- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أردوغان: "سفينة الجبن لا تبحر بالكلام"
(مترجم)
الخبر:
أردوغان يلقي خطاب إدانة قوياً ضد كيان يهود وسيعيد تقييم العلاقات الاقتصادية ويطلب من منظمة التعاون الإسلامي أن تتوحد وتعيد تقييم علاقاتها مع كيان يهود.
التعليق:
ألم نسمع هذا من قبل؟ بلى، هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها أردوغان نفسه كرجل عثماني جديد في شؤون المسلمين. إن لهجته العاطفية وعبارات إدانته جذابة لبعض المسلمين. ومع ذلك، أود أن أذكّره بقول عثماني حقيقي يقول: "سفينة الجبن لا تبحر بالكلام". أي بمعنى آخر: "الكلمات بدون فعل ليس لها قيمة".
فكما قال أحد الأئمة؛ أحب أردوغان واعتبره خليفتي، لكنني مرتبك؛ أنا أتحدث، هو (أردوغان) يتحدث. أنا لا أملك القدرة على تفعيل كلماتي، لكن أردوغان يملك ذلك، فهو في موقع السلطة والقوة، لكنه لا يعمل على ذلك.
إن الأمر الذي يثير السخرية هو أنه في الوقت الذي يدين فيه إراقة الدماء التي ارتكبها كيان يهود ضد المتظاهرين الأبرياء ومن بينهم الأطفال، ويدعو البلاد الإسلامية الأخرى لتتوحد وتعيد تقييم علاقاتها السياسية والاقتصادية مع كيان يهود، فإن حزبه، حزب العدالة والتنمية، يرفض اقتراح المعارضة، الذي يسعى إلى تقييم برلماني لإلغاء جميع الاتفاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع كيان يهود وفرض العقوبات الاقتصادية.
علاوةً على ذلك، فإن العلاقات الاقتصادية الثنائية بين تركيا، تحت حكم أردوغان، وبين كيان يهود قد ازدهرت أكثر من أي وقت مضى. حيث شهدت العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين تطوراً سريعاً على مدار الـ15 عاماً الماضية، بما في ذلك حجم التجارة وعدم نسيان الاهتمام المتبادل في صناعة الأسلحة الدفاعية. وقد أصبحت تركيا الشريك التجاري السادس لكيان يهود المحتل بحجم 5.5 مليار دولار في عام 2014.
حتى وزير المخابرات، إسرائيل كاتز وصف تصريحات أردوغان التي تتهم كيان يهود بجرائم الحرب بأنه "يتصرف كالمنافق". وهذا يعني، كصديق يتظاهر بأنه عدو. وقال: "إنه يهاجمنا كثيراً، ونحن نرد، لكن هذا لا يمنعه من توجيه 25٪ من صادرات تركيا إلى دول الخليج عبر ميناء حيفا".
"أردوغان يعتبر نفسه القائد العالمي للإخوان المسلمين، وبالتالي يشعر بالحاجة إلى مهاجمة كيان يهود باستمرار: "لكن الحقيقة تتحدث عن نفسها - الخطوط الجوية التركية هي أكبر شركة دولية تعمل في "إسرائيل"... [التجارة بين البلدين] نمت فقط منذ حادث مرمرة".
السؤال الذي يطرح نفسه هو من هم الأكثر إدانة للجرائم المستمرة ضد الأمة، أو من هو الشخص المخادع أو من الذي يسمح لنفسه بأن يخدع؟ من خلال هذه النظرة الظاهرة للأشياء فنحن كأمة يتم صرفنا وتحويلنا باستمرار عن القضية الحقيقية والحل الحقيقي.
طالما أننا كأمة لا نسير طريقتنا في التفكير وفق النظام الذي حدده الإسلام لنا، فسوف نظل تحت رحمة دول الكفر الاستعمارية وحلفائهم وعملائهم.
ما دمنا نعتقد أن شخصًا ينفذ خطط أمريكا، عدو الإسلام والمسلمين، ويدافع عن العلمانية بشكل علني ويعلن صراحةً بأنه ضد إقامة دولة إسلامية، ويعزز الديمقراطية بدلاً من الشريعة، سوف يعيد لنا الإسلام، إذاً فلدينا مشكلة في تفكيرنا وفي المقاييس التي نفكر بها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا