- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إجرام دولة مع سبق الإصرار
الخبر:
تحت عنوان أطفالنا "مجرمون" كتبت "الصباح الأسبوعي" مؤخرا: أكثر من 4100 جريمة قتل وبراكاجات وسرقة و... في سنة واحدة.
التعليق:
من العجيب الغريب أن نرى أطفالا فقدوا معاني البراءة في سن مبكرة جدا ودفنوا وراءهم أحلام طفولتهم داخل دهاليز الإجرام، وأصبح العنف لديهم آلية لتحقيق المكانة المجتمعية بين أصدقائهم ومحيطهم، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب. لقد غاب بناء الشخصية الإسلامية المتوازنة المتشبعة بالحلال والحرام، وذلك لاستقالة الأسرة عن دورها التربوي واقتصارها على السعي لتوفير الضرورات المادية، ولوجود الطفل في مؤسسات موازية تفتقد للرعاية الأبوية، خصوصا مع كثافة البرامج الخالية من القيم والموجهة للأطفال عبر التلفزيون والفيديو والإنترنت.
فأكثر من 80% من البرامج التلفزيونية الموجهة للطفل هي رسائل عنف، وما زاد الطين بلة هو تعدد المقاهي وقاعات الألعاب وكثرة الباعة المتجولين أمام وعلى جنبات المدارس والمعاهد إلى جانب غلق أبواب المؤسسات التعليمية خلال الساعات الجوفاء أمام التلاميذ وإلقائهم في الشارع دون حسيب ولا رقيب مما ساعد في وقوعهم في سائر الآفات والسموم المجتمعية، وهو ما جعل تجار المخدرات يجدون في طلاب المؤسسات التربوية قاعدة لاستهلاك سمومهم، بل قد يتحولون مع مرور الوقت إلى مروجين لها داخل المدارس والمعاهد، خصوصا بعد التساهل القانوني الذي سمح به "السبسي" بصدور القانون عدد 39 المنقح للقانون عدد 52 المتعلق باستهلاك المخدرات.
وفي ظل انتشار المواد المخدرة بأنواعها باختلاف أنواعها: الزطلة أو القنب الهندي، الكوكايين، الهيروين، حبوب الفيل الأزرق وغيرها صار الطفل يستسهل الجريمة وينفذها بأبشع الصور ولأتفه الأسباب وفي حالات كثيرة بسبب لا يتعدى كلمة جارحة أو مزحة تلفظ بها أحد رفاقه أو لمجرد التسلية أو لتمويل "الحرڨة" أو شراء المخدرات التي أصبحت كارثة كبرى من الكوارث المجتمعية التي نعيشها.
هل يكفي الحديث عن 8 آلاف طفل يهيمون على وجوههم في الشوارع و113 ألفاً منقطعا عن التعليم في السنة الواحدة وعن مدارس تحولت إلى أوكار للأوبئة ولأمراض فتاكة وسموم قاتلة دون أن نحدد المسئول عن كل هذا؟؟؟... قال الرسول r: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
مؤسسات تربوية عمومية تحت مسؤولية دولة رأسمالية راعية لشؤون اللوبيا الداعمة لكرسيها المعوجة، دولة بهذه المواصفات لا يمكن أن تكون إلا مجرماً مع سبق الإصرار والترصد. دولة تصر على أن تكتم كل صيحة وليد حي في هذه الأمة المحتضرة ولكن إرادة الله فوق إرادتها والله متم نوره ولو كره الكافرون، وما نبض حزب التحرير في هذا الجسد العليل والوعي الذي نراه يتسرب شيئا فشيئا في أعضائه إلا علامة استيقاظ لعملاق دامت نومته طويلا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ريم الحرّي – الحمامات – تونس
وسائط
1 تعليق
-
اللهم احفظ أبناءنا من هذه النظم الفاسدة .اللهم عجل بالفرج