الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمركة بيت آل سعود

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمركة بيت آل سعود

 

 

 

الخبر:

 

انشغلت الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية خلال الأسابيع القليلة الماضية بزيارة محمد بن سلمان، والذي ركز على تعزيز العلاقات الأمريكية السعودية، والتقى بمجموعة من الشخصيات الأمريكية المشهورة من جميع المشارب، وتبدو هذه الزيارة نقطة تحول في العلاقات بين البلدين.

 

التعليق:

 

تأتي زيارة محمد بن سلمان إلى أمريكا بعد رحلته إلى بريطانيا مباشرة، التي دفع خلالها مليارات الدولارات للحكومة البريطانية مقابل الاعتراف الصريح بحزمة الإصلاحات وتأكيداته حول استقرار حكمه.

 

في أمريكا، طغت على زيارة ابن سلمان لها العلاقات القديمة بين السعوديين والبريطانيين، فعمق الاجتماعات واتساعها مع شخصيات المؤسسة الأمريكية غير المسبوق في تاريخ العلاقات الأمريكية السعودية يؤكد التحول من النفوذ البريطاني إلى الأمريكي؛ حيث اجتمع ابن سلمان مع الرئيس وسياسيين وشخصيات بارزة في وول ستريت وأباطرة الإعلام ومدراء تنفيذيين لعمالقة التكنولوجيا و"نجوم هوليووديون"... إن حجم الزيارة يشير إلى أن أمريكا قد استولت على كل جوانب الحياة السعودية، أي عودة الاستعمار القديم وهيمنته على الطيف بالكامل.

 

مع ذلك، لم يكن ذلك ممكناً في ظل إدارة أوباما، بينما أدى صعود ترامب إلى الرئاسة وزيارته اللاحقة إلى السعودية في أيار/مايو 2017م إلى تحول في السياسة والأسس الأمريكية التي كان ينهجها أوباما، لتتفوق على العلاقات السعودية البريطانية الراسخة منذ 200 عام. إن الحملة العلمانية التي يقوم بها ابن سلمان لا تستهدف الجماهير فحسب، بل وتضعف أيضا التحالف الوهابي السعودي، الذي نجحت بريطانيا برعايته في حكم الحجاز من خلال ابن سعود. في ضوء توجيهات أمريكية، يستخدم ابن سلمان حُزم الإصلاح لبناء قاعدة بديلة في السلطة من شأنها أن تضعف الأركان الثلاثة الأساسية لبيت آل سعود الآن، فيحلّ العلماء العلمانيون محل العلماء الوهابيين العقائديين، ويُطهر حكام آل سعود من العناصر البريطانية تحت ذريعة محاربة الفساد، ويسكت البريطانيين ويُحدّ من قدرتهم على تنفيذ الانقلابات ضد ابن سلمان.

 

لقد أوعزت أمريكا لابن سلمان بتقديم مليارات الدولارات لبريطانيا من خلال العقود التجارية والاستثمارات، في مقابل "اتفاق السادة" على عدم زعزعة البيت الأمريكي لابن سلمان، حيث تأمل أمريكا وابن سلمان أن تضمن تلك المليارات ابن سلمان وتزوّده بدعم جديد من بين الناس.

 

 هكذا استخدمت القوى الاستعمارية الأجنبية نسب ابن سعود لإخضاع مسلمي الحجاز والاستحواذ على الثروة النفطية! يجب ألا يرضى المسلمون في الحجاز بخسارة دينهم وثرواتهم، ويجب أن يعرفوا أن أي ملك مبني على الاستبداد لن يدوم أبداً، وسرعان ما سيقع بيت ابن سلمان الذي يقف على جرف هار بإذن الله، قال الله سبحانه تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

من أجل وضع حد للهيمنة الاستعمارية، فإنه يجب القضاء على النظام السعودي وجميع بقاياه واستبدال الخلافة على منهاج النبوة به، فهي التي يمكنها تحرير الحجاز من براثن القوى الكافرة وتحرير العباد، وتمكين الأمة كلها من الثروة النفطية للتمتع بها بما يرضي الله.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

آخر تعديل علىالأربعاء, 11 نيسان/ابريل 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع