشار الجريمة عند الأطفال وأيضًا تفشي العنف ضد النساء والأطفال.
لقد أدى ترويج الرأسمالية لقيمها العلمانية إلى السير بأبنائنا إلى بوابات الهلاك. لقد حطّم أطفالنا الذين يجب أن يكونوا جيل المستقبل، حطّموا مستقبلهم حين أصبحوا معتدين وضحايا لجرائم مقيتة. قال الإمام الغزالي رحمه الله "إذا اعتاد الطفل على الشر والإهمال، فسوف يصبح غير محظوظ ويقع فريسة الدمار، وسيشترك معه في الإثم المسؤولون عن تربيته، إذا تعود على الشر وترك من غير عناية فستكون عاقبته وخيمة".
يجب أن يعي حكام المسلمين في إندونيسيا وغيرها في العالم الإسلامي أن العلاج الوحيد لهذا الطاعون هو الإسلام. إن التاريخ الذهبي للحضارة الإسلامية يشهد بتمتع أطفال المسلمين بالشرف والكرامة، لأنهم شباب المستقبل. إن الأنظمة القانونية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للإسلام تحافظ على ضمان نمو وتقدم الجيل الذهبي للإسلام قويًا، منتجًا ومخلصًا، يرفض الإسلام القيم الليبرالية الرخيصة التي تجنس المجتمع، على العكس فإن الإسلام يستمر في الترويج للرؤية المثالية للعلاقة بين الرجل والمرأة. يركز الإسلام على العناية بالأطفال لأنهم قادة المستقبل الذين سيحافظون على شرف المرأة ويمتلكون مسؤولية فكرية عميقة للمستقبل، وفي الوقت نفسه، عند تطبيق الإسلام سيكون للمرأة مكانتها وشرفها. إن إعادة حكم الإسلام بشكل كامل سيكون الحل الحقيقي والدرع الواقي لعشرات الملايين من الأطفال حول العالم، كما قال رسول الله e: «الإِسْلامُ يَعْلُو وَلا يُعْلَى عَلَيْهِ» رواه الدار قطني.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله