- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
في زمن الغربة هنيئا لمن ثبت على الحق
الخبر:
ذكرت قنوات فضائية لبنانية منها قناة "ل د س والمستقبل" يوم السبت 2018/3/24 إعلان تشكيل لوائح انتخابية عدة متحالفة لخوض الانتخابات النيابية اللبنانية من خلال مهرجانات شعبية حاشدة.
التعليق:
بالرغم من التركيبات العجيبة الغريبة لتلك اللوائح، إذ تحالف الخصوم وتعادى الأصحاب وديست المبادئ واتبعت المصالح الشخصية، وانقلبت الخطابات وتحولت المواقف بشكل معاكس، وأعلنت المشاريع الإنمائية الكلامية والتطويرية للبلد، من قبل ساسة حكموا البلد عشرات السنين بنظام رأسمالي فاسد، فنهبوه ونشروا الفساد في كافة مؤسساته وحرموا الناس من أبسط حقوقهم، وكرسوا الانقسام الطائفي، والتقاتل بين أهله، وهم أنفسهم اليوم يكذبون على الناس مجددا، وانخدع كثير من الناس بشعاراتهم الزائفة فراحوا يصفقون لهذه اللائحة أو لتلك، وما يحز بالنفس، أن نرى أصحاب العمائم ممن يسمون بالعلماء يتقدمون الصفوف الأولى للمهرجانات الانتخابية لكافة الأفرقاء المتنافسين، سواء أكانوا مسلمين أم نصارى، ونرى عشرات الألوف من الناس ينساقون وراء سياسيين رويبضات فيرفعون صورهم ويرددون شعاراتهم ويكثرون سوادهم.
ولم نر لائحة ولا حتى مرشحا مسلما يطالب بتحكيم شرع الله وحل مشاكل لبنان على أساس الوحي، وإعادته إلى أصله بلاد الشام وجزءًا من أمة الإسلام وبلاد المسلمين، كما لم يبينوا فساد النظام السياسي الرأسمالي الطائفي وانعدام مقومات دولة سليمة فيه، فالكل ينادي بالمحافظة على نظام دولة طائفية صنيعة فرنسا، وبدستور فرنسي مهترئ مقتبس من مسودة دستور فرنسي سنة 1920م، وأصبح من يعظ الناس بحرمة الترشح والانتخاب على غير أساس الإسلام غريبا وانطبق عليه قول النبي r «بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس».
إن كثيرا من الناس حين يعايشون المنكر ويحكمون به يعتادونه مع مرور الوقت، بل ويصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا، وقد حدثنا القرآن عن قوم لوط كيف انقلبت المفاهيم عندهم، فأصبح المتطهرون بنظر أهل الفاحشة هم المجرمون ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾.
في خضم انتشار المنكر وحكمه يصبح الملتزم أمر الله غريبا، وهؤلاء الغرباء الملتزمون أمر الله، السائرون على صراط الله المستقيم، الساعون لتحكيم شرع الله وإعلاء كلمته، العاملون لنهضة الأمة ورقيها الذين يمسكون الناس بكتاب الله ويبينون لهم أمره... هؤلاء لا يسقطون في معصية الله وتبرير فعلها مهما كثر العصاة والمبررون، يبقى الحرام حراما إلى يوم القيامة ويبقى الحلال حلالا إلى يوم القيامة...
فهؤلاء الغرباء هم من ينصرهم الله ويزيل المنكرات بهم فهم الحق الذين يزهقون الباطل بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ الدكتور محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان