الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بوركيني فرنسا... وسرير بروكرُسْتْ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بوركيني فرنسا... وسرير بروكرُسْتْ

 

 

 

الخبر:

 

تواترت الأنباء عن قيام عُمدة مدينة كان الفرنسية وغيرها بحظر لباس البحر والمسمى بالبوركيني على شواطئها.

 

التعليق:

 

إذا كان هذا اللباس والذي هو بمعايير الشرع ليس من الإسلام في شيء، يُعتبر في نظر كثير من الفرنسيين يُشكلُ تحدياً للقيم الفرنسية... فلا غرابة أبدا في اعتبار الحجاب والنقاب والمسجد والمئذنة والقرآن بل واللحم الحلال هي إعلان حرب على فرنسا وقيمها.

 

كأن فرنسا الصليبية هذه مهووسة بالأسطورة اليونانية (سرير بْروكرُسْتْ)!!

 

بروكرُست هذا والذي سُمِّيت الأسطورة باسمه... كان حدّاداً قاطع طريق، وكان يُغري ضحاياه بحسنِ وكرمِ ضيافته، وما أن ينتهي الضيف الضحية من وجبة الطعام اللذيذة، حتى يدعوه إلى النوم على سريره المصنوع من الحديد الصلب الذي يستحيل قطعه أو تطويعه كما تقول الأسطورة. وما أن يلقي الضيف جسده على السرير مسترخيا، حتى يبدأ بروكرُست بربطه وشدّه على السرير، وتصل الدراما إلى الذروة عندما يطبق بوركرست نظريته؛ وهي أن سريره هذا لا ينام عليه إلا مَنْ توافق طوله مع طول سريره، ولما كان السرير لا يمكن تطويعه فلا بدّ من اللجوء إلى الحل الآخر وهو تطويع الضيف بقطع جزء من أطرافه إن كان أطول من السرير أو شدّهِ ومطِّهِ إن كان أقصر.

 

وهذه هي فرنسا! قاطع الطريق الذي أغرى ضيوفه بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة وحرية العبادة والحرية الشخصية... فلما دخلوا بيتها، ربطتهم وشدّت وثاقهم بطول العيش والأولاد واللغة والعمل والتقاعد وقطع الحبال مع بلادهم الأصلية... ثمّ قالوا لهم بعد ذلك كله لا مقام لكم في بلادنا إلا إذا كنتم تتوافقون مع قيمنا وفهمنا ونظرتنا وعقيدتنا... وجاؤوا بمنشارهم ليقصوا ما يرونه يخالف ذلك!

 

لكن على فرنسا أن لا تنسى أنّ لتلك الأسطورة نهاية... تقول النهاية: أن ثيسيوس قد ألقى القبض يوماً على بروكرُست وأنه قد أنامه على نفس السرير وبنفس المنطق قطع عنقه الطويلة ليتواءم مع السرير.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس إسماعيل الوحواح

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا

آخر تعديل علىالجمعة, 09 أيلول/سبتمبر 2016

وسائط

3 تعليقات

  • Khadija
    Khadija السبت، 10 أيلول/سبتمبر 2016م 07:45 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

  • om raya
    om raya الجمعة، 09 أيلول/سبتمبر 2016م 16:21 تعليق

    جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 09 أيلول/سبتمبر 2016م 09:04 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع