- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قمّة الاتّحاد الأفريقي بين الاستعمار والدوائر المفرغة
الخبر:
تمّ يوم 30 كانون الثاني/يناير في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا اجتماع قمّة في دورته الـ 37 وذلك بحضور 37 من الزّعماء الأفارقة دون أن يلفت الأنظار...
التعليق:
إن هذه القمّة الجديدة قد تمخّضت عن نتائج هزيلة تماما كما حصل في دوراتها السابقة، ما يؤكّد أنّ مثل هذه التجمّعات السياسيّة هزيلة وشكليّة، وهي في أحسن الأحوال مجرّد إطار وجسر لتمرير الدول الاستعمارية لبعض مقرّراتها ومواقفها بإعطائها صبغة تمثيلية جماعية تموّه على وجه الاستعمار السافر... والنّاظر في بعض هذه النتائج يتأكّد أنّ هذا الاتحاد ما زال يراوح مكانه؛ إذ من مقرّرات هذه القمّة البحث مجدّدا عن استراتيجية تمويل الاتحاد الأفريقي وميزانيته خاصة لصندوق السلم والأمن، علما بأنّ الأغلب الأعم من أعضاء هذا الاتحاد لا يدفعون ما عليهم حتّى في حدّه الدوري الأدنى.
وما يؤكّد أيضا أنّ هذا "الاتحاد" هو مجرّد جسر لتبييض سواد الاستعمار هو ما أعلنته الأمم المتحدة على لسان أمينها العام من إشادة بالدول الأفريقية في فتحها الحدود للاجئين والنازحين الفارين من العنف، وهو ما لا يقوم به الغرب المتسبب الرئيسي في إفقار هذه القارة وتغذية حروبها وحروب البلاد العربية والإسلامية عامّة...
أي أنّ الغرب يريد من أفريقيا أن تحمل أعباءها وحدها، بل وأن تحمل أعباء الغرب بأن تكون مستودعا لغير المرغوب في لجوئهم إلى الغرب والمغضوب عليهم، بمعنى آخر المطلوب من أفريقيا أن تخفّف ضغط الهجرة عن أوروبا دون مقابل سياسي ولا اقتصادي إلاّ مجرّد الإشادة...
وتؤكّد مرّة أخرى طبيعة العمالة والوكالة لهذا الاتحاد المخرجاتُ الأخرى لهذه القمّة؛ من ذلك المناشدة الصريحة لتسريع تحديد موعد الاستفتاء حول موضوع الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب (العائد إلى الاتحاد في هذه القمّة) ومنظمة البوليساريو منذ منتصف السبعينات... أي أنّ القادة الأفارقة عاجزون عن حلّ أيّ مشكل إلاّ بترحيله إلى الجهات الخارجية باختلاف مسمياتها... وبدل أن تقرّ هذه القمّة خطّة الانسحاب من محكمة الجنايات الدولية التي تأسست سنة 2002 وهي المحكمة المنحازة ضدّ المستضعفين وتحديدا أفريقيا والتي ترفض الدول الاستعمارية الكبرى الانضواء فيها والاحتكام إليها خشية الإدانة... عوضا عن الدعوة إلى الانسحاب نرى هذه القمة الأفريقية تبحث أسباب انسحاب 4 بلدان أفريقية من هذه المحكمة الدولية فيما يشبه العتاب والمؤاخذة!
إن أمام أفريقيا فرصة ذهبية للفكاك من الاستعمار، وللمسلمين دور ينتظرهم عبر دولة الإسلام القوية المناصرة للمستضعفين والقاطعة لدابر الاستعمار، ولكن حكام المسلمين في أفريقيا وحولها أضعف وأجبن من يتولوا هذا الدور التحرّري العالمي الذي يحرّر أفريقيا ويضرب من خلالها مثال القيادة العالمية الراشدة...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رضا بالحاج
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وسائط
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم