- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
استطلاع رأي... والوعي السياسي
الخبر:
نشر موقع الجزيرة نت سؤالاً للتصويت عليه، وكان نص السؤال: "هل تعتقد أن التقارب الروسي التركي سيكون له أثر إيجابي على قضايا المنطقة؟"، ومدة التصويت من تاريخ 2016/8/10 حتى 2016/8/14، وفي وقت كتابة هذا التعليق كان عدد المصوتين ألفين وستَّ مِئَةٍ واثنينِ وسبعين، وكان عدد المصوتين بـ "نعم" ألفاً وثلاثَ مِئةٍ وسبعة بنسبة ثمانية وأربعين وتسعةِ أعشارٍ بالمئة، وكان عدد المصوتين بـ "لا" ألفاً وثلاثَ مئةٍ وخمسةً وستين بنسبة واحدٍ وخمسين وعُشْرٍ بالمئة.
التعليق:
لفت نظري في هذا الخبر أمران، أولهما: إتاحة المجال لتعدد الآراء في القضايا المهمة للأمة، ويكون ذلك عن طريق صياغة السؤال وتقييد من يُوجّه إليه السؤال بواحدة من إجابتين، دون بيان لسبب إجابته.
والأمر الثاني هو في نسبة المصوتين بـ "نعم"، هذه النسبة العالية تدلّل على مدى ضعف الوعي السياسي، الوعي السياسي الذي يوجب على المسلم أن يبنيَ كل رأي يتخذه على قاعدته الفكرية، العقيدة الإسلامية بالنسبة للمسلمين، فهل هذا العدد من المصوتين بـ "نعم" يدركون الحقيقة فيما وراء التقارب الروسي التركي؟ وهل يعرفون الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الأمر؟
لقد أجاب أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة عن سؤال حول ذلك التقارب الروسي التركي، وتحت عنوان: "تركيا وعلاقتها بالجيران" بتاريخ 2016/7/14، فقال: "وهكذا فإن اندفاع تركيا للمصالحة مع روسيا، وانعطافتها التي تزداد حدةً في سوريا، وفتحها للمفاوضات مع نظام الأسد، ليست إلا تنفيذاً لسياسة أمريكية عاجلة للأوضاع في سوريا، فبعد أن وصلت التدخلات الإيرانية والروسية مأزقها في سوريا، فإن أمريكا تسارع بالزج بتركيا إلى جانب إيران وروسيا للحفاظ على النفوذ الأمريكي في سوريا، والقضاء على الحالة الإسلامية للثورة السورية...".
وهذا لا يعني أن الذين صوّتوا بـ "لا" لديهم وعي سياسي، ذلك أن طبيعة السؤال وحصر إجابته في "نعم" و"لا" لا تكشف عن كيفية تبنّي كل من المصوتين بـ "نعم" أو "لا"، لكن لا شكّ في أن الذين صوّتوا بـ "نعم" لم يدركوا حقيقة ذلك التقارب الروسي الأمريكي.
إنّه لا بد لأمة الإسلام من راعٍ يرعاها بأحكام الإسلام، فلا يقوم بتضليل الأمة، ولا يسمح لأحد في الإعلام أو غيره أن يقوم بهذا الدور، بل إنه يكشف للأمة حقيقة ما يدور من أحداث سياسية في العالم، ويتصرف إزاء تلك الأحداث بما توجبه الأحكام الشرعية، ويوجد الوعي السياسي لدى أبناء الأمة الإسلامية، فلا ينطلقون في أحكامهم إلا مما بني على العقيدة الإسلامية أو انبثق منها.
فنسأل الله سبحانه أن يعجّل لهذه الأمة بذلك الراعي، الخليفة الراشد، في دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد - الأردن
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين