- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ترامب في السنة الثانية من رئاسته يَعد بالحروب التجارية
وسباق التسلح النووي والغزو الخارجي
الخبر:
في خطابه عن حالة الاتحاد، وعد ترامب بإصلاح الصفقات التجارية السيئة - مما يدل على احتمال وجود سياسات حمائية بين الحلفاء - وتعهد بتطوير ترسانة أمريكا للأسلحة النووية، وأمر ماتيس بالحفاظ على سجن غوانتانامو مفتوحًا، وخصص ترامب جزءًا كبيرًا من خطابه للتأكيد على خطورة كوريا الشمالية. (سي إن إن).
التعليق:
بعد مرور عام على حكمه، لم يغير ترامب موقفه تجاه صفقات التجارة الدولية والسياسة الخارجية الأمريكية، وقد قال قبل أيام قليلة في دافوس إن "أمريكا منفتحة للأعمال التجارية"، وفي الوقت نفسه حذّر من الصفقات التجارية غير العادلة (رويترز)، وقد فرضت أمريكا بالفعل تعريفات تجارية على الصين وكوريا الجنوبية والمكسيك وكندا (بي بي سي)، والآن تهدد بالشيء نفسه مع الاتحاد الأوروبي، بينما وعد الاتحادُ الأوروبي بفرض الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية في التبادل التجاري إذا أصرّ ترامب على تنفيذ تهديداته (بوليتيكو).
ليست مصادفة أن يتزامن موقف ترامب القاسي برفع تكاليف الاستيراد مع العجز التجاري الذي تعاني منه بلاده حيث أصبح الدولار ضعيفًا، فترامب يهدف لزيادة الصادرات الأمريكية إلى الخارج، ضمن سياسته التجارية مع العالم، وهي الترحيب بالشركات الأجنبية للاستثمار في أمريكا دون السماح للسلع الأجنبية بغزو أسواقها، من خلال إخضاعها للتعريفات الجمركية.
في إشارة واضحة إلى أن أمريكا غير سعيدة بالموقف النووي للخصوم، مثل روسيا ولا يرضيها ذلك، وعد ترامب برفع مستوى قوة القوات الاستراتيجية الأمريكية، وفي الآونة الأخيرة، تفوقت أمريكا في قطاع الأسلحة التقليدية بالتوازي مع أنظمة الدفاع الصاروخي والدروع الصاروخية حتى رجح الميزان العسكري لِكَفّة أمريكا ضد الترسانات النووية الروسية والصينية. مع ذلك، ظهرت تقارير حديثة تكشف عن منظومة سرية للسلاح النووي الروسي تجوب البحار بشكل مستقل ما يجعل من المستحيل كشفها ويمكنها بذلك إحباط القدرات الدفاعية الأمريكية الصاروخية (بوبيولر ميكانيكس)؛ ويؤدي هذا التأرجح في ميزان التفوق إلى تأجيج سباق آخر مجنون للحصول على أسلحة نووية أكثر تدميرًا تتجاوز المعقول!
لهجة ترامب اللاذعة مع كوريا الشمالية تذكّر بوصف جورج بوش للعراق قبل غزوه في عام 2003م، والتعزيز الثقيل للمعدّات العسكرية الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والجهود الدؤوبة التي تبذلها كوريا الشمالية قد تؤدي إلى حرب أخرى، حرب قد تتصاعد بسرعة متحولة إلى حرب كبيرة إذا غزت أمريكا كوريا الشمالية.
إن إدارة ترامب وسعيها المتواصل في تعزيز العلمانية الأمريكية في جميع أنحاء العالم - ومنه العالم الإسلامي (ضحية الهيمنة الأمريكية) - عاجزة عن تقديم رؤية بديلة للعالم. بينما الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله ستقوّم التجارة على أساس المساواة في المعاملة، ومن حيث المبدأ فإنه لا يتم فرض الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، ومع ذلك فإنه إذا كان البلد المصدِّر يفرض الضرائب على السلع المستوردة من دولة الخلافة الإسلامية، فإن لها حينها الحق في أن تعامله بالمثل، وفيما يتعلق بمسألة الأسلحة النووية، فإن الدولة الإسلامية ملزمة باستخدام الأسلحة النووية كوسيلة لنزع الأسلحة النووية من العالم، وبذلك تحقق "الصفر" العالمي المنشود (عالم خالٍ من الأسلحة النووية). ندعو الله سبحانه وتعالى أن تقوم دولة الخلافة على منهاج النبوة قريبًا حتى تنقذ العالم من السياسات الكارثية التي تتبنّاها القوى العظمى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي