- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السعودية – عملاء وعمولات لأمريكا
الخبر:
نشرت تقارير صحفية عديدة تفاصيل عن محاولات عديدة لاستمالة الإدارة الأمريكية، خلال أزمة قطر مع دول المقاطعة الأربع "السعودية والإمارات والبحرين ومصر"، من قبل طرفي الأزمة، عن طريق مساعٍ لإجراء محادثات أو صفقات سرية مع مساعدي ترامب. ونشرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية لقاء صحفيا مع ستيف بانون، كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية سابقا، والذي فضح فيه محاولات الاستمالة تلك.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية قد نشرت تقريرا عن تحقيقات حول علاقة رجلي الأعمال الأمريكيين جورج نادر من أصل لبناني وإيليوت برودي، المقرب من حملة ترامب، حول إبرامهما صفقات بمئات الملايين من الدولارات، بهدف التأثير على الإدارة الأمريكية، وخدمة مصالح السعودية والإمارات.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد ذكرت في وقت سابق، نقلا عن مصادر مطلعة، أن برودي ونادر حثا الرئيس ترامب، الذي كانت لديهما اتصالات معه، على إقالة وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون، من منصبه، واتباع سياسات خارجية في مصلحة السعودية والإمارات.
أما صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية، فنشرت تقريرا حول تأسيس شركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوج ابنته إيفانكا، شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا تسعى للحصول على 100 مليون دولار مدعومة من صندوق الثروة السيادية السعودي. وأوضحت الصحيفة أن تلك الشركة، هي شركة "كادر" الناشئة للتكنولوجيا القارية، والتي تم تأسيسها منذ عام 2014، وتلقت استثمارات لا تقل عن 100 مليون دولار من صناديق خاصة رأسمالها تابع لحكومتي السعودية والإمارات. وأوضح أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة "كادر" أن السعودية وضعت نحو 100 مليار دولار من صندوق الاستثمار العام للحكومة السعودية، وأوضحت الصحيفة أن الصندوق السعودي للاستثمار العام، رفض التعليق على تلك التقارير. (وكالة سبوتنيك الروسية 2018/5/23م)
التعليق:
الخبر السابق هو عبارة عن تقرير صحفي جمعت فيه الوكالة الإخبارية الروسية مقتطفات من تقارير صحفية مختلفة نشرتها عدة صحف غربية مؤخرا والتي بوبت لها الوكالة تحت شعار "عملاء وعمولات" وقد قمنا هنا باستخلاص ما يتعلق بخيانات السعودية مع العلم بأن خيانات البقية لا تقل فظاعة عنها بل إنهم جميعا يتنافسون فيما بينهم على من يسبق إلى الخيانة.
إن خيانات وعمالات حكام المنطقة وخصوصا السعودية تتوالى الواحدة بعد الأخرى، وأخبار الخيانة تطالعنا كل صباح حتى صارت رائحتها كرائحة الجيفة المنتنة، ولقد صار من شبه المستحيل على المراقبين حساب مجمل المبالغ التي أنفقتها السعودية في شراء رضا سيدتها أمريكا، فتلك صفقات بـ450 ملياراً يوم جاء ترامب، وهذه اتفاقات شراء أسلحة بـ110 مليارات يوقعها الملك مع ترامب، وهذه 100 مليار من صندوق الاستثمارات السعودية في أمريكا يضعها ابن سلمان في يد اليهودي كوشنر، وتلك 152 ملياراً مقابل شراء سندات الدين الأمريكي، وتلك وتلك وتلك والقائمة تطول...
على الجانب الآخر وأيضا لإرضاء أمريكا في السياسة الداخلية، فإن حكومة ابن سلمان تنفق مئات المليارات على السياحة الترفيهية كمشروع البحر الأحمر ومشروع مدينة القدية ومدينة نيوم بالإضافة إلى بضعة مليارات على كرة القدم ومهرجانات المصارعة والغناء وافتتاح دور السينما ورؤية "الخيال 2030" والانفتاح، كل هذا وأكثر في ظل ما تدعيه الحكومة من عجوزات في الميزانية وتباطؤ في إيرادات النفط، كل هذه السفاهة في الإنفاق لا يضعنا إلا أمام واقع مرير تكاد تصبح فيه بلاد الحرمين الولاية الواحدة والخمسين في قائمة الولايات الأمريكية.
إنه لمن أفظع الخيانات تلك التي يدفع فيها الحكام مقدرات الأمة الإسلامية لأمريكا ثمن أزمات يعلمون تمام العلم بأن أمريكا هي من يتحكم فيها ويحركها، فتلك الفزاعة الإيرانية وتلك الأزمة الخليجية وتلك القضية السورية واليمنية وكذلك كل قضايا المنطقة، لذلك فليعلم سلمان وابنه أن ما ينفقونه في شراء رضا سيدتهم أمريكا لن يكون إلا حسرة وندامة عليهم في الدنيا قبل الآخرة، فأمريكا دولة كافرة غادرة لا تحترم عهدا ولا ميثاقا ولا ترعى في ذلك كله إلا مصالحها في الدرجة الأولى والأخيرة، وها هي أمريكا وللمرة الألف تصفع أدبار أمثال هؤلاء الرويبضات وتفتتح سفارتها في القدس وتعترف بها على أنها عاصمة الكيان الغاصب لأرض المسلمين ومسرى نبيهم، وهي تفعل ما تفعل وتطنب أذنيها إزاء عواء حكام المسلمين وتباكيهم على الأقصى.
إن أموال الأمة المنهوبة وأراضيها المستباحة وكيانها المغتصب لن تستعاد إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإن العمل لإقامتها لهو من أوجب الأعمال وأعظمها وخصوصا في شهر الصوم والقرآن شهر النصر والتمكين شهر رمضان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين