- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الذي كنت ستفعله إذن يا أردوغان لو لم تكن تعرف سوريا؟!!
الخبر:
نقل موقع الدرر الشامية يوم الأحد 07/05/2017م مقتطفات من بعض التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في معرض الحديث عن المنطقة وما تتعرض له من مخططات وخاصة سوريا والعراق، ومن ضمن هذه المقتطفات قوله: "أحياناً أقول لنفسي: يا ليتني لم أعرف سوريا، طبعاً إن ما شهدته سوريا يؤلمنا لأننا عرفناها، إن تسوية تلك الآثار التي تزخر بها سوريا بالأرض، لا شك أنه يؤلمنا".
التعليق:
يتكلم أردوغان عن الألم الذي ألمّ به بسبب أن آثار سوريا سُويت بالأرض، فقد أقضّت الآثار المدمرة مضجعه، إلا أن ما يؤلمنا نحن حقيقةً هو وجود مَن يصدق هذا الأفاك الأشر ويبرر أفعاله القبيحة ويقدمها للناس على أن أردوغان بالفعل يسير على نهج السلاطين العثمانيين! مع أن الأدلة التي تثبت أنه لا يختلف عن غيره من الرويبضات وأنه من أكثر الحكام تآمراً على أهل الشام وثورتهم، قد بلغت حد التواتر وزيادة، وأفعالُه دائما تكذب أقوالَه، نعم إن هذا هو ما يؤلم حقا، فتصريح أردوغان آنف الذكر يدل على أن دماء أهل الشام لا قيمة لها عنده، والخراب والدمار والقتل والذبح والتهجير الذي حل بالشام وأهله بسيط، أما تسوية الآثار بالأرض فهو منكرٌ فظيعٌ، مع أن النبي e يقول: «لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلمٍ بغير حق»! لا بل ويتمنى أردوغان لو أنه لم يعرف سوريا حتى لا يشعر بالألم، وكأنه يحمل همّ سوريا وأهلها، ونحن نقول نعم، ليتك لا تعرف سوريا وأهلها، إذن لكانت ثورة الشام في أحسن حال، ولما وجدت أمريكا سبيلاً في التأثير على الفصائل واحتوائها وترويضها وحرف بندقيتها كما فعلت أنت، وفوق هذا وذاك فإن تصريحه يدل على فقدانه لأدنى قيم الإنسانية، فالذي يحصل في الشام قد أبكى الحجر والشجر وآلم وأحزن من يعرف سوريا ومن لم يعرفها.
أما إن كان أردوغان يحمل همّاً فهو بلا شك ليس همّ أهل الشام، بل همّ الدور الذي أوكلته إليه أمريكا أم الإجرام، ألا وهو المحافظة على نظام الأسد المجرم، وإشغال الثوار في معارك وهميةٍ لا طائل منها بدلاً من مقاتلة النظام وإسقاطه، وشراء الذمم بالمال القذر، دون أن يُفتضح أمره، ولذلك نراه يقوم بتغطية جرائمه تلك باستغلال طيبة الناس البسطاء، فيقوم باستمرار بخداعهم بالقيام ببعض الشعائر الدينية من صلاةٍ وتلاوةٍ للقرآن الكريم، وإجراء بعض الإصلاحات الاقتصادية، وذرف دموع التماسيح على النازحين من سوريا، علّ ذلك يطيل في حبل خداعه، إلا أن الله سبحانه يقول له ولأمثاله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل