- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما بين سياسات التجويع والتهجير والقتل والسجن
ماذا بقي لكم يا أهل الكنانة؟!
الخبر:
نقلت جريدة مصر العربية الأحد 2016/10/2م، عن بنك الاستثمار "بلتون"، أن البنك المركزي سيقدم على إجراء تعويم للجنيه المصري خلال ساعات، معتبرا لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع محافظ البنك المركزي السبت بمثابة "تأييد سياسي نهائي للقرار "التعويم"، وتوقع بلتون فاينانشال، في مذكرة بحثية تحت عنوان "التنبيه الأخير: التعويم خلال ساعات"، أن يصل سعر الدولار بعد التعويم إلى 11.5 أو 12.5 جنيه، يأتي هذا بينما وصل سعر صرف الدولار في سوق الصرف وبحسب الجريدة نفسها بتاريخ 2016/10/5 إلى 14 جنيها للبيع بينما وصل الشراء لـ 13.90 جنيها، وسط توقعات لمتعاملين بزيادة الأسعار ظهر اليوم نفسه الأربعاء.
التعليق:
أرض الكنانة التي حباها الله بخيرات قلما توجد في بلد آخر من حيث الموقع والمناخ ونوع التربة وحتى مسطحاتها المائية ورمال صحرائها، ثروات وموارد لا تعد ولا تحصى، بينما شعبها يعاني فقرا مدقعا جراء حكم طغمة من السفهاء يطبقون عليهم الرأسمالية النفعية في أبشع صورها، وفي المقابل نرى شعبا لا حول له ولا قوة مورست عليه سياسات تجهيل لعقود طويلة جعلته لا يفرق بين عدوه وصديقه، إلى جانب كونه شعبا عاطفيا تحركه المشاعر؛ ما سهل على الغرب سرقة ثوراته والالتفاف عليها وإعادة إنتاج أنظمته القمعية بأسوأ من سابقتها.
في عام 1945 انضمت مصر إلى صندوق النقد الدولي، وتم تحديد سعر الجنيه المصري بقيمة ثابتة من الذهب تعادل 3.6728 جراما (أو 4.133 دولار)، إلى أن وصلت به الحال في وقتنا الحالي وبعد فك الارتباط بالذهب وتعويم الجنيه، إلى أن يصبح الدولار الواحد يساوي 14 جنيهاً مصرياً وقابلة للزيادة في الأيام القادمة، فما هي أسباب هذا الانخفاض؟ وكيف نواجهها؟ وما هو المتوقع حدوثه جراء هذا الانخفاض في قيمة الجنيه؟ وما هي أسبابه؟ وكيف نعالجها؟ وما هو الحل لمشكلات العملة الورقية فاقدة القيمة بدون غطاء ذهبي؟.
إن أخطر أسباب هذا الانخفاض هو الدخول في صندوق النقد الدولي والخضوع لشروطه وقوانينه والتخلي عن الغطاء الذهبي للعملة الذي يعطيها قيمة ذاتية، مع وقوع البلاد تحت ربقة العمالة التي ترعى الرأسمالية كنظام حكم يمنح الممولين في الصندوق الحق في استثمارات وامتيازات في بلادنا مقابل ما تكبل به البلاد من قروض هي في واقعها قيود قاتلة للدولة على المدى القريب والبعيد، ولهذا فأول ما يواجه به هذا الانخفاض هو إسقاط النظام الذي يحافظ على العمالة والارتباط بالغرب الكافر وسياساته وقلع كل أدواته ورموزه من الحكام العملاء والنخب والإعلاميين والسياسيين الفاسدين وأصحاب المال الملوث، والانعتاق الكامل من التبعية للغرب الكافر بكل أشكالها وصورها، سواء أكانت في صورة صندوق النقد الدولي أو الأمم المتحدة أو حتى الأحلاف العسكرية أو ما شابه، ثم إعادة العملة إلى أصلها الذهب والفضة أو ما ينوب عنهما من عملة ورقية لها غطاء ذهبي له قيمة في ذاته وليس مجرد ورقة لا قيمة لها كما هي حال جل العملات الورقية الآن والتي تستمد قيمتها من الدولار الذي يستمد قيمته من دولته الاستعمارية وقوتها على المسرح الدولي والتي إذا اهتزت أو أزيحت عن مكانتها كدولة أولى صار الدولار في خبر كان! وفوق كل هذا فإن هذه المواجهة تحتاج إلى قيادة واعية مخلصة تحمل منهجا قادرا على قيادة الكنانة والأمة وتحقيق هذه الأمور التي سبقت، فإسقاط النظام بلا نظام بديل مغاير له قادر على علاج مشكلات الناس هو نوع من العته أو الدوران في حلقة مفرغة تتيح للغرب إعادة إنتاج نظامه بوجوه أخرى وتمكنه من خداع الناس ولو لبعض الوقت وتفقد الشعوب الثقة فيمن يقودهم نحو التغيير، لذا فلا بد من وجود النظام البديل المغاير القادر على صرع الرأسمالية وأفكارها ووجود من يحمله من رجال قادرين على بيان ما عليه العملاء وبيان تآمرهم على الأمة، أو بمعنى أدق قادرين على تحمل تبعة صراع الغرب وأدواته وتوجيه الأمة بما ينصرها عليهم في صراع الأفكار، وليس للأمة في هذا المضمار إلا حزب التحرير وشبابه وما لديه من نظام جاهز للتطبيق في ظل الخلافة على منهاج النبوة فهي وحدها الكفيلة بعودة كل ما يرنو إليه أهل الكنانة من رغد عيش وأمن وأمان، بل والأمة كلها وليس أهل الكنانة فقط.
يا أهل الكنانة! إن ما يتوعدكم به حكامكم هو مزيد من الفقر والجوع والألم والمعاناة وليس أمامكم مهرب ولا مفر وقد رأيتم مصير الفارين من جحيمهم إلى البحر كيف كان في مراكب الموت، ورأيتم كيف يبني هذا النظام السجون والمعتقلات وكيف يجهز السلاح والعتاد لا لحرب عدوكم بل لكم أنتم ولكل من تسول له نفسه أن يعترض على سياساته القائمة منها والقادمة، فما الذي تخافون عليه بعد الآن؟! ولا أمان لكم على أرواحكم ولا على أقواتكم وأرزاقكم.
يا أهل الكنانة! ليس لكم إلا أن تضعوا أيديكم في يد حزب التحرير وأن تخرجوا معه رافعين راية نبيكم مطالبين معه بالخلافة على منهاج النبوة تعيد لكم أمنكم وكرامتكم وثرواتكم وخيراتكم وتمكنكم من الانتفاع والتمتع بها وتمنع الغرب من نهبها وسلبها واستعبادكم بما يلقيه لكم من فتاتها، فكونوا معهم وحرضوا أبناءكم في جيش الكنانة على نصرتهم وتسليم الحكم لهم فلا خير لهم ولكم إلا بالخلافة التي يحملون الدعوة إليها ولن تنفعكم المشاريع والقروض الرأسمالية، ولو أغدقت عليكم الأموال فستكون أشبه بالمسكنات بينما يستشري المرض العضال حتى يصبح الفكاك منه مستحيلا، ولا علاج إلا ما ذكرنا ونذكر ونصرخ به لكم ليل نهار (خلافة على منهاج النبوة) وسنظل نقولها لكم ونقوم بها فيكم حتى تقام ويعلو سلطانها في الأرض وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
وسائط
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة