- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سقوط الأمطار وسقوط الدول
الخبر:
أعلن رئيس الوزراء الفرنسي "مانويل فالس"، السبت الماضي، مصرع 4 أشخاص وإصابة 24 آخرين، جراء الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات التي تضرب عدّة مناطق في البلاد، منذ مطلع الأسبوع الحالي. وأشار فالس، إلى "إجلاء نحو 20 ألف شخص من منازلهم في المناطق المتضررة من الأمطار والسيول"، مبينًا أنهم "أرسلوا أيضًا وحدات عسكرية إلى بعض المناطق لتقديم المساعدات والدعم للمواطنين هناك".
وكانت الفيدرالية الفرنسية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي لشركات التأمين أن الخسائر المحتملة جراء موجة الأمطار والسيول الشديدة التي تضرب البلاد، منذ مطلع الأسبوع الحالي، قد تصل إلى نحو 600 مليون يورو.
التعليق:
يتساءل البعض أحيانا كيف لأمة الإسلام أن تقوم لها قائمة ودول عظمى كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا قوية وفقا لموازين القوة المادية. فكان لزاما لفت النظر إلى حوادث طبيعية كهذه التي في فرنسا وبيان عجز تلك الدول العظمى أمامها. فقبل سنوات، ارتفعت درجة الحرارة في فرنسا أربع درجات فقط ذهب ضحيتها مئات الأرواح. وفي أمريكا، زوابع وأعاصير تدمر مدناً بأكملها، وأسراب نحل عدوانية تهجم وتقتل كل من تراه، وأفاعٍ تغزو البيوت بالعشرات فتقتل من تقتل، وأسراب صراصير تغزو بالمئات المنازل والمحال التجارية دون القدرة على القضاء عليها، وجرذان تسبح في مواسير المياه وتخرج من المراحيض بأعداد مخيفة...
كل هذا يذكرنا بقوله تعالى ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾، وبقوله تعالى ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾... فأمريكا وأوروبا وروسيا... كلها بيد الله يصرّفها سبحانه كيف يشاء، وقد يجعل الله تعالى هلاك هذه الدول العظمى وهزيمتهم بأهون الأسباب، كما كان هلاك قوم نوح وعاد وثمود...
ومن القصص المعبرة في هذا السياق ما جاء في كتاب (إنباء الغمر) أنه في عام 849 وقعت معركة بين المسلمين والروم وكانت بين كر وفر، وفي يوم من الأيام، وبالقرب من تلك الموقعة، هجم عدد من الوحوش الكاسرة على جماعة من الغزلان، فثار بين الفريقين غبرة عظيمة ظنها الكفار نجدة من بلاد المسلمين، فاشتد رعبهم وانهزموا لا يلوي أحد على أحد وكفى الله المؤمنين القتال.
فلنثق بنصر الله وفرجه سبحانه وليكن لسان حالنا كلما احلولكت الأيام ما جاء على لسان موسى عليه السلام ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، فأنجاه الله سبحانه وأغرق فرعون وجنوده.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني – بيت المقدس
وسائط
1 تعليق
-
اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته...
بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .