- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قمة الوحوش الضارية
الخبر:
اتفقت دول مجموعة الـ7، وهي كندا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وألمانيا، على الحاجة إلى "تجارة حرة وعادلة"، وكذلك أهمية محاربة السياسات الحمائية.
التعليق:
إن جشع الرأسمالية لا حدود له، فبالرغم من العاصفة التي ضربت أسواق المال سنة 2008 والحلول - وما هي بحلول - التي وضعتها أمريكا عبر ضخ ترليونات من الدولارات في البنوك وإنقاذ الأغنياء على حساب الفقراء وفرض حلها على العالم وجعله يدفع فاتورة إنقاذ اقتصادها في ظل هيمنة الدولار على نظام النقد الدولي، سوقت أمريكا حينها عبر قادتها ومفكريها وإعلامها آنذاك لـ"رفض الحمائية" والتمسك بالعولمة وذلك لجعل مشكلتها، مشكلة العالم كله.
أما اليوم ومع رفع شعار "أمريكا أولا" وفرض رسوم جمركية على الحديد والصلب على الاتحاد الأوروبي وكندا وإشعال حرب تجارية في العالم فإن أمريكا هي من تتخذ خطوات نحو الحمائية الاقتصادية التي رفضتها سنة 2008. فكان بيان مجموعة الدول السبع الأخير الرافض لسياسات الحمائية. والذي عاد ترامب وسحب تأييده له بسبب تصريحات رئيس وزراء كندا الذي تعهد بالرد على الرسوم الجمركية الأمريكية من خلال فرض تعريفات على السلع الأمريكية.
إن ما يحصل له دلالات واضحة على أن:
أولا: الاقتصاد الأمريكي ومنذ سنة 2008 لم يتعاف من أزمته بعد.
ثانيا: حاجة أمريكا للسيولة النقدية عبر رفع قيمة الجمارك على سلع حلفائها الأوروبيين وفرض رسوم وعقوبات مالية على الصين وفرض "خاوة مالية" على الأتباع مثل السعودية.
ثالثا: هشاشة النظام الدولي والعلاقة في ما بين الدول الكبرى حيث إن الاجتماع الأخير وصف بالعاصف وعدم التوافق مما زاد من التباعد الحاصل بين الحلفاء والذي بدأ منذ انسحاب أمريكا من الاتفاق العالمي للمناخ ثم الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والآن التهديد بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) والتهديد بفرض جمارك على السيارات الأوروبية واليابانية.
رابعا: ما زال العالم يعاني من أزمات المبدأ الرأسمالي في إدارة البشرية، وهذه المعاناة ستبقى حتى عودة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. دولة عادلة، دولة تحفظ العهود التي تبرمها مع الدول الأخرى. دولة تحقق الاستقرار العالمي عبر قيادة العالم بالعدل والقسط. دولة غير استعمارية ولا تفرض خاوة على العالم ولا تنتهج سياسة خاصة لحفظ الأغنياء فيها.
إن النظام الرأسمالي أصبح آفة على البشرية ومرضاً سرطانياً يعاني منه الجميع، وسياسة الدول الكبرى تزيد من حالة المرض ولا تخفف منه. كل هذا يدفع العالم نحو إعادة النظر بالأوضاع الحالية ونحو تبني نظام عالمي جديد قد آن أوانه بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان