- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الدول الغربية تجنح للتطرف والفوضى
الخبر:
أعلن وزير الداخلية الفرنسي أن مرشح الوسط (إيمانويل ماكرون) حصل على 23.82٪ من الأصوات، بينما حصلت مرشحة أقصى اليمين (مارين لوبان) على 21.58٪، وذلك بعد فرز 46 مليون صوت للناخبين. وأشارت كل استطلاعات الرأي عند الخروج من مكاتب الاقتراع إلى أن ماكرون ولوبان يتقدمان بقية المرشحين، مع فارق ضئيل بينهما. (بي بي سي)
التعليق:
تشير استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون سيهزم لوبان في الجولة الثانية المقررة يوم 7 أيار/مايو، وبصرف النظر عمّن سيفوز في هذه الانتخابات، فإنه من المؤكد أن الجدل الحاصل في فرنسا يدور حول جداول انتخابات ليست متناقضة مع بعضها بعضاً، فالمرشحان متوافقان على السياسة الفرنسية القادمة، ولو فرضنا جدلًا أنها تختلف عن بعضها - حيث هي هكذا ظاهريًا - فإن حظ المتطرفين من مثل لوبان وافر في المجتمع الفرنسي، فهي تدعو إلى التفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول صيغة جديدة للاتحاد هي البديل الناعم عن خروج فرنسا من الاتحاد، وتدعو إلى الطرد "التلقائي" للمهاجرين غير الشرعيين مع خفض استيعاب الهجرة الشرعية إلى 10 آلاف مهاجر سنويًا، وإلى إغلاق المساجد "المتطرفة".
بعد انفضاض شعوب العالم عن أفكار الحرية والتحرر التي انكشف زيفها للجميع، وبعد سعيها إلى البحث عن البديل الحضاري الذي يسعدها ويخرجها من الأزمات المتكررة التي ورطتها فيها العلمانية، كانت ردة فعل صناع القرار في العالم الغربي هي الجنوح إلى التطرف وتحويل دولهم إلى ما هو أشبه بالدول البوليسية، حتى يتمكنوا من السيطرة على شعوبهم، ويحولوا دون اهتدائها إلى البديل الحضاري الذي يرعبهم (وهو الإسلام)، لذلك كانت جداول أعمالهم لا تختلف عن بعضها بعضاً بشكل عام، وخصوصًا فيما يتعلق بالإسلام، في تأكيد منهم على إجماعهم على مواجهة البديل الحضاري الإسلامي، وقد سبقت أمريكا برئاسة ترامب أوروبا ومنها فرنسا في هذه السياسة، حيث أعلن ترامب صراحة عداءه للإسلام.
إن فوز المصارع السابق ورجل "الأعمال" الجشع ترامب في أمريكا، وحظ مارين لوبان في الفوز (وهي المطلّقة مرتين وأم لثلاثة أطفال تقيم في إحدى ضواحي العاصمة باريس الغربية) دليل على الإفلاس السياسي في دول قادة العالم الغربي بعد الإفلاس الحضاري الغربي، وهذا لا شك تمهيد لصعود الحضارة الإسلامية في الموقف الدولي، ليملأ الإسلام هذا الفراغ الحضاري والسياسي في العالم، ولكن هذا غير وارد عمليًا إلا بوجود الدولة المبدئية التي تمثل حضارة الإسلام وتدعو لها، وحينها ستصبح شعوب العالم أجمع - ومنها الغربية - متلهفة للدخول في منظومة الحضارة الإسلامية والدخول في دين الله أفواجًا. لذلك يجب على الأمة الإسلامية تحمّل مسئوليتها الشرعية تجاه البشرية جمعاء، بإقامة دولة الإسلام، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لرعاية شئون الناس بالإسلام وحمل الإسلام رسالة نور ورحمة للعالمين.
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان