- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ستعود الخلافة وتأمن المسلمات على أنفسهن بإذن الله
الخبر:
بثت الجزيرة نت يوم الأحد 5/21 تقريراً عن فتاة مسلمة تدعى مريم بوجيتو بعنوان: "كيف صدمت فرنسا بحجابها"، حيث كانت قصتها قد انتشرت على وسائل التواصل، وأثار ظهورها بالخمار على التلفاز الفرنسي جدلاً واسعاً.
التعليق:
صار من البدهيات المعروفة لدى المسلمين أن الغرب يكيل بمكيالين حين يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين. فدولة كفرنسا تفخر بلائكيَّتها (علمانيتها)، وتتوج قانون 1905 كنصر على الكنيس والدين، لا يطيق وزير داخليتها أن يرى فتاة تلبس الخمار على التلفاز الفرنسي!
اللائكية الفرنسية التي كانت خط الدفاع في حادثة الرسوم الكاريكاتورية، بحجة حرية التعبير لا تستطيع أن تتقبل "حق" مسلمة في ارتداء الخمار التزاماً بقناعتها الدينية، و"حريتها الشخصية"!
ومن البدهيات التي يقر بها المسلمون أن غياب دولة إسلامية ترعاهم وتحميهم هو الذي مكَّن أعداءهم من إذلالهم، وهو الذي يسمح للرائح والغادي بالتهجم على الخمار والمسلمات. فقصة إجلاء بني قينقاع وقصة فتح عمورية معروفتان.
يقول الله سبحانه في سورة النور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. وفي هذه الآية التي تفيض أملاً وبشرى لكل مسلم في زمن الحكم الجبري ورد في تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور: "ومع ما روي من حوادث تخوف المسلمين ضُعفهم أمام أعدائهم فكانوا مشفقين عن غزو أهل الشرك ومن كيد المنافقين ودلالتهم المشركين على عورات المسلمين فقيل كانت تلك الحوادث سبباً لنزول هذه الآية.
قال أبو العالية: مكث رسول الله بمكة عشر سنين بعدما أوحي إليه خائفاً هو وأصحابه ثم أمر بالهجرة إلى المدينة وكانوا فيها خائفين يصبحون ويُمسون في السلاح. فقال رجل: يا رسول الله أمَا يأتي علينَا يوم نأمن فيه ونضع السلاح؟ فقال رسول الله r: «لَا تَغْبُرُونَ - أَيْ لَا تَمْكُثُونَ إِلَّا قَلِيلًا - حَتَّى يَجْلِسَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ فِي الْمَلَأِ الْعَظِيمِ مُحْتَبِيًا لَيْسَ عَلَيْهِ حَدِيدَةٌ».
ونزلت هذه الآية. فكان اجتماع هذه المناسبات سبباً لنزول هذه الآية في موقعها هذا بما اشتملت عليه من الموعود به الذي لم يكن مقتصراً على إبدال خوفهم أمناً كما اقتضاه أثر أبي العالية، ولكنه كان من جملة الموعود كما كان سببه من عِداد الأسباب. وقد كان المسلمون واثقين بالأمن ولكن الله قدم على وَعْدهم بالأمن أن وَعَدهم بالاستخلاف في الأرض وتمكين الدين والشريعة فيهم تنبيهاً لهم بأن سنة الله أنه لا تأمن أمة بأس غيرها حتى تكون قوية مكينة مهيمنة على أصقاعها".
وهكذا فقد ربط الله سبحانه بين استخلاف المسلمين كحملة رسالة للعالم وتمكين دينهم - ولا يكون الدين مُمَكَّناً إلا بأن تكون السيادة كلها للإسلام - وبين تبديل خوفهم أمناً. فلن تأمن المسلمات إلا حين يكون للإسلام دولة السيادة فيها لله وشريعته والسلطان فيها للمسلمين. دولة تقوم بواجب الاستخلاف بأن تحمل الإسلام رسالة هدى ونور للعالم.
وذلك بإذن الله كائن. ومن البشارات في هذه الآية ما قاله عنها ابن كثير: "هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض أي أئمة الناس والولاة عليهم وبهم تصلح البلاد وتخضع لهم العباد وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا وحكما فيهم" وهذا ما قاله ابن السعدي في تفسيره أيضاً.
﴿وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 6]
نسأل الله سبحانه أن يكرمنا بنصره ويجعلنا من جنوده وشهوده. آمين آمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال