الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ما الشيء الواجب فعله لمنع انقلابات مستقبلية؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ما الشيء الواجب فعله لمنع انقلابات مستقبلية؟

 

(مترجم)

 

الخبر:

 

قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم في خطاب ألقاه أمام الجماهير في منطقة كازان في أنقرة، التي كانت في 15 تموز/يوليو قاعدة استخدمها مدبرو الانقلاب كمنطلق توجد فيه القيادة المركزية في قاعدة تسمى (أكينجيلار)، بأن هذه القاعدة وبعض الثكنات العسكرية الأخرى سيتم إغلاقها. بن علي يلدريم الذي أجاب عن أسئلة الصحفيين بعد إلقاء الخطاب استخدم هذه التعبيرات في تصريحاته: سيتم إغلاق قاعدة أكينجي الجوية. سنغلق أيضًا الأماكن التي توجد فيها الدبابات والعربات المدرعة في المدينة. وسنخرجهم من المدينة أيضا. أينما وجدت دبابة سيتم إخراجها من المدينة، أينما وجدت عربة مدرعة سيتم إخراجها أيضا، وستغلق هذه الأماكن كلها. لن يكون في تركيا أي شيء يساعد على إنتاج انقلاب. لن نقمع الانقلابات فحسب، بل سنبحث عن كل الأسباب التي من شأنها أن تقضي على أية احتمالية لحصول انقلاب، سنقوم بكل ما هو ضروري.

 

التعليق:

 

يُفترض، أنك ادعيت أن أمريكا هي التي كانت وراء الانقلاب، فلماذا إذن لا تقوم بإغلاق قاعدة إنجرليك الأمريكية في تركيا؟ نعم أنا مع إغلاق قاعدة أكينجي. وأرى هذا قرارًا مناسبًا ودقيقًا، لكن طالما أنك لم تقم بإغلاق قاعدة إنجرليك ولم تقم بترحيل الجنود الأمريكيين من الأراضي التركية فلن يتغير شيء.

 

وقد قلت بأنك ستغلق كل الثكنات العسكرية التي انطلق منها مدبرو الانقلاب القتلة بدباباتهم وقاموا بقصف الشعب، وبأنك ستنقل هذه الآليات كلها خارج المدينة. وقد رددت كثيرا قولك، ماذا تفعل الدبابات في شوارع اسطنبول؟ وماذا تفعل هذه الدبابات في شوارع أنقرة؟ نعم، أنت على حق، وأنا أتفق معك. وعلى نمط ما قلته، وبالطريقة ذاتها أسأل أيضا: ماذا يفعل رئيس هيئة الأركان الأمريكي في أضنة وأنقرة؟ كيف يسمح لهذا القاتل الاستعماري دخول تركيا بعد أسبوعين فقط من انتهاء الانقلاب؟ أنت تقول بأن أمريكا وراء الانقلاب هل أنا على حق؟ إذن ما مدى جدية تصريحاتك تلك؟

 

حتى أنت لا تصدق الكلمات التي تنطق بها. فأنت تدرك بأنك عقدت تحالفًا قويًا مع الولايات المتحدة منذ فترة طويلة. وأنت تعلم جيدا بأن أمريكا لم تدعم هذا الانقلاب وقد قلت هذا للمندوبين الأمريكيين. أنت تعرف بأن الأنصار الحقيقيين للانقلاب هم جنرالات وضباط العلمانية المتأثرون بالإنجليز. وتعلم أيضا بأن هؤلاء الضباط المتأثرين بالإنجليز استخدموا بعض الجنود والضباط الموالين لجماعة غولن. إنك تعلم بأن لندن استخدمت واستغلت هذا الانقلاب في محاولة منها لتدمير سياسة أمريكا ونفوذها في تركيا. وأنت ترى الآن أثر الصراع الأمريكي-الإنجليزي في تركيا وكم كلف شعبنا. فلماذا تخفي هذه الحقيقة عن الناس؟!

 

لا تنس أبدا! لا يهم المسلمين إن كان الجاني الحقيقي أمريكا أو إنجلترا. فكلتاهما دولتان استعماريتان. لكن إذا ما كنت عاجزا عن رؤية وكشف الدولة التي تقف وراء الانقلاب ولماذا شرعوا بالانقلاب، ومع من يعملون ومن يستخدمون، فلن يكون أمامك إلا الوقوف ومشاهدة الحرب المصلحية بين المستعمرين في تركيا. وعندما يظهر لك العدو الحقيقي ستجعل عدوك الظاهر بيادقه ودُماه التي يستخدمها.

 

وطالما أنك لا تغلق قاعدة إنجرليك التي تخرج منها الطائرات لتذبح المسلمين في سوريا والعراق فإن إغلاق القواعد التي ينطلق منها مدبرو الانقلاب لن يجدي شيئا. ولن تكون قادرًا على منع مزيد من الانقلابات إذا لم تكشف هذه السياسة الإنجليزية القذرة الخبيثة التي تزهر في أجواء الفوضى الدموية والتي تحاول إقامة حكم تابع لها من خلال ضباط كماليين علمانيين كانوا ولا يزالون موجودين في صفوف القوات المسلحة التركية منذ تأسيس الجمهورية. وقد كانت أكبر ضربة/انقلاب حصلت في هذه البلاد هي هدم الخلافة في الثالث من آذار/مارس 1924. نعم لم تؤثر هذه الضربة/الانقلاب في تركيا فحسب بل كانت ضربة دموية أثرت في العالم الإسلامي بأسره. وكان الإنجليز هم من وراء الانقلاب. لأنهم هم من قاموا بإلغاء الخلافة بعد مؤتمر لوزان. وتمامًا كما حاول المجلس العسكري إحكام قبضته على البلاد في انقلاب 15 تموز/يوليو هذا، فقد قامت شرذمة قليلة بإلغاء الخلافة بالانقلاب عليها مستخدمةً القمع والقوة. وقد أخضع مصطفى كمال المسلمين لإصلاحاته وقوانينه الجديدة ولم تأت أبدا بناء على موافقة المسلمين ورضاهم.

 

لذلك فإن علينا أن لا ننسى هذا أبدا. لن نتمكن من أخذ الدروس والعبر من الانقلابات إذا لم نعرف ونكشف المستعمر الذي يقف وراءها. وقد علمنا وفهمنا من هم الجناة الحقيقيون الذين يقفون وراء الانقلاب ولمنع مزيد من الانقلابات لا بد من ترحيل سفرائهم وعملائهم من بلادنا. إن علينا أيضا أن نتحمل سويا مسؤولية استئناف الحياة الإسلامية وذلك بالعمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. عندها فقط ستُحمى الأمة وتتخلص من النفوذ الأمريكي والإنجليزي، وسيتم تطهير البلاد من الانقلابات المبطنة الخفية وستكون للمسلمين دولة توفر لهم الرخاء والأمن والأمان. وعندها فقط سيتم تطهير هذه البلاد من محاولي الانقلاب والإرهاب والمستعمرين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود كار

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

 

آخر تعديل علىالأحد, 07 آب/أغسطس 2016

وسائط

1 تعليق

  • Khadija
    Khadija الأحد، 07 آب/أغسطس 2016م 08:09 تعليق

    بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع