الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
محنة اللاجئين واضطهاد المهاجرين ستستمر تحت العلمانية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

محنة اللاجئين واضطهاد المهاجرين ستستمر تحت العلمانية

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

جمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين الدول الأعضاء لأول قمة بشأن اللاجئين والمهاجرين. وقد صدر بالفعل مشروع إعلان تكريس النتائج الذي يعد بنهج أكثر تنسيقاً وإنسانية ومسؤولية تجاه المهاجرين. إلا أن أهدافها النبيلة تتناقض مع ممارسات العديد من الدول المشاركة في قمة نيويورك.

 

فبدلاً من احترام حقوق الأفراد والتمسك بالالتزامات القائمة من قبل، فإن عدداً كبيراً جداً من الحكومات تتبنى نهجاً أكثر تعقيداً والذي يبدو أنه يهدف إلى مزيد من الضرر للمستضعفين من الرجال والنساء والأطفال ويحتفظ بهم بعيداً عن الأنظار قدر الإمكان. (المصدر: العربية)

 

التعليق:

 

إن قمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمهاجرين التي عقدت الاثنين في نيويورك والتي وصفت بأنها "ستغير قواعد اللعبة" من قبل المفوضية سوف يليها يوم الثلاثاء قمة زعماء العالم والتي يرأسها الرئيس الأمريكي باراك أوباما. يبدو أن هذا التجمع عالي المستوى لزعماء العالم سيظهر تعهداً بالتزامات جديدة للاجئين. إن إعلان نيويورك "ومعالمه المهمة" قد تمت الموافقة عليه من قبل قادة الدول في قمة الاثنين ووفقاً للمتحدثة باسم المفوضية ميليسا فيلمنغ فإن الإعلان "سوف يعلن تضامنهم العميق بشأن الناس الذين يجبرون على الفرار من منازلهم وسيؤكد التزامهم بالاحترام الكامل لحقوق الإنسان للاجئين والمهاجرين وتعهدهم بتقديم الدعم الكبير لتلك البلدان التي تعاني من تحركات المهاجرين واللاجئين الكبيرة".

 

ولكن ماذا يمكن لـ21 مليون لاجئ بما في ذلك ستة عشر مليوناً من الرجال والنساء والأطفال الذين يقبعون في معسكرات اللجوء المميتة والمزرية وغير الإنسانية وفي مراكز اللجوء، ماذا يمكنهم أن يتوقعوا من العالم الذي يهيمن عليه النظام العلماني الرأسمالي وقيمه المتآكلة؟ وماذا يمكن لأربعين مليون مشرد داخلي في بلاد إسلامية مثل سوريا والعراق وأفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى أو ميانمار، ماذا يمكنهم أن يتوقعوا من قادة العالم الذين أظهروا تجاهلهم التام بأهمية حياة الإنسان وكرامته خلال الحروب والاحتلال الرأسمالي الأجنبي المتشدد، والذي أثبت عدم مقدرته على حل هذه الأزمة بالإضافة إلى عدد كبير من المشاكل السياسية والاقتصادية والإنسانية الأخرى التي يعاني منها العالم؟

 

كيف ستتغير محنة أكثر من 10 ملايين طفل لاجئ بما في ذلك الأطفال المعتقلون والمسجونون في مراكز اللجوء حيث يعانون من الويلات والاعتداء الجنسي الذي يدفعهم إلى اليأس ويشوه أمامهم الحياة فيؤدي بهم إلى إيذاء أنفسهم والانتحار؟ هل ستؤدي مثل هذه القمة إلى موافقة الدول القومية ورؤسائها على عدم اعتقال الأطفال اللاجئين وتحررهم وتطلقهم في المجتمع، أم أنها ستواصل تنفيذ سياسات الهجرة والمراقبة القاسية للحدود بهدف اعتقال الأطفال الذين يصلون بواسطة القوارب، "بهدف وضع حد الهجرة"، مع العلم أنه "نادراً ما يكون، إن لم يكن مستحيلاً، أن يكون في صالح الطفل"؟

 

وماذا بالنسبة لزيادة معاداة الإسلام وسياسات الهجرة العنصرية والمشاعر تجاه المهاجر المسلم والمهاجر غير المسلم من قبل الدول في الاتحاد الأوروبي وأمريكا وأستراليا وغيرها من الدول المتقدمة؟ وهل يمكننا أن نتوقع من قادة العالم أن يتخلوا عن قيادتهم إلى الرأي العام القومي اليمني المتطرف والمطالبات السخيفة التي أدلى بها القادة السياسيون الانتهازيون ومطالباتهم الحساسة للمسلمين الذين يغمرون مجتمعاتهم؟

 

هل يستطيع أوباما تغيير موقف 29 من أصل 50 من ممثلي الدول الذين قالوا لا لقبول اللاجئين من سوريا ولا حتى "اليتيم ابن الثلاث سنوات" بعد إعلانه في أيلول/سبتمبر 2015 عن زيادة استيعاب لاجئي سوريا من 1600 لاجئ مقبول منذ 2011 إلى 10000 منذ 2016 فصاعداً؟

 

من الواضح أن الطريقة غير الإنسانية والمزرية التي تم بها التعامل مع أزمة اللاجئين تعكس النظام العالمي الذي هو في حالة يرثى لها. هذا بسبب أن الدول تقبع تحت هذا النظام العالمي الحالي ولن تتحمل أية دولة المسؤولية عن سلامة ورفاهية المضطهدين والمقهورين بسبب المصالح السياسية والاقتصادية الأنانية.

 

بالتأكيد فإن كل هذا يؤكد على الحاجة الملحة لولادة نظام عالمي جديد يسوده نظام يرفض النهج المادي والوطني لمعالجة مشاكل الإنسان ويخدم حقاً الاحتياجات الإنسانية بطريقة الإيثار البحتة، وبطريقة غير مشروطة - حيث يضع المعايير الدولية للدول الأخرى لتطمح بذلك. هذا النظام ليس إلا نظام الخلافة على منهاج النبوة حيث إن أحكامه هي قوانين الخالق سبحانه وتعالى القادر وحده على تحديد النموذج السياسي الصالح للبشر. إنها الدولة التي كانت معروفة من قبل العالم بكرمها وإنسانيتها. الدولة التي فتحت حدودها أمام المظلومين دون أية قيود - المسلمين وغير المسلمين - ووفرت لهم الحماية والحياة الطيبة وحقوق التابعية الكاملة كما أمرنا الله سبحانه وتعالى. ولذلك فإنه النظام الذي نحتاجه حقاً لهذه الأوقات العصيبة.

 

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ثريا أمل يسنى

آخر تعديل علىالأربعاء, 21 أيلول/سبتمبر 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 21 أيلول/سبتمبر 2016م 10:52 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الأربعاء، 21 أيلول/سبتمبر 2016م 10:25 تعليق

    اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء...

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع