- الموافق
- 4 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل الخلافة فُتحت عمورية لأجل امرأة،
وفي غيابها يُعتدى على المسلمات في بلادهن ولا نصير!
الخبر:
انتشر شريط فيديو يُظهر مجموعة من الشبان تعتدي على فتاة في حافلة عامَّة في الرباط عاصمة المغرب. الشريط فضح القضية، ونقلها للرأي العام، حيث عنونت الصحافة المغربية الاثنين "رعب في الدار البيضاء" و"وحوش يرتكبون جريمة بشعة".
التعليق:
صحيفة القدس العربي في عددها الصادر بتاريخ 2017/8/21 ذكرت أن الحادثة وقعت يوم 18 من الشهر الجاري، بينما تمَّ اعتقال الجناة من قبل قوات الأمن اليوم 21 من الشهر. ولولا انتشار الفيديو على شبكة الإنترنت لما علمت "الدولة" بالقضية!
التقارير المحلية في المغرب تذكر أن ثلثي المغربيات يتعرضن للعنف، والأماكن العامة هي التي يتعرضن فيها لاعتداءات على أعراضهن غالباً. وهذا رقم كبيرٌ جداً في بلد الأصل أنَّ أهله مسلمون، وأعراض المسلمات فيه مصانة وكرامتهن خط أحمر. لكن الدولة التي ما فتئت تحارب دين الله سبحانه، وتشيع في الذين آمنوا الفساد والفجور، لن تقوم بكل تأكيد بحماية المسلمات وأعراضهن، فـ(أمير المؤمنين!) لا تشغله قضية مثل هذه القضية!
ردَّة الفعل بين نشطاء المغرب كانت الدعوة إلى اعتصام في الثالث والعشرين من الشهر لاستنكار هذه الجريمة. مع أن الخبر ذكر أن سائق الحافلة والركاب والعامَّة في الطريق لم يعترضوا على الحادثة المؤلمة، ولم يتقدم أحدهم لمساعدة الفتاة التي ذكرت الصحف أنَّها تعاني من ابتلاء عقلي. فهل تكفي مظاهرة غاضبة لإنهاء هذه المهزلة واسترداد كرامة بنات المغرب؟!
إن المجرم الأكبر ليس هؤلاء الشباب وحدهم، بعظيم جرمهم. بل هو الدولة التي تسنُّ القوانين الوضعية التي تشجع على الفاحشة، الدولة التي تحكم بالكفر وتحارب شريعة الله في كل أمر، وتتهاون في حفظ الحرمات، بل وتعتقل المخلصين الداعين إلى استئناف الحياة الإسلامية. الدَّنس الأكبر الذي يجب العمل على تغييره ولفظه من المغرب هو الحكم بغير ما أنزل الله. ففي ظل الخلافة التي حكمت الأمة جمعاء بالشريعة الغرَّاء حُفظت كرامة المسلمات جميعهن، وكانت صرخة "وا معتصماه" واحدة كانت كفيلة بأن تتحرك الجيوش الجرارة للاقتصاص من الجاني، وتردَّ كرامة المرأة المسلمة، بل وتفتح ذلك البلد وتحكمه بدين الله. اليوم ملايين النساء المسلمات تُنتهك أعراضهن صباح مساء، ولا يجدن في عقر دارهن إلَّا إجراءات تتخذ على استحياء باعتقال الجناة، ليتم إطلاق سراحهم لاحقاً؛ أو الدعوة الباطلة لتطبيق مواثيق الأمم المتحدة كاتفاقية سيداو التي وقَّع عليها المغرب يريد من ذلك تحقيق المساواة التامة أو القضاء على التمييز ضد المرأة. بينما في الحقيقة لم يقم إلا بنشر ثقافة الاستعلاء على المرأة، وسلخها عن دينها، وجعلها جسداً وسلعةً فتعرضت المسلمات للعنف والتجريح، وامتُهنت الكرامات وضُيِّعت الحقوق...
فيا أهل المغرب، يا أحفاد طارق بن زياد: إن المغرب اليوم تعاني فيه نساؤكم من فقدان الأمن، ويعاني فيه شيوخكم من فقدان الرعاية؛ حيث نشرت صحيفة هسبرس المحلية: "في مشهد صادم نقلته عدسة كاميرا هاتف رجل مغربي بإحدى الطرقات الرابطة بين مدينة الجديدة وجماعة خميس متوح، ظهر رجل يعاني اضطرابات عقلية وهو يزحف غير قادر على الوقوف بسبب بتر أجزاء من قدميه." وهذا العناء لا بدَّ مستمرٌ ما لم تضعوا له حلاً بالعمل الجادِّ المخلص لتغيير النظام جذرياً: برموزه وقيمه وأسسه، وإقامة حكم الإسلام في ظل دولة عدل تطبقه أحسن تطبيق فتصون أعراضكم وتحمي كراماتكم وتوفر لكم الأمن والرعاية الحقَّة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: بيان جمال
وسائط
4 تعليقات
-
بارك الله فيكم وأثابكم
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
حسبنا الله ونعم الوكيل
-
حسبنا الله ونعم الوكيل