- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تعميد حليف المستقبل الطويل لأمريكا
الخبر:
هنأ عدد من الأمراء ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، بمناسبة تسلّمه ميدالية "جورج تينت"، التي تُقدّمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المُميز في مجال مكافحة (الإرهاب). وعدّوا هذا التكريم اعترافا دوليا بدور المملكة بشكل عام في التصدي لظاهرة (الإرهاب العالمي)، وبدور ولي العهد شخصيا، وأبلغ دليل على التقدير الدولي لجهوده ورجال الأمن البواسل، في تعزيز الأمن والاستقرار محليا ودوليا. (صحيفة عكاظ 14/2/2017م)
التعليق:
تقوم السياسة الأمريكية في فترة تقريب العملاء وصناعتهم برفعهم نحو عنان السماء بمختلف أساليب الاسترضاء والتعظيم في عيون خصومهم ومنافسيهم من حولهم، وفي هذا السياق تأتي ميداليات التكريم والشكر لمختلف الشخصيات العالمية وخصوصا من تنظر إليهم أمريكا بعين المجهر على أنهم أوثق لمصالحها المستقبلية وخططها الاستراتيجية بعيدة المدى.
من هنا يأتي تكريم الأمير محمد بن نايف بواحدة من أرفع وأعلى ميداليات الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA والتي تحمل اسم رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية (جورج تينت) في الفترة ما بين 1996-2004 وهي إحدى أكثر الفترات التي لعبت فيها الاستخبارات المركزية الأمريكية مختلف أدوار القتل والتنكيل في دماء المسلمين وفي مختلف بلاد المسلمين من أفغانسان وباكستان والعراق ومختلف بلاد المسلمين الأخرى.
يأتي هذا التكريم على الجهود التي بذلها الأمير بشخصه والجهود التي بذلتها بلاده في مختلف مجالات مكافحة (الإرهاب) الداخلي والإقليمي والدولي، وهي بذلك تشير نحو سياسة أمريكا في الفترة القادمة والتي سوف تستمر وبشكل أكبر في محاربة المسلمين وتقتيلهم بمختلف الأساليب والطرق سواء العسكرية أو الاستخباراتية، وهي نفسها السياسة الأمريكية على تعاقب الرؤساء فيها؛ لا فرق في ذلك بين كلينتون وبوش وأوباما وترامب أو من سبقهم أو من سوف يتبعهم، وصدق المولى عز وجل حيث قال: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.
داخليا في السعودية فإنه يمكن اعتبار هذا التكريم بمثابة خطوة تقريب لمحمد بن نايف على حساب ابن عمه محمد بن سلمان فهو الأفضل في المرحلة القادمة لخدمة مصالح أمريكا ومخططاتها حتى الآن، فهل يقوم الثاني لاحقا بتقديم جهود أكثر فتكا وذكاءً في مجال مكافحة (الإرهاب) ليحصل بذلك على خطوة تقدمة أكثر نحو البيت الأبيض، أم أن القرار يركز على محمد بن نايف ولا يجد له بديلا؟ سوف نترك هذا للمستقبل.
إن ما يحز بالنفس ويدمي القلب أن ترى أمريكا في أبناء المسلمين وجيوشهم من يخدم مصالحها ويحارب بالنيابة عنها، وإن ما يفت في عضد المسلمين أن تصبح هذه الميداليات مناقب لقادة المسلمين وزعمائهم يتفاخرون بها ويفرحون بأن ترضى عنهم أمريكا فتكافئ بلادهم برفع عقوبات أو تعطل قانوناً يجرمهم أو تسمح لهم بمصالح دنيوية قليلة، فتمنيهم بتقريبهم نحوها فيتنافسون على رضاها.
كما أن الخاطر لينكسر حين نرى من أبناء المسلمين وإعلامييهم من يعتبر ذلك مدعاة للاحتفال والفرح، بل قد يصل بالبعض لاعتباره مكسباً عظيماً ونصراً كبيراً وكأن لسان حالهم يقول "إنما النصر من عند أمريكا"! وليس النصر من عند الله، فهل يعقل أن يصير وسام قائد لأحد أكثر أجهزة الاستخبارات بشاعة والتي تقف وراءه أكثر دول الأرض عداوة للمسلمين وفي سبيل قضية محاربة المسلمين ودينهم، هل يعقل أن يصير هذا كله مدعاة للفرح والابتهاج متناسين بذلك كل دماء المسلمين السائلة على أيدي هؤلاء الأعداء القتلة والتي لا تكاد تجف في بلد من بلاد المسلمين حتى ترجع وتسيل في بلد آخر؟!.
اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعله السفهاء ونسألك النصر والتمكين من عندك إنك أنت القادر على ذلك وحدك ليس سواك.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين