- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
"في اليوم العالمي للحد من العنف ضد المرأة، والذي يوافق 25 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، ألقت وكالة أخبار المرأة الضوء على عدة أعمال فنية عربية وعالمية، وناقشت فيه العنف الموجه ضد المرأة باختلاف أنواعه، وخلفيّات من مارسه بناء على اختلاف البلاد واختلاف أسلوب العنف الموجه ضد المرأة ومن يقف وراءه".
العنف ضد المرأة في إعلامكم وليس في ديننا!!
الخبر:
"في اليوم العالمي للحد من العنف ضد المرأة، والذي يوافق 25 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، ألقت وكالة أخبار المرأة الضوء على عدة أعمال فنية عربية وعالمية، وناقشت فيه العنف الموجه ضد المرأة باختلاف أنواعه، وخلفيّات من مارسه بناء على اختلاف البلاد واختلاف أسلوب العنف الموجه ضد المرأة ومن يقف وراءه".
التعليق:
إن قضية العنف ضد المرأة هي من أبرز القضايا المجتمعية التي ناقشتها الأعمال الفنية، سواء عالمياً أو عربياً، في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون وتنوعت ما بين عنف جسدي يصل حد الإيذاء أو حتى القتل، وعنف نفسي، وعنف يجمع كليهما، وعنف جنسي، وما بين عنف الأفراد وعنف المجتمع ونظرته وعاداته وتقاليده.
ما يهمنا هنا ليس تلك الأعمال الفنية وقصصها، بقدر ما يهمنا أسلوب التعامل مع هذه القضية المهمة والخطيرة في المجتمع لأنها تهدد كيان واستقرار الأسرة. فهل فعلا قام الإعلام خاصة العربي بالدفاع عن المرأة ومناهضة العنف ضدها، أم مارس هذا العنف وكرّسه ضدها؟!
لو تتبعنا تلك الوسائل الإعلامية لوجدناها تمارس العنف ضد المرأة ليل نهار، سواء في الإعلانات أو في الأفلام والمسلسلات أو البرامج وحتى برامج الأطفال!! ولمن يسأل كيف هذا نقول: إن أكبر عنف يُمارس ضد المرأة هو استخدامها كجسدٍ وسلعة وشكل ومفاتن في الإعلانات والأغاني، بل هناك محطات عربية كاملة صارت متخصصة بهذا المجال، ولا سيما محطات الأغاني الهابطة والمسابقات السخيفة. وكذلك تقديمها في المسلسلات والأفلام كوسيلة إغراء وإفساد وبطريقة مبتذلة، وأنها مجرمة ومصدر للشر والإجرام، أو أنها ذات دور هامشي فلا حول لها ولا قوة ولا رأي ولا مكانة حتى فيما يخص شؤونها وحياتها من تعليم وزواج وميراث وغير ذلك من حقوق. وكذلك أنها سطحية التفكير، جلّ اهتمامها فقط الموضة والشكل والجمال واللباس وأدوات الزينة والمطبخ فلا اهتمام ولا رأي لها بقضايا الأمة ولا السياسة ولا الأحداث الدائرة وكأنها ليست جزءا من هذه الأمة تهتم بها وبقضاياها! ولكي تكتمل القصة ظهرت علينا مؤخراً محطات السحر والشعوذة وتفسير الأحلام والتي تعتبر النساء جمهورها الرئيس!!
وهناك أيضا قضايا عديدة تُناقش في هذه الدراما وفيها تُكرَّس نظرةُ المجتمع بحيث تُحمَّل فيها المرأة الذَّنْب وحدها وكأن الخطأ ليس فيه طرف آخر وهو الرجل، مثل الزنا - والعياذ بالله - الذي تُعاقب فيه وحدها فورا بالقتل، والإصابة بالإيدز - حاشانا وإياكم - يُنظر لها فقط على أنها عديمة الأخلاق حتى لو لم تكن مذنبة فيه، ويندرج تحتها ما يُسمى بجرائم الشرف بدون بيّنة ولا دليل طلبه الشرع، بل يكفي فقط الشبهة أو الإشاعة لتتم العقوبة ضدها. بينما يُعذر الرجل في كل هذا ولا يُعاقب، خلافا للأحكام الشرعية التي تُعاقب المذنب رجلا كان أم أنثى.
ولا ننسى دور بعض من يُسمّون "رجال الدين" من خلال تفسير أحكام الشرع ونصوصه تفسيراً خاطئاً، سواء عن عمد أو عن جهل، مثل تفسيرهم الآية الكريمة ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء﴾ بأن هناك تفوقاً للرجال على النساء وتسلّطا، في حين إن المقصود بالقوامة هو الرعاية والقيام على أمور النساء والسعي في مصالحهن!! وكذلك حقها في التعليم والعمل والميراث...
وحتى حين مناقشة أسباب أنواع العنف ضد المرأة يناقشونه على أنه مسؤولية فردية أكثر منها مسؤولية نظام وقوانين. ولا يناقشونه على أساس أنه يعود إلى عادات وتقاليد بالية بعيدة عن الشرع الحنيف الذي كرّم المرأة وأكرمها وأعطاها حقوقها ورفع عنها العنف سواء أكانت ابنة أم زوجة أم أماً أم عاملة أم في أي دور لها. بل يحصل هذا في البلاد الإسلامية والعربية، وكأن الإسلام هو المسؤول عن ذلك!!
فلا يناقشون ولا يُظهرون بأن الإسلام اعتنى بالمرأة منذ لحظة ولادتها وحتّى وفاتها، واهتم بحقوقها ومكانتها، فهي شقيقة الرجال وصانعة الأجيال والأبطال، مرورا بحقها كأمّ وأخت وابنة وزوجة. ولنا في رسول الله صلّ الله عليه وسلم أسوة حسنة في فنّ التعامل مع المرأة، والذي سبقَ بهِ كُلّ دعاة ما يُسمّى "بالإتيكيت" وذوق التعامل ومناهضي العنف، فقد وصفهنّ عليهِ الصلاةُ والسلام بالقوارير، أي يجب التعامل معهن برقّة حتّى لا تُكسَر ولا تُخدش، ومن مواقفه النبويّة الكثيرة مع نسائه حين بكت زوجته صفيّة رضي الله عنها ذات يوم حين بركَ جملها، فقام إليها عليهِ الصلاة والسلام فمسح دمعها بيديه وجلس معها وهو عليه الصلاة والسلام في سفر وبين جيش جرّار، فلم يُسفّه بُكاءها ولم يُحقّرها بل اهتمّ بمشاعرها، وهذا قمة الرقي والاحترام في تعامل الرجل مع زوجته، وبالتالي فليس للعنف سبيل إلى المرأة في ظلّ وجود الأحكام الإسلاميّة الرفيعة، التي تحفظ كرامة المرأة وتصونها وترفع من شأنها... ولن يكون هذا محقّقا إلا بعودة تطبيق هذه الأحكام كاملة في دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة إن شاء الله.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وسائط
2 تعليقات
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم