- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أخبر قائد الجيش الجنرال رحيل شريف قادته أن هجوم كويتا كان محاولة لتقويض النجاحات التي حققتها عملية ضرب العَضْب، والتي هي في مرحلتها النهائية.
وكان قد قال يوم الاثنين إن الهدف من الهجوم كان الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.
باكستان تلقي باللوم على عناصر خارجية في هجوم كويتا
بينما لا تزال تضطهد المسلمين محليا
(مترجم)
الخبر:
أخبر قائد الجيش الجنرال رحيل شريف قادته أن هجوم كويتا كان محاولة لتقويض النجاحات التي حققتها عملية ضرب العَضْب، والتي هي في مرحلتها النهائية.
وكان قد قال يوم الاثنين إن الهدف من الهجوم كان الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.
وقال قائد الجيش: "من خلال اعتماد نهج الأمة ككل، فإن القوات المسلحة لن تسمح لأحد بعكس مكاسبنا ضد الإرهاب".
في المؤتمر، أخبر الجنرالات بأن التهديد كان ينطلق من فوق الأراضي الأفغانية، التي كانت تدار من قبل وكالات الاستخبارات الهندية. ومع ذلك، في الوقت نفسه كان هناك اعتراف بأن شبكة من "الميسرين" داخل البلد أتاحت بيئة مواتية للعدو الخارجي. (المصدر: الفجر)
التعليق:
تظهر تصريحات قائد الجيش الباكستاني المتغيرة بسرعة، كما ذكرت هنا، كيف أن الهجمات المأساوية، مثل تلك التي وقعت في كويتا، تحدث لدوافع خفيّة. فقد تم قتل 73 شخصًا حتى الآن وأصيب كثيرون آخرون بجروح بعد انفجار قنبلة في مستشفى، حيث يوجد عدد كبير من المحامين كانوا قد تجمعوا بعد هجوم سابق على أحد زملائهم. وبينما وصفت المشكلة بأنها من "الميسرين المحليين"، فمن الواضح، كما أقرّ في اجتماع لقيادة الجيش المشار إليها أعلاه، أن الهجوم انطلق أساسًا من الأراضي الأفغانية وبرعاية من قبل وكالات الاستخبارات الهندية. ولم يذكر أن الأراضي الأفغانية هي بطبيعة الحال تحت الاحتلال الأمريكي حاليا.
تحتاج القيادة الباكستانية لمراجعة هادئة للوضع الذي وجدت نفسها فيه. فهل يكفي أن تعلن العملية بعد العملية للقضاء على الإرهاب الأصلي عندما يكون السبب الفعلي لهذه الهجمات هو الهند والولايات المتحدة؟ بالإضافة إلى معاناة المسلمين في باكستان، فإن عشرات الملايين من المسلمين يواجهون الاحتلال الهندي في كشمير والاحتلال الأمريكي في أفغانستان. وقد تم اختيار باكستان لتقديم الدعم السري الفاتر مع اعتماد سياسة "التطبيع" مع الهند و"العلاقات الأخوية" مع النظام الأفغاني التي فرضتها الولايات المتحدة. على باكستان أن تقرر ما إذا كانت تريد مراقبة "المعايير الدولية" التي تفرض بشكل انتقائي من قبل الغرب، أو إذا ما كانت تريد أن تتولى حقًا السيطرة على سيادتها وتتعامل مباشرة مع الأسباب الحقيقية لمشاكل المنطقة.
الصراع بين الهند وباكستان يعود إلى استقلالهما عن الحكم البريطاني منذ عام 1947. الدولتان خاضتا ثلاثة حروب مع بعضهما البعض منذ ذلك الحين. لكن بالإضافة إلى هذه الحروب، فالبلدان في حالة حرب شبه دائمة بالوكالة، حيث يدعمون الصراع المسلح في كل من بلدانهم الأخرى. حيث قدمت باكستان دعما للجهاد في كشمير، في حين إن الهند تدعم تمرد القوميين في بلوشستان. أيضا، باكستان تدعم طالبان الأفغانية أما الهند فتدعم النظام الأفغاني، وتحولت إلى دعم حركة طالبان باكستان (طالبان الباكستانية) سرًا، والتي تحارب ضد الدولة الباكستانية ومنفصلة عن حركة طالبان الأفغانية.
جماعة الأحرار، والتي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم كويتا، هي فرع من حركة طالبان باكستان التي شاركت بشكل أو بآخر في هجمات كبيرة على المدنيين في باكستان.
شهد الشهران الماضيان زيادة حادة في هذه الصراعات وفشلاً في الجهود الرامية إلى تطبيع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. هذا الفشل هو أمر طبيعي نظرًا للتوجه المؤسسي والحقائق الجيوسياسية: التقسيم الذي فرضته بريطانيا عام 1947 يقطع عبر مراكز السكان المسلمين الكبرى حيث صمّم لتعيين البلدين في مواجهة بعضهم بعضاً داخل شبه القارة في جنوب آسيا. وفي وقتنا الحاضر أمريكا تدعم الهند ضد الصين، مما أدى إلى أن تدعم الصين باكستان ضد الهند. وقد أحدث العديد من المهيجات، أن أمريكا دعمت الهند لعضوية مجموعة الموردين النوويين (NSG) مقابل الصين، في حين امتنعت عن تقديم توصية مماثلة لباكستان. وفي الوقت نفسه تمارس أمريكا الضغط على باكستان لاحتواء الجهاد الأفغاني ضد القوات الامريكية.
على الرغم من كون القيادة الباكستانية على علم عميق بهذه الحقائق، إلا أنها لا زالت تتمسك بالمعايير والاتجاهات الغربية وتسير وراء مصالحها الخاصة بدلا من متابعة مصالح المسلمين في المنطقة. باكستان تمتنع علنًا عن مهاجمة الأنظمة الهندية أو الأنظمة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، بدلاً من ذلك تحول جيشها بعد كل حدث ضد رعاياها باسم محاربة الإرهاب. وقد أدت هذه العمليات الداخلية إلى اعتقال واختطاف عشرات الآلاف من المسلمين المخلصين، وبالتالي إحداث تجريم للإسلام وجميع الحركات الإسلامية.
من خلال اعتمادها "حرب أمريكا على الإرهاب" فإن باكستان فشلت في ضرب أعدائها الحقيقيين أو توجيه سياستها مع الواقع المؤسسي والجيوسياسي في المنطقة. حرب أمريكا ضد الإسلام، في كل أبعادها الإيديولوجية والعسكرية، هي حرب ضد مصالح باكستان أيضا.
يجب على باكستان التخلي عن حرب أمريكا على الإرهاب، وأن تتبنى الإسلام كاملاً بدلاً من ذلك. فقط عن طريق القيام بذلك فإن باكستان ستكون قادرة على مواءمة نفسها حقا مع مصالحها الحقيقية في هذه الحياة وفي الآخرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح
وسائط
2 تعليقات
-
بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم