الجميع أصبح يكره أمريكا

 

 

 

الخبر:

 

نقلت وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية خبرين ذويْ موضوع واحد:

 

1. اضطرار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لاستخدام سلم الطوارئ في مؤخرة الطائرة التي أقلته إلى مطار خوانجو لحضور قمة العشرين لأن السلطات الصينية لم توفر له سلما خاصا للخروج من مقدمة الطائرة بشكل اعتيادي.
2. إلغاء الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اجتماعه في لاووس مع نظيره الفلبيني، رودريغو ديوترتي، بعدما وصفه بأنه "ابن عاهرة".

 

التعليق:

 

لم تعد مثل هذه الأخبار بالأمر الغريب. فما أن يحضر الرئيس الأمريكي مؤتمراً أو يعقد اجتماعاً حول العالم، إلا وتخرج المسيرات والمظاهرات المنددة به وبأمريكا. ففي آذار/مارس الماضي، مثلا، رفض الرئيس الكوبي، راوول كاسترو، أن يربت الرئيس الأمريكي على كتفه كما يفعل مع باقي الزعماء الدوليين.

 

إن مثل هذه الأخبار تدل على أن كُرْهَ العالم لأمريكا يزداد يوما بعد يوم، وأن رؤساء العالم لم يعودوا يحسبون لأمريكا نفس الحساب كما كانت الحال قبل عشرين أو ثلاثين عاما. وما هذا إلا مؤشر على تقهقر أمريكا دوليا.

 

وتُظهر دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث عام 2015، أن 85% من أهل مصر والأردن لديهم وجهة نظر سلبية تجاه الولايات المتحدة. وتأتي تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، في المرتبة التالية بنسبة 73%، ثم تأتي روسيا بنسبة 71%، ثم ألمانيا في المرتبة التاسعة بنسبة 47%.

 

إن هذا كله ليؤكد على تقهقر أمريكا دوليا. وهذا ما صرح به الاستراتيجي الأمريكي الأكبر زبغينو بريجينسكي قبل بضعة أشهر حيث قال "إن أمريكا هي الكيان السياسي والاقتصادي والعسكري الأقوى في العالم، لكن نظراً للمتغيرات الإقليمية، فإنها لم تعد القوة الإمبريالية الكونية التي كانت".

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غسان الكسواني – بيت المقدس