- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
مؤتمر في السعودية لكفِّ طالبان عن محاربة الأمريكان
الخبر:
انطلق في مدينتي جدة ومكة بالسعودية، يوم الثلاثاء، مؤتمر لعلماء دين، برعاية "منظمة التعاون الإسلامي"، لمناقشة الحرب والسلم في أفغانستان، ويستمر حتى الأربعاء، وسط غياب حركة "طالبان" التي تمسّكت بموقفها الرافض للحوار مع الحكومة وللمشاركة في المؤتمر، باعتباره "مؤامرة أمريكية".
وقال المجلس الأعلى الأفغاني للمصالحة إنّ نحو 35 من علماء الدين من أفغانستان يشاركون في المؤتمر، بزعامة رئيس مجلس العلماء قيام الدين كشاف.
ويناقش المؤتمر، في يومه الأول بمدينة جدة، دور العلماء في المصالحة الأفغانية، وذلك برئاسة إمام المسجد الحرام في مكة عبد الرحمن السديس، فيما يواصل المؤتمر جلساته في اليوم الثاني بمدينة مكة، ويشارك فيه مفتي مصر شوقي علام، ووزير الشؤون الدينية السعودي صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، على أن يصدر المؤتمر بياناً بشأن الحرب في أفغانستان.
ويشارك في المؤتمر علماء دين من 33 بلدا إسلاميا، لمناقشة القضية الأفغانية، ويتوقع مجلس المصالحة الأفغانية أن يصدر المؤتمر فتوى ضد الحرب في أفغانستان. (العربي)
التعليق:
إنه من المؤسف حقا أن يكون شيوخ السلاطين غير آبهين بما يصيب الأمة الإسلامية من تعذيب وتشريد وقتل وتدمير ولا يخرجون إلا عندما يسمح لهم ولي الأمر بالخروج ولا يتحدثون بالشأن العام إلا عندما يأمرهم ولي أمرهم بذلك. علما بأنهم يدركون أن ولي أمرهم لا يحكم بكتاب الله وسنة رسوله وإنما يحكم بما يمليه عليه أسياده في الغرب الكافر وبما يمليه عليه القانون الدولي والأمم المتحدة والمعاهدات الدولية وهلم جرا، وأنه أداة طيعة في يد أعداء الأمة من الغرب الكافر الأمريكي أو الأوروبي على حد سواء في تنفيذ كل سياسة تعادي أبناء الأمة.
وها هم يجتمعون في السعودية بعد سيطرة أمريكا عليها ليحققوا السلام ليس لشعب أفغانستان الذي لا زال يعيش في حرب طاحنة منذ 1979 من القرن الماضي وحتى الآن، ولكن اجتماعهم كان لتحقيق الأمن للجيش الأمريكي البالغ عدده 15 ألف جندي لحماية مصالح أمريكا في المنطقة وحماية الحكومة التي أسستها ليكون رجالها حرسا للمصالح الأمريكية.
من أجل ذلك رفضت حركة "طالبان" المشاركة في المؤتمر، وأعربت عن خيبة أملها حيال رعاية "منظمة التعاون الإسلامي" له.
وقالت الحركة في بيان لها، إنّه كان من المفترض أن يسعى المؤتمر "لإنهاء الاحتلال وليس لأجل إنهاء حرب" وصفتها بـ"المشروعة".
وعلى عادة شيوخ السلاطين في إطلاق الأوصاف التي يريدها ولي الأمر منهم فقد تم إطلاق لفظي (التطرف) و(الإرهاب) على ما تقوم به طالبان من أعمال قتالية ضد المحتلين الأمريكان فقد بين شيوخ المؤتمر أن هدفهم هو "توطيد السلم والاستقرار في أفغانستان، وإدانة (الإرهاب) و(التطرف) العنيف بكل أشكاله"، بل ويعتبرون أن قتال الأمريكان أمر يتنافى مع أحكام الإسلام!!
في القرن الماضي عندما كانت أمريكا تريد محاربة السوفييت حشدت كل المشايخ وأولياء أمرهم في الدول ليشجعوا الناس على الجهاد في أفغانستان ضد الشيوعية والإلحاد، ولما انتصروا على السوفييت وحققت أمريكا الضربة القاضية عليها تحول الجهاد إلى (تطرف) و(إرهاب)، وشيوخ أولي الأمر جاهزون لإصدار الفتاوى من تشريع للجهاد وتأييد للعمليات الاستشهادية إلى تجريم له واعتباره (تطرفا) و(إرهابا) وتحول اسم العمليات الجهادية إلى عمليات انتحارية! وهكذا دأب كل من باع دينه بثمن بخس بلعاعة من لعاعات الدنيا وترك جنة عرضها السماوات والأرض.
قد يعترض معترض أنهم يسعون إلى الصلح وحقن الدماء، ولكن العمل الصالح حتى لو كان عبادة لا يصح القيام به ما دام يخدم الأعداء، ولنا في عثمان بن عفان رضي الله عنه مثلا عندما ذهب ليفاوض قريش ليسمحوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأداء العمرة، فقالوا له: هذه الكعبة أمامك طف بها وأدّ عمرتك، فرفض عثمان لأنه يدرك بفهمه السياسي أن أداء العمرة في هذا الظرف هو خيانة لله ورسوله، فقال لهم: لن أطوف بالبيت حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن هنا لا يجوز للمسلمين خاصة علمائهم أن يكونوا من السذاجة بحيث يُستغلون في القيام بأعمال صالحة في ظاهرها ولكنها تخدم الكفار وتحقق أهدافهم ضد أمة الإسلام...
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين – ولاية الأردن