السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العلاقة مع كيان يهود لا تكون إلا في ساحات الجهاد، وليس بالهدن والاتفاقيات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

العلاقة مع كيان يهود لا تكون إلا في ساحات الجهاد،

وليس بالهدن والاتفاقيات

 

(مترجم)

 

الخبر:

أدلى الرئيس رجب طيب أردوغان بتصريحات في مؤتمر صحفي قبل جولته الأفريقية التي استغرقت 3 أيام حول تطوير علاقات تركيا مع كيان يهود وروسيا. وقال أردوغان في تصريحه عن روسيا: " تركيا وروسيا كانتا صديقتين بشكل جيد، وتركيا لا تريد توتير العلاقات معها، لكن ما يجب التفكير فيه هو لماذا يضحي الرئيس الروسي، بدولة كتركيا في حين إن أحد طياريه قد قام بخطأ".

 

وفيما يخص العلاقات مع كيان يهود صرح الرئيس أردوغان بأن: "في هذه اللحظة نحن على نفس الصفحة حول هذا الموضوع. لقد تم الاعتذار وكذلك التعويضات كما تمنينا، أما شرطنا الثالث فقد كان رفع الحصار عن قطاع غزة، الذي يعاني من مشاكل في الماء والكهرباء، وقدمنا عروضنا في هذا الشأن، ويبدو أن التطورات إيجابية. أما المواضيع الأخرى فتتعلق بأن يتم السماح بإعادة إنشاء المدارس والمشافي وما شابهها، إضافة إلى موضوع الغذاء والدواء، وهم يقولون إنه لو تم الأمر عبر تركيا فإنهم سيقبلون به. لذلك نحن نعمل على هذه".

 

التعليق:

 

إن أهم موضوعين بالنسبة لتركيا في سياستها الخارجية بعد القضية السورية هو موضوع التطبيع الرسمي للعلاقات مع روسيا وكيان يهود. لما لهذين الموضوعين، وفقا لأمريكا، من علاقة مباشرة بالقضية السورية. هذا هو السبب في أن أمريكا تريد من تركيا أن تفعل ما هو مطلوب منها في هذين الموضوعين (روسيا وكيان يهود). هناك سبب لماذا صرحت بهذا علنا.

 

كما تعلمون، حدث في الشهر المنصرم الكثير من التطورات الساخنة في السياسة الداخلية لتركيا، حيث غادر رئيس الوزراء وزعيم حزب العدالة والتنمية التركي، أحمد داود أوغلو، منصبه، وتم جلب بن علي يلدريم مكانه. أقول جلب وليس انتخب لأن الرئيس أردوغان هو الذي أقال أحمد داود أوغلو وأحضر بن علي يلدريم للجلوس على الكرسي. لقد تم تنفيذ كلٍّ من موضوع التغيير وموضوع علاقات تركيا مع روسيا وكيان يهود، بسرعة بعد زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة في نهاية آذار/مارس 2016، ورغم صعوبة اللقاء، فإنه بعد لقائه مع أوباما، أعطى الرئيس أردوغان بيانات رسمية بعد عودته من الولايات المتحدة حول هذه المواضيع الثلاثة. أقول رسمية لأنه لا يوجد أهمية رسمية على الإطلاق فيما يقوله أردوغان للجمهور في خطاباته في تركيا، فقط تصريحاته قبل أو بعد زياراته الرسمية إلى الخارج وتصريحاته في المؤتمرات الصحفية هي التي لها أهمية.

 

مباشرة بعد زيارته إلى الولايات المتحدة انتقد أردوغان أحمد داود أوغلو لأنه توصل إلى تقارب مع الاتحاد الأوروبي حول موضوع الإعفاء من تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد. لقد استخدم هذه الكلمات التي وجهها إلى داود أوغلو الذي رأى تقصيره في عملية الإعفاء من تأشيرة الدخول نجاحا كبيرا. "أنا حزين لرؤية عرض الأشياء الصغيرة مثل هذه كأنها مكاسب كبيرة". وأصبح هذا البيان نذير رحيل داود أوغلو. حقا، إن رغبة أردوغان الشديدة للقاء أوباما في زيارته إلى الولايات المتحدة، وتبسمه بعد اجتماعه به يبشر بشيء؛ يتعين علينا أن نقول ذلك علنا، لم يتم اختيار أحمد داود أوغلو بدلا من أردوغان لأنه كان يقترب من الاتحاد الأوروبي وبسبب سلوكه البارد والبعيد ضد نظام الرئاسة.

 

الآن دعونا نلقي نظرة على ما منحه أردوغان للولايات المتحدة بينما يقوم بتحقيق هذا التغيير بتحركاته السريعة والحاسمة.

 

أولا بالنسبة لروسيا، قال أردوغان بعد عودته من الولايات المتحدة، كما لو كان يرسل رسالة إلى بوتين: "نحن نتمنى أن نرى تليينا حتى نتمكن من تجاوز الأزمة بيننا وبين روسيا" اليوم، نحن نرى في هذه المرحلة من بوتين علامات تليين، ونرى في عبارة "خطأ ارتكبه طيار" تليينا حقا من أردوغان في البيانات القاسية التي قيلت من قبل.

 

الآن دعونا ننظر في النقطة الثانية. الموضوع الأكثر جذبا لاهتمام الجمهور التركي، وهو تطبيع العلاقات بين تركيا وكيان يهود. لقد حضر أردوغان اجتماعا مطولا مع ممثلي يهود في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة. وقد عقد هذا الاجتماع قبل الاجتماع مع أوباما، وهذا هو المهم ... مرة أخرى، بعد تفجير اسطنبول الذي أسفر عن مقتل سياح يهود، تحدث عبر الهاتف مع رئيس كيان يهود لتعزيته. في الأيام الأولى من نيسان/ أبريل بعد عودته من الولايات المتحدة ردا على السؤال الذي سأله أحد الصحفيين: "لقد تعرضت لانتقادات لأنك أفسدت العلاقات مع إسرائيل، والآن يتم انتقادك لأنك تريد إصلاحها، لماذا؟" أجاب: "كما تعلمون هناك قول مأثور. "إذا كان هذا هو قدري، فسوف آخذه"؛ أعتقد أن هذا هو مصيرنا (بلدنا). ما هو مهم هو أن تفهم إسرائيل خطأها في هذه العملية في تعاملها مع تركيا".

 

الآن أطرح هذه الأسئلة حول قضيتي روسيا وكيان يهود: هل كانت الطائرة الروسية التي كانت تقصف سوريا خطأ أم كان الطيار التركي الذي أسقط الطائرة الروسية مخطئا؟ هل كان الروس على خطأ أم كان الطيار التركي على خطأ؟ لو كان الطيار الذي أطلق النار على الطائرة الروسية قد فعل ذلك عن طريق الخطأ، لماذا إذن صرح رئيس الوزراء في ذلك الوقت داود أوغلو والرئيس أردوغان بالقول "أعطينا تعليمات، إذا تكرر حدوث الشيء نفسه مرة أخرى فسوف يكون ردنا أيضا مماثلا"؟ إذا كانت المسألة هي أن الطيار الروسي فقط قد انتهك المجال الجوي عن طريق الخطأ، فكيف أدى الأمر إلى هذا؟ القضية ليست حول الطيار التركي ولا الطيار الروسي. ولكنها عن سوريا. إذا وصلت تركيا إلى اتفاق مع روسيا، فإن ذلك يعني أن تركيا تتغاضى عن غزو روسيا والمجازر التي ترتكبها.

 

لو كان كيان يهود قادرا على فهم خطئه عن طريق الاعتذار، ودفع تعويضات ومنح تركيا تصريح البناء في غزة، إذن لماذا أصبح الأبرياء في سفينة مرمرة شهداء؟ حتى تتمكن شركات البناء الرأسمالية من إنشاء المباني في غزة؟ أم لمجرد اعتذار عادي وتعويض؟

 

إن شرط رفع الحصار عن غزة الذي تضعه تركيا والرئيس أردوغان هو كذب وافتراء وليس أكثر من شعبوية فارغة. وسوف تقتصر القضية على المساعدات التي ترسل من تركيا. مرة أخرى ستبقى غزة مغلقة عن العالم. وستبقى غزة مرة أخرى تحت الحصار.

 

إن الجمعيات والمؤسسات والجماعات الإسلامية يجب أن تكون واعية جدا حول هذا الموضوع. ولا ينبغي أبدا أن تسير بعد كذب الحصار هذا مع الرئيس وحزب العدالة والتنمية. لأن قضية فلسطين، لا يمكن أن تكون، ولا ينبغي التخلي عنها بمجرد اعتذار عادي من كيان يهود. إن قضية القدس، لا يمكن أن تكون، ولا ينبغي أن يسمح ببيعها مقابل درهم. إن قضية الأمة، وقضية الأقصى وقضية فلسطين لا يمكن، ولا ينبغي تقزيمها بدخول المواد الغذائية والماء إلى غزة.

 

إن سفينة مرمرة، لا يمكن أن تكون، ولا ينبغي أن تتحول إلى متحف يذكّر الأجيال القادمة، بالماضي وتصبح ذكرى سيئة، لدولة تركيا التابعة لمصالح أمريكا.

 

إن قضية فلسطين هي قضية سياسية خطيرة. لا يمكن حل هذه القضية من خلال التطبيع والاتفاقات مع كيان يهود. ليس فقط من أجل غزة، بل من أجل رفع الحصار المفروض على كل فلسطين، لا بد من إعلان الجهاد ضد كيان يهود، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستقام قريبا بإذن الله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود كار

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 12 حزيران/يونيو 2016

وسائط

1 تعليق

  • Khadija
    Khadija الأحد، 12 حزيران/يونيو 2016م 08:10 تعليق

    اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع