الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
موسكو لا تستبعد إقامة مناطق آمنة في سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موسكو لا تستبعد إقامة مناطق آمنة في سوريا

 

 

الخبر:

 

الجزيرة نت، 2017/1/30 - لم يستبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إمكانية إنشاء مناطق آمنة للنازحين داخل الأراضي السورية شريطة أن تكون بموافقة الحكومة السورية وبمشاركة الأمم المتحدة.

 

وقال لافروف إنه إذا كانت الفكرة تهدف لتخفيف عبء أزمة الهجرة عن أوروبا فيمكن التفكير في تشكيل أماكن لإيواء المهاجرين الداخليين على الأراضي السورية بالتعاون مع إدارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة والهيئات الدولية.

 

وأشار الوزير الروسي إلى أن تحقيق ذلك يتطلب اتفاقا عمليا على التفاصيل ومبدأ وضع أماكن المناطق مع الحكومة السورية.

 

وذكر موقع روسيا اليوم 2017/1/30 نقلاً عن لافروف (وأوضح، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإريتري عثمان صالح، في موسكو، الاثنين 30 كانون الثاني/يناير: "فيما يخص فكرة إقامة مناطق آمنة في أراضي سوريا، فنحن سنستوضح حول هذا الموضوع، في إطار حوارنا مع الشركاء الأمريكيين". ولفت الوزير الروسي إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تطرح هذه الفكرة بصيغة تختلف عن "الأفكار التي سبق أن طُرحت في المراحل الماضية للأزمة السورية، وأعني هنا الأفكار الخاصة بإنشاء منصة معينة في الأراضي السورية لإنشاء حكومة بديلة واستخدامها كمنصة انطلاق لإسقاط الحكومة".)

 

التعليق:

 

عندما يقول السياسيون بأن الدول التي تخدم غيرها تقدم على الانتحار فهم على حق! ومثال روسيا هذا أمامنا. فعندما كانت إدارة أوباما ترفض كل طلبات تركيا وأوروبا باقامة منطقة آمنة في سوريا، كانت روسيا تتحدث بحزم عن رفضها للمناطق الآمنة في سوريا! وقد ملأت الدنيا بالتصريحات الرافضة للمنطقة الآمنة خلال 2015 و2016، وكان بعض البسطاء يظنون ذلك موقفاً مستقلاً منها وتعبيراً عن سياستها في سوريا.

 

وعندما رحلت إدارة أوباما وجاءت إدارة ترامب، فقد أراد ترامب أن يظهر حسب شعاراته "أمريكا عظيمة من جديد" فأعلن عن مناطق آمنة في سوريا وأنه سيقيمها. وكان ذلك دون أي تشاور مع روسيا التي كانت إدارة أوباما قد كلفتها بالمهام الأمريكية القذرة (القتل والتدمير وإبادة الثورة) في سوريا. وعندما أحست روسيا بتبدل الآراء في واشنطن فقد سارعت أولاً بالتصريح بأن ترامب لم يتشاور معها، وكان المسؤولون الروس منشغلين بترتيب موعد مكالمة هاتفية بين بوتين وترامب، وكان انتظار الروس لتلك المكالمة يشبه "الحب من طرف واحد"، طبعاً الطرف الروسي لترامب. ولما أدركت روسيا بأن ترامب ماضٍ في سياسته لإقامة المناطق الآمنة دونما اعتبار لطائراتها وسيطرتها الجوية في سوريا، فقد صار لزاماً على روسيا أن توجد المبررات للموافقة على قرار ترامب، فكانت مبررات واهية، كأن يوافق النظام السوري على ذلك! وهي تعلم أنه عبد لأمريكا.

 

فروسيا تجد نفسها أمام ورطة كبيرة في سوريا، وهذه الورطة كانت في البداية أمام أهل سوريا والثورة السورية، ولكنها اليوم بالإضافة إلى ذلك ورطة أمام السياسة الأمريكية التي أنزلتها سنة 2015 الساحة السورية، وروسيا لا يمكنها الخروج الآن من سوريا إلا وفق شروط أمريكا، فدورها حبيس بين أتباع أمريكا، ورهين بقرارات البيت الأبيض، بل وبنوايا البيت الأبيض.

 

فلو كانت روسيا مستقلة في قرارها السوري لطالبت أمريكا على الأقل التفاوض بخصوص هذه المناطق الآمنة التي سيحظر على طيرانها الاقتراب منها، وإلا واجهت لعنة ترامب الباحث عن عظمة أمريكا من جديد.

 

فما أشبه الصغير بالكبير حين يقبل أن يكون صغيراً، فالدول العميلة لا تتصرف إلا كما يريد السيد، وهي ملزمة بذلك ولا يمكنها الانفكاك عن السيد، والدول التي تدور في فلك دولة كبرى قد ألزمت نفسها طواعية بالتصرف وفق ما يريد سيدها، وتظل قادرة على الانفكاك عنه، وإن كان ذلك بصعوبة. والدول المستقلة ومنها الدول الكبرى كروسيا حين تقبل بتنفيذ مهمات لغيرها كمهمتها الأمريكية في سوريا، فهي لا يمكنها التصرف في هذه المهمة إلا كما يريد السيد الأمريكي، وإن تراجعت لوحدها فقد خسرت كل مكاسبها التي لأجلها وافقت على الخدمة، أي أن روسيا لو خرجت منفردة من سوريا فإن كل مكاسب العظمة التي جنتها من سوريا ستعلق بأقدام ترامب في واشنطن، وحتى لا يحصل ذلك، وتبقى لها مكاسبها فإنها تلوك كلامها وتبدل مواقفها وتتكلم بكلام السيد الجديد، وتقف مواقفه بشكل محرج يجعل الفرق بينها وبين الدول العميلة والدائرة في فلك في زاوية المهمة التي كلفت بها فرقاً بسيطاً.

 

وإذا ما نجحت سياسة ترامب بجر روسيا ضد الصين فإن روسيا تكون متنقلة بين أقدام أمريكا من سوريا إلى الصين إلى غيرها، تحت عنوان "الشراكة الدولية"، فكما كانت بريطانيا تقاتل قديماً حتى آخر جندي فرنسي فإن أمريكا ستقاتل حتى آخر جندي روسي في القرن الواحد والعشرين.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام البخاري

 

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 31 كانون الثاني/يناير 2017

وسائط

1 تعليق

  • Khadija
    Khadija الأربعاء، 01 شباط/فبراير 2017م 10:57 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع