- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أصدعتم رؤوسنا يا رويبضات هذا الزمان
الخبر:
دعا الرئيس التركي )رجب طيب أردوغان( يوم الأربعاء الولايات المتحدة إلى التراجع فورًا عن قرار تسليح المقاتلين الأكراد في سوريا والذين تصنفهم أنقرة "إرهابيين". وقال أردوغان بعد إعلان واشنطن أنها ستسلح وحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد داعش في سوريا: "رجائي الشديد أن يتم تصحيح هذا الخطأ على الفور"، وأعلن أردوغان أنه سيطرح "مخاوفنا" حول هذه المسألة خلال المباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 16 أيار/مايو في واشنطن. وأوردت صحيفة حريات التركية نقلًا عن نور الدين جانكلي (نائب رئيس الوزراء التركي) يوم الأربعاء: "الولايات المتحدة تقدم كل أنواع المساعدات لحزب العمال الكردستاني من خلال القوات الكردية السورية"، وأعرب جانكلي عن أمله في أن تتراجع واشنطن عن قرارها قائلًا: "ليس هناك ما يدعونا إلى الادعاء بأن المعركة ضد داعش لا يمكن أن تنجح إلا مع القوات الكردية السورية". (الحدث نيوز)
التعليق:
صحيح أننا في آخر الزمان، بحيث أصبحت رؤوسنا تتصدع من كثرة الكلام وقلة الأفعال، فها هو الرئيس المتسلق على الإسلام يبدي قلقه وامتعاضه من أفعال سيده في البيت الأبيض، وينسى أنه هو من فعل الأفاعيل في سوريا بدم بارد. أنسي أردوغان أنه قدم حلب على طبق من ذهب للنظام بخذلانه أهلها وسحب من تعاون معه من الفصائل، وتركهم يموتون تحت القصف الغربي الروسي والنظام السوري؟ أم أن أهل حلب "إرهابيين" كما يصفهم حليفه وصديقه الروسي؟ أيذكر الرئيس أنه هو من قال "لن نسمح بحماة ثانية"، فكان ممن شارك في حلب الأولى ونحن على هذا شهود؟!
إنه من المعلوم أن هناك حركات وفصائل في سوريا تتعاون مع النظام التركي الموالي لأمريكا من أجل تنفيذ أجندتها، بعلم أو بجهل فقد استوت النتائج، وبسبب انتصارات الثوار المخلصين التي كادت أن تقلب الطاولة على النظام وأتباعه وحلفائه ثارت حمية أردوغان واشطاط غضبا، فأوعز إلى الفصائل التابعة له بترك حلب تذبح بذريعة ما سماه محاربة (الإرهاب) وتشكيل "قوات درع الفرات" ومن أجل حماية العمق التركي والمحافظة على حدودها، لكن فعله الخياني هذا لم يكن كافيًا لكي تثق فيه أمريكا وتركن له لكي يقوم بخطة أخرى تعدها وتريد تنفيذها هي ومرتزقتها في حزب العمال الكردستاني اليساري.
إن هذا العميل قد عرض على أمريكا أن تجعله يشارك فيما سمّوه "معركة الرقة" وأن تستغني عن حزب سوريا الديمقراطية، ولكن طلبه قد رُفض بالرغم من إصراره وتقديمه الدلائل على أنه يستطيع تنفيذ ما يُطلب منه بشكل كفؤ! ألم يبق عندك شيء من حياء، تتبجح بتصريحات فارغة أصدعت رؤوسنا؟ ها هي أمريكا توكل اليسار الكردي وتسلحه بالأسلحة التي طلبها منها ومن قبل أوقفت الجيش التركي وفصلت بينه وبينهم بجنودها ودبابتها، نذكرك في حال لم تتذكر أن الجنود الأمريكان يسرحون ويمرحون في منبج ويفصلون بين جنودك ومرتزقتهم هناك، حتى لا تكون لك ذريعة تتذرع بها وتغطي عورتك.
إن تصريحاتك ليست سوى للاستهلاك المحلي وذر الرماد في العيون ولإعطاء المنضبعين بك ذرائع تمنع عنهم عقولهم التي تقول لهم إنك عميل للبيت الأبيض. كنت تقول إننا لن نسمح بأي تسليح للأكراد في سوريا وها هم يسلحونهم، والآن تقدم رجاءك القوي بعدم التسلح ورئيس وزرائك يقول هذا عمل غير مقبول! ألا تفقهون وتستمعون لأسيادكم أن تسليحهم قد بدأ؟ كيف يتبعكم أحد ويستمع إليكم وأنتم قد استخذيتم عند أقدام أسيادكم في البيت الأبيض؟!
إن حكوماتنا وحكامنا لم يتجاوزوا حدودهم أو أدوارهم إلا تآمرًا على شعوبهم، وهم لا يفقهون في السياسة شيئًا سوى فن التحايل على الشعوب بالكلام، والنظام التركي وغيره لم يبق عنده شيء من الحياء أو الولاء لله وللرسول، فكل أعمالهم إن وزنت في ميزان الشرع لم نجد فيها إلا الحرمة والخيانة التي تغضب الله ورسوله r، ومع ذلك ما هم إلا عثرة في طريق مجد هذه الأمة، وما هو إلا قليل ويلقون في واد سحيق مع من سبقهم من الحكام الظلمة الفسقة، فلا يظننّ أمثال هؤلاء أنهم بمعجزي الله أو أنهم على حق يعينهم عليه الله، بل إنما رحمة من الله على الخلق، وإذا جاء أمره فسوف يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فانتظروا الساعة إن كنتم من المنتظرين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا