- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هجوم كيبيك يظهر نفاق الدول الغربية
(مترجم)
الخبر:
أقيمت في 2 و3 شباط/فبراير جنازات 6 رجال قتلوا في الهجوم الإرهابي على مسجد في مدينة كيبيك بكندا، وذلك بعد حادث إطلاق النار عليه، والذي أصيب فيه أيضا تسعة عشر آخرون بجروح. وقد تم إطلاق النار على المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك مساء الأحد، أثناء تجمع أكثر من 50 شخصا لأداء صلاة العشاء.
بعد وقت قصير من الحادث، اعتقلت الشرطة طالبا فرنسيا - كنديا، يدعى ألكسندر بيسونيت، ووجهت له ست تهم قتل من الدرجة الأولى وخمس تهم بمحاولة قتل. ووفقا لزملائه الطلاب، فإن المتهم البالغ من العمر 27 عاما كان معروفا بآرائه اليمينية المتطرفة، وكان قد زار المسجد في الأسبوع السابق للهجوم.
في حزيران/يونيو من العام الماضي كان المسجد نفسه هدفا لحادث كراهية الإسلام عندما وضع رأس خنزير أمام المبنى، مع بطاقة تقول "صحة وعافية".
في وقفة احتجاجية لضحايا الهجوم على مسجد في مدينة كيبيك، تضامن الآلاف من الأشخاص مع الجالية المسلمة، التي اهتزت بشدة من جراء أحداث هذا الأسبوع، وفقدان أفراد المجتمع المخلصين.
التعليق:
هذا الحادث المأساوي هو حلقة من سلسلة الهجمات ضد الجالية المسلمة في الغرب. وعلى الرغم من أن الحادث يعتبر بكل وضوح هجوماً إرهابياً، إلا أنه حتى الآن، لم يعترف أحد بأنه يجب اعتباره كذلك سوى رئيس الوزراء الكندي. وبدلا من ذلك نرى ازدواجية واضحة في التركيز الحاد مع التناقض المباشر للتغطية الإعلامية على محاولة الهجوم الإرهابي في متحف اللوفر هذا الأسبوع. وبينما حازت محاولة الاعتداء على متحف اللوفر بتغطية في الصفحات الأولى وبرسائل إدانة دولية من مسؤولين دول، فإن هجوم كيبيك، بالمقارنة، تم تجاهله إلى حد كبير. وبدلا من ذلك، أظهرت الصحف البريطانية على الصفحة الأولى بيسونيت مبتسما وهو يلعب الشطرنج وأضفت الطابع الإنساني عليه على الرغم من أفعاله الإجرامية.
إن الدافع وراء هذا الحادث المريع ليس غامضا. ففي نفس الأسبوع قام الرئيس ترامب بسن قانونه المثير للجدل "حظر المسلمين"، وشوهدت المظاهرات تندلع في جميع أنحاء الولايات المتحدة وعبر العالم. وهذا أيضا على خلفية موقف مماثل تجاه اللاجئين والصراع الدائر في العالم الإسلامي، وتهديد الهجمات الإرهابية. صعود بديل اليمين وكذلك الخطابات المحافظة في الحكومات، كلها قد بررت الاعتداء، اللفظي أو الجسدي ضد الجالية المسلمة. لم تكن سوى مسألة وقت حتى تجلى ذلك في العنف الشديد والقتل.
مرة أخرى نذكر المسلمين أن حياتهم أصبحت أقل قيمة في نظر وسائل الإعلام الغربية، بغض النظر عما إذا كانوا رعايا في العالم الإسلامي أو في الغرب. إن استراتيجية الكراهية والخوف التي يجري تنفيذها حاليا لا يمكن تحديها على نحو كاف إلا من قبل دولة تمثل الإسلام على حقيقته وتحمي رعاياها. في غياب نظام الخلافة، فإنه لا بد أن يعيش المسلمون في خوف دائم من أن حقوقهم قد تؤخذ منهم في أي وقت.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة حسن