الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
استمرار الربيع العربي (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

استمرار الربيع العربي

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في ذكرى الربيع العربي في تونس في 13 كانون الثاني/يناير 2018، عاد المتظاهرون إلى الشوارع لا ليحتفلوا بالذكرى السنوية وإنما ليحتجوا من جديد على أوضاع البلاد. إن التونسيين في حالة غضب متجددة. فخلال الأيام القليلة الماضية، خرج المتظاهرون إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد حيث تم اعتقال أكثر من 300 متظاهر من قبل قوات الأمن. ولا تزال مطالبهم كما كانت في عام 2011.

 

التعليق:

 

في كانون الثاني/يناير 2011 أي قبل 7 سنوات، أوجد انتحار محمد بوعزيزي موجة واسعة عبرت الحدود الوهمية إلى مصر ثم إلى ليبيا واليمن والبحرين إلى أن اجتاحت معظم العالم الإسلامي. ما بدأ مع رجل واحد في أسواق تونس انتشر إلى الآلاف في شوارع القاهرة وتطور إلى مئات الآلاف الذين يطالبون بتغيير سياسي للمنطقة بأسرها. وفي غضون أشهر سقط الحكام الذين كانوا في السلطة لعقود مثل أحجار الدومينو. لقد وقف الغرب في دهشة أمام سقوط وكلائهم واحدا تلو الآخر، وذلك بعد بناء الهيكل السياسي للمنطقة منذ 100 عام تقريبا. وبالنسبة للأمة كان هناك أمل كبير في أن المنطقة كانت على أعتاب التغيير الحقيقي. لكن اليوم بعد سبع سنوات فإن الربيع العربي في تونس كما هو الحال في جميع أنحاء المنطقة قد استنفد طاقته.

 

وبحلول عام 2014 فإن حركة النهضة التي سيطرت على نظام ما بعد بن علي قد تخلت عن كل مفاهيم الحكم الإسلامي. لقد شعر شعب تونس بالإحباط بسبب التأخير في صياغة الدستور الجديد، إلى جانب الصراعات الاقتصادية التي استمرت منذ رئاسة بن علي. وقد وصلت الأمور إلى نقطة الغليان في شباط/فبراير 2013 عندما تم اغتيال شكري بلعيد وهو زعيم متجدد في المعارضة. وأدى هذا إلى تفاقم الاحتجاجات الجماهيرية وأعمال الشغب عبر تونس. ومع أن الحاكم قد بدأ يسيطر على الحكم، إلا أن قتل النائب محمد البراهمي في تموز/يوليو 2013 أدى إلى إزاحة الجمود السياسي. وأدت المظاهرات الجارية والنقد العام من قبل المعارضة العلمانية إلى إجبار حركة النهضة على التنحي في تشرين الأول/أكتوبر 2013 والسماح لحكومة تكنوقراط بصياغة الدستور الجديد.

 

شهدت انتخابات 26 تشرين الأول/أكتوبر 2014 انعكاس حظوظ النهضة وعودة الجماعات العلمانية، بما في ذلك العديد من المحافظين من عصر بن علي. اتحد الكثيرون في تونس في عهد ما بعد بن علي. ومع تحول الشهور إلى سنوات لم تتمكن حركة النهضة من التعامل مع أي من القضايا الملحة التي تؤثر على حياة الناس أو الوعود الكاذبة المقترنة باقتصاد متعثر والعنف وما ذلك إلا سخرية بالنهضة. وقد دفعت القضايا اليومية مثل سوء جمع القمامة وانتشار البطالة على نطاق واسع الكثيرين إلى القول بأن الأمور كانت أفضل في عهد بن علي. وعلى الرغم من حصوله على دعم الجماهير قبل بضع سنوات فقط فقد عاد مؤسس حزب نداء تونس إلى السلطة، وهو باجي قائد السبسي ذو الـ 87 عاماً وهو من قدامى المحاربين في كل من نظامي بورقيبة وبن علي. فبالتالي عاد بن علي إلى السلطة.

 

لكن الحكام العلمانيين أثبتوا أنهم غير أكفاء مثلهم مثل حزب النهضة. فلم يفعل حزب نداء تونس سوى القليل لإعادة هيكلة الاقتصاد الذي يعتمد على السياحة، ويحتجزه الاتحاد الأوروبي كرهينة. ولا يزال البلد مرهونا لصندوق النقد الدولي الذي أجبره على إجراءات التقشف الشريرة، وتجد الحكومة التونسية خياراتها الاقتصادية محدودة. وهذا يترك مجالا ضئيلا للاستثمار في المناطق الوسطى والجنوبية الشاسعة والمتخلفة التي تشكل بؤرة التذمر واليأس. ونتيجة لذلك، فإن الأولوية الاقتصادية في تونس هي خفض العجز في الميزانية بدلا من خلق فرص العمل ورعاية شؤون الناس.

 

كانت تونس مهد الربيع العربي، وما زالت مطالب التغيير لدى شعب تونس وكذلك المنطقة بأكملها. إن التدخل الأجنبي والحرس القديم في انتظار الحفاظ على الوضع الراهن أعاق التغيير الحقيقي. وفي الذكرى السنوية السابعة، ما هو واضح أن الوضع الراهن يكافح من أجل البقاء، ولم يعد لدينا وقت طويل لكي تعود شعوب المنطقة إلى الشوارع مرة أخرى. ولكن هذه المرة سيكون من الواضح أن التغيير المنهجي ضروري، وليس تغيير الوجوه فقط.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عدنان خان

آخر تعديل علىالأربعاء, 17 كانون الثاني/يناير 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع