ستكتشف الأمة قريبا أن الذئب هو راعيها ويدّعي حمايتها!

الخبر:

أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن ما لا يقل عن 10 أطفال قتلوا في شمال اليمن، وقد صرّحت المسؤولة الإعلامية في المنظمة أن القتلى والمصابين هم ضحايا الغارات على مدرسة في منطقة جمعة بن فاضل، بمديرية حيدان، مضيفة أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى الجمهوري بمدينة صعدة، الذي تعمل فيه المنظمة أيضا.

ولم يعلق المتحدث باسم التحالف على الهجوم، وشنت السعودية وحلفاؤها آلاف الضربات الجوية ضد الحوثيين منذ أن أجبر الحوثيون الحكومة المعترف بها دوليا على اللجوء للمنفى في آذار/مارس 2015.

التعليق:

منذ أكثر من عام والمدنيون في اليمن يتعرضون لأبشع الممارسات والفظاعات على يد أطراف النزاع فيها، إذ أوردت الإحصائيات الأخيرة أن الحرب أوقعت نحو ستة آلاف قتيل، معظمهم من المدنيين، كما أن أكثر من 80 في المئة من السكان بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء وغيرهما من المساعدات الإنسانية.

وكما هي الحال دائما في مناطق النزاع، تُفقد المزيد من الأرواح كل يوم، ليس فقط نتيجة للإصابات الناجمة عن القصف والغارات وإنما بسبب عدم استطاعتهم الحصول على العلاج الأساسي الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة. فهناك خطر حقيقي يُحدق بصحة الملايين من الناس وأرواحهم وخاصة الأطفال والنساء منهم الذين غالبا ما يدفعون ثمن صراعات وحروب مصلحية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

لقد أفادت منظمة أطباء بلا حدود يوم السبت الماضي أنها استقبلت 21 إصابة وعشرة قتلى في مديرية حيدان بمحافظة صعدة. كلهم كانوا تحت سن 15 عاما جراء ضربة جوية قالت وسائل الإعلام إنها استهدفت مدرسة أثناء تأدية الطلاب للامتحانات. وقد نفى المتحدث العسكري باسم التحالف العربي هذا الأمر متذرعاً بتقرير هيومن رايتس ووتش بتجنيد الحوثيين للأطفال والزج بهم في أتون الحرب الدائرة، وأشار إلى أن هذه المدرسة هي لتعليم هؤلاء الأطفال فن القتال وبالتالي تعتبر هذه المدرسة ضمن الأهداف العسكرية لقصف الطائرات!!

ضربات جوية متتالية تقوم بها طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية التي أعلنت عاصفة الحزم للدفاع عن (الشرعية) في اليمن ضد من أسمتهم بالانقلابيين، فأي شرعية هذه ودماء الأطفال تسفك وأرواحهم تُزهق دون حسيب أو رقيب!! وأي شرعية هذه ومعظم القتلى هم من المدنيين وجلُّهم من الأطفال والنساء!! هذا عدا عن حصار المناطق وتجويع أهلها وفق سياسة الحرب الاستعمارية التي لا تعرف من الإنسانية غير حروفها الأبجدية!!

وها هي المنظمة الدولية كانت قد أدرجت التحالف العربي على القائمة السوداء بعد أن خلصت في تقرير نشرته منذ شهرين، أنه مسؤول عن 60% من القتلى الأطفال في اليمن العام الماضي والذين بلغ عددهم 785 طفلا.

ولكن كعادتها ووفق سياسة الكيل بمكيالين وحسب معايير المصلحة والمنفعة للدولة الأولى في العالم "أمريكا"، تتنازل الأمم المتحدة، ويعلن بان كي مون شطب التحالف من القائمة بانتظار إجراء مراجعة مشتركة مع التحالف، وقد اعترف الأخير بقصوره في بعض الحالات العسكرية التي قام بها وذهب ضحيتها العديد من المدنيين بناء على معلومات استخباراتية وصفها بالخاطئة، فهل نال العفو من الأمم المتحدة؟ ولقد اعتبرت السعودية هذا التراجع انتصاراً لها ولإنسانيتها التي حُرِّكت لإنقاذ شرعية دولة على حساب دماء شعوبها، وعُميت عن المجازر وجرائم الإبادة في حق أهلنا في سوريا رغم اعترافها بفقدان الطاغية بشار الشرعية لحكم بلاده، ففي كلتا الحالتين كانت دماء المسلمين رخيصة عند حكامهم... فسعيهم لتبرئة أنفسهم من دماء أطفال المسلمين كسعي أبناء يعقوب ليتبرؤوا من دم أخيهم يوسف عليه الصلاة والسلام وإلصاقها بالذئب، ولكن سيأتي اليوم الذي ستكتشف فيه الأمة أن الذئب هو راعيها ويدّعي حمايتها.

إن انعتاق الأمة الإسلامية من استبداد وظلم حكامها الذين هم أدوات في أيدي الكافر المستعمر سيتحقق عندما تستبدل بهم إماما تقيا مخلصا يحكم بالإسلام ولا يقبل إزهاق قطرة دم مسلم من أجل مكاسب استعمارية، إمام يعلن النفير للدفاع عن الأبرياء وتطهير أراضي المسلمين من المحتلين الغاصبين والعملاء المأجورين، لقول الرسول r: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رنا مصطفى