الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بابا الفاتيكان يتهم الرأسمالية بالتسبب بالإرهاب بدلًا من الإسلام (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بابا الفاتيكان يتهم الرأسمالية بالتسبب بالإرهاب بدلًا من الإسلام

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

وضعت السلسلة الأخيرة من الهجمات الإرهابية في فرنسا الإسلام في دائرة الضوء، وقد انقسمت الكنيسة الكاثوليكية بخصوص التعليق والرد عليها. وقد هاجم بعض الكرادلة البارزين الإسلام، بينما اتخذ آخرون موقفًا تصالحيًا. وبعد الهجوم الإرهابي الأخير في 26 تموز/يوليو عام 2016، حيث قد جرى ذبح الكاهن جاك هامل البالغ من العمر 85 عامًا، بينما كان راكعًا بجانب مذبح كنيسته، ذكر في وسائل الإعلام وعلى نطاق واسع أن بابا الفاتيكان قد اتهم الرأسمالية بالتسبب بالإرهاب عندما وجهت له أسئلة عن الإسلام والإرهاب.

 

التعليق:

 

لقد استغل السياسيون الأوروبيون الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في قلب أوروبا من أجل شيطنة الإسلام والإساءة إليه. وهذا الأمر بحد ذاته مأساة لأن الإسلام مبدأ ووجهة نظر شاملة عن الحياة تقوم على أساس روحي وهو يجعل حياة البشر وكرامتهم فوق المنافع المادية والسياسية التي يتصارع عليها الساعون إلى السلطة. والإسلام السياسي في الواقع، لا يمكن أن يكون مصدرًا للإرهاب؛ فهو المبدأ الوحيد الذي يقدم عالمًا جديدًا خاليًا من الإرهاب.

 

يناقش بابا الفاتيكان وبعض الكرادلة الإسلام في الكنيسة الكاثوليكية، ولكن هناك أيضًا أصوات منافسة في الكنيسة تتحدث عن الإسلام والإرهاب. فقد قال بابا الفاتيكان الكاثوليكي: "الإرهاب ينمو عندما لا يكون هناك بديل، عندما يكون مركز المجتمع هو "المال الإله" وليس الإنسان، الرجل والمرأة"، لذلك فهو هنا يميز بين الإرهاب ومسبباته. والسبب هو النظام الرأسمالي، وقد انتقده من قبل في عدة مناسبات كنظام "يجعل من الإنسان إنسانًا ماديًا يخضع للاستغلال". وقد وصف بابا الفاتيكان أيضًا الإرهاب بطريقة مثيرة أكثر من ذلك بكثير.

 

وبالإضافة إلى وصف الرأسمالية كسبب للإرهاب، فقد وصفها بأنها الإرهاب نفسه بقوله: "عندما يجري إهمال عظمة الخلق والرجل والمرأة، واستبدلت جميعها بالمال الذي أصبح كمركز لها، فإن هذا هو الإرهاب ضد البشرية جمعاء". وقد وردت أحدث تعليقات بابا الفاتيكان ردًا على سؤال حول مقتل الكاهن جاك هامل البالغ من العمر 85 عامًا. وفي رده على السؤال تحدث أيضًا بعبارات تصالحية عن الإسلام، ولكن آخرين في الكنيسة الكاثوليكية لم يتحدثوا بنفس الطريقة.

 

فقد كتب الكاردينال ريمون بورك كتابًا بعنوان "الأمل للعالم: لتوحيد كل الأشياء في المسيح" والذي يهدف إلى إيجاد وإثارة الخوف من الإسلام. ففي مقابلة أجريت معه مؤخرًا حول كتابه الجديد يقول: "في الواقع، ليس هناك مكان للأديان الأخرى، على الرغم من أنها قد تكون مقبولة، طالما أن الإسلام لم ينجح في فرض سيادته على الأمم وجميع أنحاء العالم." فهو هنا يصنع ويثير الخوف من الإسلام بينما في الحقيقة الإسلام هو أمل العالم. إلا أنه من خلال نظرة أعمق في كتابات الكاردينال ريمون بورك نستنتج أن هناك شيئًا يخشاه أكثر بكثير من الإسلام.

 

فقد ورد في صحيفة هيرالد الكاثوليكية في 19 أيار/مايو عام 2016، أنه "دعا المسيحيين إلى الاستشهاد"، ولكنه لم يكن يتحدث عن الإسلام. فقوله الكامل هو: "في خضم العلمانية، ندعو المسيحيين إلى الاستشهاد". وقال أيضًا إن "الكاثوليكية هي في خضم أسوأ أزمة في تاريخها كله" وأنه "ما لم يملك الكاثوليكيون الحقيقيون والمخلصون حماس وروح المسيحيين الأوائل وهم على استعداد لبذل كل ما بذلوه ويدفعوا الثمن الذي دفعوه، فإن أيام أمريكا معدودة". وقد حذر الكاردينال بورك من أن الشيء نفسه ينطبق على أي دولة "بخضوع المجتمع لخبث العلمانية، العلمانية التي قد دخلت أيضًا إلى الكنيسة".

 

ويتفق بابا الفاتيكان والكاردينال بورك وغيرهما كثيرون في الكنيسة الكاثوليكية حول خطر الرأسمالية والعقيدة العلمانية، إلا أنهم ما زالوا منقسمين حول الإسلام، على الرغم من أن الإسلام هو النظام الوحيد الذي يرفض الإرهاب حقًا بطريقة غير منحازة ويحقق العدل والانسجام عندما يحكم الإنسانية.

 

يقول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

د. عبد الله روبين

آخر تعديل علىالثلاثاء, 16 آب/أغسطس 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الثلاثاء، 16 آب/أغسطس 2016م 11:47 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الثلاثاء، 16 آب/أغسطس 2016م 10:56 تعليق

    نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
    ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع