- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾
الخبر:
نقلت جريدة الصباح العراقية بتاريخ 2017/5/18 تصريحاتٍ لرئيس مجلس النواب العراقيّ (سليم الجبوريّ) في كلمة له بمؤتمر (مستقبل التركمان في عراقٍ مُوحَّد) الذي عُقِدَ في العاصمة بغداد تضمنت الآتي:
- وَصْفُ مَسَاعِي البَعض لتقسيم العراق بأنها «طموحاتٌ مَريضة»، مؤكداً أن العراقيين لن يتنازلوا عن أي شبر من أرض العراق لصالح المشاريع «العدوانية الخارجية مهما كان الثمن»، وأنَّ «العراقَ كلٌّ لا يتجزأ ومَن يسعى إلى العَيش خارج إطار هذه الدولة فليبحث عن وطن آخر.
- لسنا ضد أيِّ استحقاقٍ نصَّ عليه الدستورُ، ولكننا في الوقت ذاته سنضع في حساباتنا مصلحة البلاد العليا ووحدتها تجاه أي مشروع نشاز يَمَسُّ بالوطن».
- وأضاف: «سندافع عن ذلك بكل ما أوتينا من قوة ولن نسمح بتطبيق فكرة التجزئة والتقسيم والتفكيك تحت أي تبرير أو تبويب يُسَوِّقهُ هذا الطرفُ أو ذاكَ مُوظِفاً الدستورَ ومُختبئا خلفهُ لتمرير طموحاتِه المريضة في تحويل العراق إلى دُوَيلاتٍ صغيرة تعيش تحت رحمة ذئاب المنطقة».
التعليق:
لا بُدَّ لفهمِ تصريحاتٍ تصدُرُ من أعلى منصبٍ - حسب النظام الديمقراطيّ الكافر - كرئاسة مَجلس النواب العراقيَّ وفي ظرفٍ استثنائيٍّ عصفَ بالعراق وذهبَ بقوَّتهِ ومكانتهِ، ومزَّقهُ شرَّ مُمَزَّقٍ حتى باتَ من أوائل الدُوَل الفاشلة على جميع المُستَويات...! لا بُدَّ لفهم كلام (الجبوريّ) من التوقف عند مِحْوَرَين:
الأول: أنَّ هذا الرجلَ ينحدرُ من محافظة (ديالى) المتاخمة للحدود الإيرانية، ويزعمُ أنَّهُ (إسلاميُّ) المَشرَب والتَّوَجُّه، وعضوٌ في الحزب (الإسلاميِّ) العراقيّ، وقد اختير فعلاً - عام 2011 - نائباً لأمينهِ العام، وأسَّسَ كُتلةً أسماها (ديالى هَوِيَّتُنا) بدلا من اتخاذ الإسلام هويَّة له...! وقد حَرص كل الحرص منذ العام 2005على عضوية ورئاسة المجلس، وتوسَّل بكل وسيلةٍ للحفاظ على منصبهِ ذاك، ولو بتقديم التنازلات المُرَّةِ للأحزاب الشيعيَّةِ ومرشد إيران (خامنئي) متناسياً ما أصاب أهلهُ في (ديالى) مِن عُسفِ المليشيات الطائفية بالخطفِ والقتل والتَّهجير والتغيير الديموغرافيّ، بل وفقد (اثنينِ) من أشقائهِ هناك، وصار - فيما بعد - تابعاً (للمالكيّ) يميلُ معهُ حيثُ مال، رغم طائفيَّة الأخير المَقيتةِ التي أضَرّت بالعراق... كلُّ ذلك حِرصاً على الدنيا وزخرُفِها. فهو ينتمي أصلاً لكتلة (التوافق) السُّنِّيَّةِ من جِهَةٍ، ويُسايِرُ التجمعَ الشيعيَّ الطائفيّ من جِهةٍ أخرى، أيْ إنَّهُ اعتادَ النفاقَ وإظهارَ خلافِ ما يُبطِن...!
الثاني: أنَّهُ تظاهرَ بمُعارضة (تقسيم العراق) على أيِّ صورة كان، كالذي يدعو إليه الأكرادُ الذين يُصِرُّونَ على (الانفصال) عن العراق باعتبار ذلك حقاً ثابتاً منحَهُم إياهُ الدستورُ الأعوجُ الذي جاءت به أمريكا الغازِيَة، ويرَدِّدُونَ إصرارَ شَعْبِهم على (تقرير المصير)، هذا من جهة، ومن جهَةٍ أخرى حاولَ مجاملةً (التُركُمان) الدَّاعينَ لذلك المؤتمَر، وهم - في الوقت ذاته - من دُعاة التقسيم والمطالبين بجعل مناطقهم: (كركوك وما جاورها) إقليما مستقِلاً للتُّركمان...! فهم إذَن ليسوا بأبرياء من تلك الجريمة كالأكراد. ونَسِيَ (الجُبوريُّ) أو تناسَى أنهُ كانَ أحدَ كُتَّاب الدُّستور - باعتبارهِ أستاذاً للقانون - فلو كان صادقاً في كلامه هذا، لمَحَى فقرة (الإقليم) من الدُّستور أو اقترحَ محوَها أو تعديلها...!
ومن جِهةٍ ثالثةٍ أراد إرضاءَ الشيعةَ المُمسكينَ بزمام الأمر في العراق منذ أيام الاحتلال الأولى، وحتى قبل ذلك - كما في مؤتمر لندن - الذين طالما تَشدَّقوا - كذِباً ونفاقاً - بمُعارَضَتِهِم لمشاريع التقسيم، التي جاء بها أسيادُهُم الأمريكان الكفار. ولو دققنا النظر في سلوك (الشيعة) المُشاركينَ في حكم البلاد بعد 2003 لوجدنا أنَّهم وأذرُعَهُمُ المليشياويَّةِ سَعَوا بكل ما أوتوا من قوة ومَكرٍ سيِّئ لإيصال شعب العراق إلى مُحَصِّلةٍ تجزمُ باستحالة التَّعايُش بين إخوة الأمس من كل الأطياف، حتى بات الجميع يُنادي بالانفصالِ تارة، أو بالفِدراليةِ أخرى.
وأما مُمَثِّلو (السُّنَّةِ) من النواب والسَّاسةِ المنافقين، فهم في أحسنِ أحوالهم شهودُ زورٍ على كل ما حلَّ بالبلاد والعِباد من نكباتِ، بائعين جماهيرهُم - الذين ارتقوا فوق أكتافهم ومُستقبلِهِم - بثمَنٍ بَخسٍ وصولاً لحيازة مناصبَ حقيرةٍ، مغَمَّسةٍ بالذُلِّ والتَّهميش والاستحقار... والجزاء - سبحانَ اللهِ تعالى - من جنس أعمالِهِمُ الرَّديئةِ ليَصْدُقَ فيهم قولهُ عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾، وقوله سبحانه: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾، وما دَرى أولئك الظالِمونَ من كلِّ الأطراف أنَّ اللهَ تعالى لهُم بالمِرصاد، فإنما ابتلاهُم بتلك المناصب ليَنظر كيف يعملون. خابوا وخسروا، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ يُعطي الدنيا لمن يحبّ ولمن لا يحِب. أما الآخرة فهي من نصيبِ من يُحِبُّهُم ويرفَع مقامَهم عنده. نسأل اللهَ العليَّ القدير - ونحن في أجواء أشْهُرٍ مباركةٍ - أن يَمُنَّ علينا والأمةِ جمعاء بنَصرهِ القريب لتعلو راية الحقِّ في ظلِّ دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق
وسائط
3 تعليقات
-
بارك الله فيكم وأثابكم
-
بارك الله فيكم
-
اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.