- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يُوشِكُ أعداءُ اللهِ أنْ تبُوءَ مُؤامَراتُهُم بالخيْبَةِ والخُسْرَان،
فإنَّ نَصْرَ اللهِ لأوليائِهِ المُؤمنينَ قريب
الخبر:
أورد موقع جريدة "القدس العربي" في 19 تموز 2016 خبراً تحت عنوان: ضابط عراقي يُحذِّرُ من سعي (الحشد الشعبي) لإنهاء الوجود السُّني في محافظة ديالى، جاء فيه: عثرَت السلطات الأمنية في محافظة ديالى على مقبرة جماعية لمئاتٍ من الشباب السُّنة الذين سبق اختطافهم من قبل فصائل الحشد الشعبي خلال أكثر من عام.
وقال الضابط وهو من قيادة شرطة المحافظة: "أن معلومات توفرت لدى السلطات الأمنية الرسمية «قادت للتعرف على مقبرة جماعية يُقدر عددُ الذين تم دفنُهم فيها بعدة مئات لكن حتى الآن لا يمكن تحديد أي رقم قبل موافقة (الحشد الشعبي) على إخراج الجثث وتسليمها إلى الجهات الطبية لتتخذ إجراءاتها اللازمة» على حد قوله. واتهم «السلطات الأمنية في محافظة ديالى بالتستر على مثل هذه الجرائم حيث لم تحرك ساكناً بعد اكتشاف المقبرة الجماعية، بل ولم تتخذ إلى الآن قراراً باستخراج الجثث لأن الأمر سيفضحُ جرائم الميلشيات التي تسيطر على المحافظة وخصوصا منظمة (بدر) التي ينتمي إليها محافظ ديالى الحالي مثنى التميمي».
كما كشف عن قيام منظمة (بدر) «بإعداد قوائم بما تبقى من شباب السُّنة والمناطق التي يتواجدون فيها داخل مدن محافظة ديالى أو في الأرياف من أجل إجلائهم بأسلوب جديد وهو تبليغهم بأن مناطقهم عسكرية وعليهم المغادرة خلال 24 ساعة وإلا يتم تجريف منازلهم بعد أن جرَّفوا بساتينهم».
التعليق:
لإيضاح أهداف تلك الجرائم التي لم تقف عند حد محافظة ديالى بل تعدتها - ومنذ الاحتلال الغاشم للكافر الأمريكي الهمجيّ - لمحافظات الجنوب التِّسع بلا استثناء فقد أفرغَتْ من السُّنة فيها، هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى المحافظات الشمالية والغربية: ككركوك، والموصل، والرمادي التي وفَّرَ تنظيم "الدولة" الغِطاءَ لتلك المليشيات المُتغَوِّلة ليستأصل شأفة العرب السُّنة منها تحت يافطة (التحرير) المزعوم من أيدي التنظيم سيِّئ الذِّكر.
وقدر تعلقِ الأمر بديالى، حتى شباط 2003، فقد بلغ عدد سكانها مليوناً ونصفَ المليون نَسمة على وجه التقريب، وتتراوح نسبة السُّنة منهم بين (85% - 88%)، لكنَّ الأمر تغيَّر كثيراً بعد الاحتلال. فقد استُخدمَت أساليب الاعتقالات والاغتيالات والاختطاف وعمليات التهجير الواسعة النطاق التي طالت المكوِّن السُّني، مع فرض حالةٍ من الرعب على أهل السُّنة عن طريق فرض حالة الحصار على مدنٍ وقرىً بكاملها وممارسة سياسة تجويع السكان، مع تجريف للمزارع والبساتين وتفجير المساكن والمساجد، واستغلال أي خرقٍ أمنيٍّ ليُلقوا بمسؤوليَّتِهِ على عاتق السُنَّة لإخلاء المدن منهم وبخلافه فإنهم يُعرِّضون أنفسَهم للقتل العلني، وهذا ما كان يحصل على الدوام وهو مستمرٌ دونَ انقطاع.
ولبيان الأهداف الخبيثة التي تسعى إيران ووكلاؤها (الحُكامُ الجُدُد والمليشيات) لتحقيقِها نقول: بأن هذهِ المحافظة (ديالى) تبلغ حدودها مع إيران (240) كيلو مترا تقريبا، وأنها أقرب المحافظات العراقية بين طهران وبغداد، وهي المَمَرُّ التجاري بينهما، وطريق الزائرين من إيران لبلوغ كربلاء، لكنَّ ذلك - ورغم أهميَّتِهِ التجارية والمعنوية - لا يُعَدُّ الهدف الأسمى لإيران.. بل إنها تسعى:
أولاً: لتثبيت أقدامها في الأراضي السورية ودعم حزب الله اللبناني، لذا هي تريد طريقاً برياً وقصيراً وآمناً في الوقت نفسه من حدودها مع العراق إلى الشواطئ الشرقية للمتوسط عبر الأراضي العراقية والسورية كي تصبح قوة دولية تتحكم بكثير من الأراضي والمياه العربية.
ثانياً: وبنفس الأساليب القذرة، التي جرى اتباعها - حتى بعد طرد "التنظيم" - ونسفِ البنى التحتيةِ من محطات توليد الكهرباء وتصفية المياه والمساكن والمساجد والجامعات لقطع طريق العودة على أهلها وصولاً إلى الحدود (السعوديَّةِ) لإزعاجِ حُكامها والضغط عليهم من كلِّ الجهات العراقية واليَمنيَّة، فضلاً عن قواعد يتم استئجارها في البحر الأحمر، ومناطق الشيعة في الجزيرة كالقطيف والأحساء والدَّمَّام عبر عملائها هناك... فقد سبق وصرَّحَت أبواقُ إيران في العراق برغبتها في بلوغ المسجد الحرام والسيطرة عليه..!
ثالثاً: ولا ننسى - في هذا السياق - مشروعَ أمريكا الحقير في تقسيم العراق.. والذي يسعى أزلامُ إيران لزيادة رقعة الإقليم (الشيعيّ) عدداً ومساحة ليحظوا بأكبر قدرٍ من ميزانيَّةِ العراق المُهَلهَلِ بعد التقسيم، ما يُفَسِّرُ إصرارهم على تهجير السُّنةِ من مناطقِهِم، وقد وردت أخبار تفيد بمنح عشرةِ آلافٍ من أهل إيران شهادة الجنسيَّةِ العراقيَّةِ ليَحِلوا مَحلَّ مَن جرى إجلاؤهُم من ديارهِم..! هذِهِ إيرانُ وهذا غيضٌ من فَيضِ سُمُومِها التي تبُثها في كل مكانٍ خدمة لأعداء الأمة.
رابعاً: وليس هذا فحسبٌ، فلإيران أهداف أخرى تتعلق بنشر (التَّشيُّع) على أوسع نطاق ليس في العراق فقط وإنما في شتى الأرجاء، كما تجري الآن محاولاتٌ مماثلة في مِصرَ وتونسَ والجزائرِ وغيرها في شمال أفريقيا... وليس هذا خدمةٌ لدين الله تعالى، بل هي حُججٌ وأحابيلُ لتنفُذَ من خلالها إلى تقليب الأمور ونشر الفوضى في تلك المجتمعات التي ربما خلت من أقذارِهِم لحدِّ الآن.
وأخيراً، نقول: أنَّ تلك الجرائم الكبرى ما كانت لتحصل للمُسلمين في ديارهم لو كان لهم راعٍ يتَّقي اللهَ تعالى فيهم، ويرعى شؤونهم بأحكام شرعهِ، ويسهرُ على مصالِحِهم، ليتحقق فيه قول رسول الله e: «إنَّما الإمَامُ جُنَّة يُقاتلُ مِنْ ورَائِهِ ويُتقى بِه»، فعسى أن يمُنَّ الله على هذهِ الأمة فيُعجِّلَ في نصر الثلةِ المخلِصة - بإذنهِ سبحانه - فتُعلنَ دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة لتضرب بيدٍ من حديدٍ على كل متآمرٍ خسيس تنكرَ لدينِهِ وأمَّتِهِ وارتضى التبَعيَّةَ المُهِينة للأعداء، ولنا في قول ربِّنا عزَّ وجلَّ خيرُ أمل: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق - العراق
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين