- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الاحتجاجات على حفلة سيلينا غوميز ليست سوى غيض من فيض
(مترجم)
الخبر:
أثار وصول سيلينا غوميز، وهي مغنية أمريكية شهيرة، ستقام لها حفلة في كوالا لمبور بتاريخ 25 تموز/يوليو، أثار جدلاً في ماليزيا خلال الأيام الماضية. وحدث ضجيج هائل جراء هذا الحدث عندما استمر الحزب الإسلامي الماليزي (PAS) وحركات إسلامية أخرى في معارضة هذا الحفل، معلنين أن حفل نجمة تلفزيون ديزني السابقة من شأنه أن يدنّس شهر شوال وأن المغنية مرادفة لـ"الصور المثيرة" وظهورها يشوه قدسية شهر شوال، الذي يتبع صيام شهر رمضان. من ناحية أخرى، تم انتقاد من يعارضون الحفل، خصوصا الحزب الماليزي الإسلامي، من قبل أطراف أخرى. وعلق رئيس وزراء ولاية سيلانجور أن الإثارة هي هبة من الله ولا شيء يمكن القيام به حيال ذلك. وقال جناح الشباب (Dapsy) لحزب العمل الديمقراطي (DAP) إن شباب الحزب الإسلامي الماليزي يستخدمون الدين وحفل سيلينا غوميز القادم الأسبوع المقبل لـ "دعاية رخيصة". وادعى شباب Dapsy أن المنظمين حصلوا على إذن لها لإقامة الحفل ولم يعترض الحزب الإسلامي الماليزي إلا آخر لحظة، بعد إنفاق آلاف الرنجيتات لأغراض ترويجية. ودعت العديد من المنظمات الإسلامية أيضا المسلمين إلى الاعتصام في مكان الحفل لإظهار معارضتهم لهذا الحدث.
التعليق:
بصرف النظر عن حقيقة أن هذا الحفل هو محرم شرعاً وأنه بالتأكيد مدمر للمجتمع، فإن وجود المغنية التكساسية يظهر قضايا أكثر بكثير من تلك المرتبطة بالحفل. ومن بين تلك المظاهر ما يلي:
- إن جواب رئيس وزراء ولاية سيلانجور بأن "الإثارة هي من خلق الله. فماذا يمكننا أن نفعل؟ إنها خلق الله، وينبغي ألا تكون قضية" أمر غير مقبول على الإطلاق. وكان هذا الجواب "الرائع" الذي قدمه الوزير الذي تم تعيينه بدعم كامل من الحزب الإسلامي الماليزي بشكل مثير للجدل! وبلا شك أن شكل الجسم وهيئته من خلق الله، ولكن الله تعالى حرم إظهاره على الأجانب وبالتأكيد ليس كائن متعة! إن العلماء الذين أيدوا تعيين الوزير يجب عليهم نصحه بقوة ونقده لأنه يملك السلطة لوقف هذا الحفل غير الأخلاقي.
- أكد نائب وزير السياحة والثقافة داتوك ماس "إرمياتي شمس الدين" أن تنظيم هذا الحدث قد تم فحصه وإعطاؤه الضوء الأخضر وأنه تم اتباع مبادئ إدارة التنمية الإسلامية بماليزيا التوجيهية. يا للعجب! على من يملكون السلطة أن يدركوا بأن الحرام يبقى حراماً، حتى بعد آلاف من الأضواء الخضراء!! الويل لماليزيا، أرض تبيح كل ما ترخصه السلطات! تماما مثل جميع أوكار القمار، ومصانع الخمور والنوادي الليلية وغيرها، كل شيء يصبح مباحاً عندما يتم ترخيصه وإعطاؤه الضوء الأخضر من قبل السلطات. وويل لإدارة التنمية الإسلامية في ماليزيا كهيئة أذن لها برعاية الشؤون الإسلامية تتجرأ على إصدار التوجيهات لمن يريدون نشر الفساد في ماليزيا!
- على الرغم من أن هناك من ممثلي الدولة من اعترض على الحفل، لكن يبدو أنهم فشلوا في تقديم المشورة وتقييد حلفائهم السياسيين. ومن السخرية أنه غالباً ما يستخدم الحزب الإسلامي مفهوم "المحاسبة والوقاية من الحرام" كذريعة للانضمام إلى حكومة ديمقراطية علمانية. وعلى الرغم من أنهم غير راضين عن هذه المعصية، إلا أنهم لا يمكنهم الهروب من الخطيئة حيث إنهم يشكلون جزءا لا يتجزأ من آلية الحكومة التي تسمح بحدوث مثل هذا الحرام.
- إن حفلات الفنانين الترفيهية، سواء أكانت من الغرب أم الشرق، وحتى الفنانين المحليين، ليست سوى مظهر صغير من التجاوزات الشرعية والمعاصي التي تحدث في ماليزيا. وبالتالي، يجب على المسلمين أن ينظروا إلى هذه المسألة في سياق أوسع. إن تطبيق النظام العلماني في هذا البلد، هو أعظم شر ويجلب العديد من المخالفات الشرعية الأخرى. وبالمثل، فإن النظام الرأسمالي الاقتصادي المتجذر في الربا والمضاربة (الأسهم) والضرائب وكل أشكال القهر الأخرى، هو الشجرة التي تنتج فروع الدمار للبلاد والمسلمين.
إن المعارضة والاحتجاج وحده على حفل سيلينا غوميز لن يساعدنا في إحداث التغيير في المجتمع، وهو ليس سوى غيض من فيض، وجهد صغير في التصدي للمعاصي في الحياة، وعلى المسلم أن لا يرضى بهذا المجهود وحده. فما دام النظام الذي نعيش فيه متجذراً بعمق في سبل الكفر، وما دام القادة الذين يحافظون على معصية الله يحكموننا، فسيبقى الشر والإثم في ازدهار.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم