- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مآسي "الحمّالات المغربيات" إلى متى؟؟
الخبر:
أعرب وزير الخارجية الإسباني، الفونصو داستيس، الاثنين، عن أسفه لمقتل مغربيتين، في تدافع عند مركز حدودي بين شمالي المغرب ومدينة سبتة الخاضعة لإسبانيا.
في حين إنه لم يصدر أي تعليق مغربي رسمي حتى مساء ذلك اليوم على الحادث.
تتكرر حوادث التدافع في المعبر الحدودي بين المغرب وسبتة، بسبب توافد آلاف التجار دفعة واحدة. ووقع آخر هذه الحوادث في آب/أغسطس الماضي، وتسبب بمصرع سيدتين كذلك. (القدس العربي).
التعليق:
إن مشكلة المعابر الحدودية بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للاحتلال الإسباني، لا تجد طريقها إلى الحل بين البلدين، ولن تجد ذلك، طالما كانت الفائدة هي اقتصادية ومنفعة مادية يتقاسمها كلا الطرفين. فالمستفيد الأكبر من تهريب السلع عبر هذه المعابر هو الحكومة الإسبانية بجنيها الأموال الطائلة التي تدخل إلى سبتة يومياً والتي تُقدر بمئات آلاف الدولارات. ومن ثم رجال الجمارك والأمن، بالإضافة إلى المهربين الكبار الذي يستغلون حاجة النساء اللواتي لا ينلن أكثر من قوتهن اليومي.
فعلى الرغم من الأصوات المرتفعة المطالبة بإغلاق معبر سبتة والذي أصبح يوصف بـ"ممر الموت" إلاّ أن السلطات المغربية تتذرع بأن ذلك سيؤدي إلى حلول كارثة إنسانية جديدة، في حين إنها تبقى صامتة جراء حالات الوفاة التي تتعرض لها النساء الحمّالات والتي أطلقت عليهن صحيفة ذا غارديان البريطانية اسم "النساء البغال" لما يظهرنه من قوة تحمل وما يعانينه يومياً جراء عملهن الشاق.
يومياً يدخل إلى سبتة المحتلة ما بين 20 ألفاً إلى 30 ألف امرأة ورجل، وفي ظل هذا الزخم، يعيش هؤلاء حالات من التدافع القاسية، تتأذى النساء بها بالدرجة الأولى، فتسقط الإصابات وحالات الإجهاض بل وتؤدي أيضاً إلى الموت في بعض الحالات. كل ذلك لتأمين احتياجاتهن التي أجبرتهن على الخروج مرغمات على ممارسة مهنة "تهريب البضائع" لسنوات طويلة من أجل عائد مالي يقيهن وأولادهن شر الفاقة والتشرد. وهن يتحملن في سبيل ذلك المبيت في العراء لساعات بل لأيام، ليتسنى لهن عبور المعبر عند السادسة صباحاً!!
إن هذه المشكلة والتي ينتج عنها كوارث إنسانية، هي واحدة من مشاكل كثيرة يعاني منها العالم الخاضع لنفوذ المستعمرين، الذين قسموا البلاد وفق مطامعهم ومصالحهم المنفعية إلى كيانات كرتونية، تعجّ بها الآفات والمفاسد، وتغرق بمشاكلها الاقتصادية والإنسانية، والتي لن تنتهي إلّا بخلع هؤلاء الحكام الذين باعوا العباد بأبخس الأثمان بل وبدون ثمن، ومبايعة إمام عادل يعيد بلاد المسلمين لحظيرة الإسلام من جديد.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى