- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المساجد في عهد سلمان...
تكميمٌ للأفواه وكتمٌ لكلمة الحق
الخبر:
السعودية: توحيد خطبة الجمعة في مساجد وجوامع المملكة قبيل رمضان
وجاء في الخبر "تعتزم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية البدء خلال الأسبوعين القادمين في تطبيق نظام إلكتروني جديد لخطب الجمعة الموحدة بمختلف جوامع المملكة.
ولفتت صحيفة "عكاظ" على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد عن مصادر في الوزارة قولها إنه سيتم تطبيق النظام الإلكتروني قبل شهر رمضان المقبل، وذلك بصورة تدريجية، موضحًا أن هناك لجانًا تعمل على تحديد الخطباء غير الملتزمين بخطب الوزارة.
وأضاف أنه سيتم البدء باستخدام الأجهزة اللوحية الإلكترونية مثل "الآيباد" في بعض الجوامع الكبيرة، وذلك من خلال إرسال الخطب للخطباء الذين تم تسجيل بياناتهم وعناوينهم الإلكترونية لدى الوزارة. (المصدر: أرابين بزنس 2016/5/22م)
التعليق:
تتميز بلاد الحرمين الشريفين بكثرة المساجد والخطباء فيها، وذلك لطبيعة أهلها المحبين للإسلام والمتمسكين به، حيث يبلغ عدد المساجد في بلاد الحرمين 94 ألف مسجد، منها 16 ألف جامع تقام به صلاة الجمعة. وهي بهذا العدد الكبير تشكل دورا للعبادة ومنابر لتعليم الناس أمور دينهم ومجالس للدروس وحلقات الذكر وتحفيظ القرآن، غير أن أكثر ما يخشاه حكام آل سعود في ذلك هو أن تصير هذه المنابر مصدرا قويا لكلمة حق تخرج من على منابرها، تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، فتزعزع كراسيهم وتفتح أعين الناس على خيانتهم للدين والأمة، ولذلك فإن الحكومة تعمل ومنذ فترة ليست بالقصيرة على هذا المشروع والذي يسعى إلى جعل منابر الخطب مقولبة بقوالب جاهزة عن الدين، فتعطي الناس جرعات من التخدير والإشغال عن سياسة آل سعود في الحكم والعمالة، وتسيير الناس حيث يشاؤون لا حيث تكون كلمة الحق.
إن هذا المشروع الخبيث، والذي سوقه أصحابه بكلمة حق أريد بها باطل، ما هو إلا من اختراعات وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية وذلك زمن وزيرها السابق سليمان أبا الخيل – مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حاليا – ذلك الوزير الذي استبشر البسطاء عندما أعفاه الملك سلمان من منصبه كوزير، ليعود مؤخرا ويرجعه إلى منصبه السابق كمدير لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، غير أن مشروع توحيد الخطب ونظام العقوبات للمخالفين هو ما استمر تطبيقه رغم تغيير الأشخاص والأسماء، ويضاف إلى هذا المشروع العديد من المشاريع الأخرى والتي تهدف إلى مراقبة المساجد ومراقبة المتبرعين والتشديد على حلقات تحفيظ القرآن والاعتكاف وإفطار الصائمين والكثير جدا من القوانين والتنظيمات والتي تهدف جميعها إلى مراقبة المسلمين وتكميم أفواههم.
جاء في جريدة عكاظ بتاريخ 2015/1/13م في تصريح لوكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري "توحيد خطب الجمعة عند النوازل والإبعاد عقوبة المخالفين". وجاء على لسان أبا الخيل أيام كان وزير تصريحه "توحيد خطبة الجمعة قريباً" جريدة الرياض 2015/1/25م، كما جاء في قرار للوزير الحالي صالح آل الشيخ حسب ما نشر في جريدة الرياض بتاريخ 2015/5/29م "توحيد خطب الجمعة في جميع جوامع المملكة للتنديد بجريمة القديح وفضح فكر المفسدين".
كل هذه الأخبار وغيرها الكثير من المواقف والأحداث، تؤكد أن الدولة حريصة على تسييس دور المساجد لتسير حسب ما تريد لها من سياسات الخيانة لا فيما أراده الله لها أن تكون، فهي لا تريد للمساجد أن تكون كما كانت على عهد الرسول r وعهد الخلفاء الراشدين حيث كانت مركزاً للحكم وتخريج الجيوش وحملة الدعوة الإسلامية ورعاية شؤون المسلمين، كما لا تريد لها أن تكون كما كانت في عهود الخلفاء في مختلف العصور الإسلامية حين كانت منارات للعلم تضيء مشارق الأرض ومغاربها ويخرج منها علماء أجلاء يقفون على أمور الدين وحفظ أركانه، كما أنها لا تريدها أن تكون كما هي الآن فيخرج منها مشايخ وعلماء مسلمون يقولون الحق ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أمثال الشيخ خالد الراشد وعبد العزيز الطريفي وغيرهم كثير ممن غيبتهم سجون آل سعود.
إن آل سعود في أفعالهم تلك، ليتمثلون قول فرعون لقومه ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى﴾ وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
جزاكم الله خيرا
-
بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .