- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أورد موقع إيلاف أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قال إن الإعلام هو السبب والمحرّض للثورات العربية، وإن هناك محطات إعلامية وفضائية ترسّخ فكر الطائفية والنزاعات والصراعات، مؤكدًا أنه لو لم يعدل الإعلام من وضعه، فسوف يهجره الجميع، ويتوجّه إلى وسائل التواصل الإلكتروني بعيدًا عن وسائل الإعلام التقليدي.
محمد بن راشد يتهم الإعلاميين بأنهم سبب الثورات
الخبر:
أورد موقع إيلاف أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قال إن الإعلام هو السبب والمحرّض للثورات العربية، وإن هناك محطات إعلامية وفضائية ترسّخ فكر الطائفية والنزاعات والصراعات، مؤكدًا أنه لو لم يعدل الإعلام من وضعه، فسوف يهجره الجميع، ويتوجّه إلى وسائل التواصل الإلكتروني بعيدًا عن وسائل الإعلام التقليدي.
وذكر حاكم دبي "قلت لحكام في الوطن العربي قبل 12 عامًا: غيّروا أو تتغيّرون.. ولكنهم أحاطوا أنفسهم بحاشية تجمّل لهم كل شيء، وتوهمهم بأن شعوبهم سعيدة، وللأسف هم صدقوا تلك الحاشية على عكس المؤشرات المجتمعية..
ورد كلام ابن راشد خلال كلمته في القمة العالمية للحكومات في دبي.
التعليق:
يعلم ابن راشد أن وسائل الإعلام التقليدية تتبع أجندات دولها أو جهات خارجية دولية، ويعلم أن الأوساط الإعلامية هي كالأوساط السياسية في بلادنا يسرح ويمرح فيها ـ في الأغلب الأعم ـ عملاء مضبوعون بثقافة الغرب وفكره وطريقة عيشه، وفي أحسن الأحوال فإنهم مرتزقة يسعون وراء مصالحهم ومنافعهم الشخصية ويجيرون قضايا الأمة ـ كل بما لديه من وسائل في وسطه ـ لخدمة مصالح أسيادهم ومصالحهم هم لا غير.
وقد يظن السامع لاتهام حاكم دبي للإعلام أنه السبب المحرض للثورات العربية، أن هذا الإعلام منحاز للأمة وقضاياها، وأنه ـ كما يدعي ـ ملتزم بنقل الخبر بأمانة ومهنية، فإن كان كذلك فهذا يعني أنه كان يتحتم عليه ـ أي الإعلام ـ أن ينشر أخبار إجرام الحكام والأوساط السياسية ومؤامراتهم على الأمة، وكان يفترض أن ينشر ملفات الاقتصاد والسياسة والعلاقات الخارجية على الملأ ليعي الناس حقيقة حكامهم وعمالتهم وخيانتهم. لو كان الأمر كذلك لنقلوا لنا أخبار ثروات الأمة وأين تذهب؟ والأموال الطائلة أين تستثمر؟ والحسابات الطافحة في الخارج من يملؤها ولمن؟ ولو كان الأمر كذلك لأخبرونا عن القواعد العسكرية لأمريكا وبريطانيا وماذا تفعل في بلادنا؟ وعن الفرق العسكرية الأجنبية أين تصول وتجول ولحساب من؟ لو كان الأمر كذلك لقدموا لنا كشوفات بأعمال (القادة) وإنجازاتهم الحقيقية ولصالح من؟ ولعرضوا علينا برامج من قبيل (من أين لك هذا؟) لتحاسب الرئيس قبل المرؤوس.
لو فعلت وسائل الإعلام ذلك لقلنا إنها المحرض ربما، ولكنها تخلت عن دورها كما تخلى السياسيون المزيفون عن دور المحاسبة وجعلوا من أنفسهم أبواقا وببغاوات تغرد على شرف القائد الملهم والزعيم المفدى والملك المعصوم.
أما النزاعات الطائفية وتغذيتها فليست سوى أدوات للحكام ومن خلفهم من أسياد لتمرير المشاريع الاستعمارية وحشر المسلمين في خانة يسكتون فيها على جلد ظهورهم وسلب حقوقهم، والإعلام والإعلاميون هم أبواق ينفذ فيها هواء الحكام النتن لا غير.
إلا أن قول ابن راشد أن الناس ستهجر هذا الإعلام يشير إلى الدور الفاعل الذي يلعبه "الإعلام البديل" والذي يتوجه له الناس وهو في هذا المقام يحاول تدارك ما هو حاصل فعلا وما من شأنه أن يقلب الطاولة عليه وعلى بقية الحكام الذين "نصحهم" ونسي أن ينصح نفسه ورئيسه به، فالفساد هو أس النظام الرأسمالي القائم في الإمارات وفي غير الإمارات، ولئن عاش أهل الإمارات اليوم في بحبوحة مصطنعة تلجمهم عن واجب المحاسبة الحقة فإن هذه البحبوحة النسبية لن تدوم طويلا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى
وسائط
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم