- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما بعد أوباما، العالم الإسلامي يتوقع القليل من ترامب - وهذا أمر جيد
الخبر:
بعدما اعتبره كثيرون فوزا مفاجئا لدونالد ترامب في انتخابات الولايات المتحدة، طفت إلى السطح كثير من التكهنات والنقاشات بل وحتى الذعر مما سيكون عليه الحال بالنسبة لأمريكا والعالم أجمع - بما في ذلك العالم الإسلامي، بعد فوز ترامب بالرئاسة.
التعليق:
تغلب ترامب على هيلاري كلينتون إذن والبعض في العالم أصابه الذعر والهلع! يمرون على تصريحاته العديدة المشينة التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية الرئاسية ويتذكرون عداءه وتهديداته للمكسيكيين، والمهاجرين، والمسلمين، والنساء وقضايا أخرى كثيرة. والآن يدور هناك نقاش حاد حول ما ستعني رئاسته لهذه الفئات والناس وللقضايا التي طرحها.
ومهما كان ما سيحدث بعد ذلك، فلا شك، بأن أسلوبه الشخصي الذي يتسم بإثارة الغضب من تصريحات يدلي بها، سيستمر. ومع ذلك، وعلى عكس البعض في العالم، فإن أصواتا قليلة من المسلمين تتوقع خيرا من الإدارة الأمريكية الجديدة أو تنظر للولايات المتحدة على أنها المنقذ الذي سيحل مشاكل عالمنا الإسلامي.
ثماني سنوات من حكم أوباما كانت كافية لدفع الوضع ليصل إلى هذه النتيجة. فلنتذكر أنه كان من المفترض أن يكون الرائد الخبير الحكيم الذكي العميق فكريا والذي كان يبشر بمعاملة أفضل للعالم الإسلامي بعد عهد جورج بوش الذي ساده دعوة إلى الحرب والغزو! ولنتذكر خطابه في القاهرة؟ لنتذكر كلماته الدافئة عن الإسلام والمسلمين؟ ظاهر هذه الفعال، جعلت البعض يتوقع تغييرا في طريقة تعامل الحكومة الأمريكية مع العالم الإسلامي واختلافا في دعمها لأبشع الطغاة هناك. ثم مر الزمن سريعا، ثماني سنوات قتل فيها أوباما بطائرات دون طيار في اليمن وباكستان والصومال عددا فاق ما تسبب جورج بوش بقتله! واستمرت الحرب على الإسلام على الرغم من التعديلات في فن الخطابة، وبقي دعم الولايات المتحدة للطغاة الأكثر وحشية في العالم الإسلامي قائما – هذا على سبيل المثال لا الحصر. كل ذلك فتح أعين الناس التي كانت لا تزال مغلقة على حقيقة وواقع الحكومة الأمريكية كقوة رأسمالية الهدف من وراء سياستها الخارجية هو السعي للوصول إلى ثروات العالم الإسلامي ومنع ظهور الحكم الإسلامي كبديل عالمي للرأسمالية.
في الولايات المتحدة، كما هو الحال في المملكة المتحدة عندما تم التصويت على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، فقد سئم الناس في الغرب السياسة السائدة والسياسيين والديمقراطية. ومع انتخاب ترامب، أيا كان ما يُدَّعى بأن الولايات المتحدة تُعد مثالا على "القيادة" العالمية فقد تزعزع الآن وهذا ليس أمرا سيئا. لذا فقد آن الأوان ليعيد العالم الإسلامي إنشاء قيادة إسلامية، خلافة راشدة على منهاج النبوة. النظام الذي سيجعل من رعاية شؤون الناس أُسا في سياسته، وتوزيع الثروة دعامة في لب اقتصاده، النظام الذي سيوحد الناس على اختلاف أجناسهم والذي سيعمل لما فيه خير للبشرية جمعاء، فهو النظام الذي جاء منهاجا للبشرية كلها.
الآن، هذه هي الرؤية التي على المسلمين أن يعملوا على تحقيقها في العالم الإسلامي، والتي من شأنها أن تكون منارة جديدة للعالم، إن شاء الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
وسائط
1 تعليق
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..