الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
خيانة الفصائل ليست نهاية المطاف للثورة السورية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خيانة الفصائل ليست نهاية المطاف للثورة السورية

 

 

 

الخبر:

 

بحسب رويترز 2018/7/30 فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام المجرم في دمشق على وشك انتزاع آخر منطقة ما زالت في قبضة مقاتلي المعارضة في جنوب غرب البلاد وذلك بعد سيطرتها على الحدود مع هضبة الجولان.

 

التعليق:

 

لا يختلف اثنان من المسلمين خاصة في سوريا بأن ثورة الشام قد تعرضت إلى أشد صور التآمر الدولي والإقليمي، لذلك فإن انتزاع النظام السيطرة على منطقة كالجنوب كان ممكناً في ظل المؤامرات الدولية والإقليمية. ولا يختلف اثنان كذلك في الغرب على أن الشعب السوري وفصائله المسلحة قد قاتلت ببسالة في سوريا بما أعاد إلى الأذهان الفكرة التي سادت لقرون في الغرب بأن الجيش الإسلامي لا يقهر.

 

وبين هاتين النظرتين يجد المسلم نفسه أمام فوارق كبيرة، فقد صمدت منطقة درعا وعموم الجنوب لسبع سنوات أمام قوات النظام وما معها من أعتى أنواع الأسلحة التي يزودها بها النظام الدولي، وليس هذا فحسب، بل صمدت أمام القوات الإيرانية وحزبها اللبناني ومليشياتها المختلفة من شذاذ الآفاق، وصمدت أمام الآلة العسكرية الروسية، بل وكانت تحرز التقدم على الأرض. وهذا ما كان يخيف الكفار بأن هؤلاء المقاتلين لا يقهرون بسبب إسلامهم وشدة بأسهم واستبسالهم في المعارك، لذلك أخذ الكفار يبحثون عن طرق أخرى لتصفية الثورة السورية التي هددت بالإضافة إلى خلع بشار عميل أمريكا، هددت بتغيير وجه المنطقة نحو الإسلام.

 

ولعل من أخبث كيد ومكر الكفار أن قرروا إغراق الثورة السورية بالأموال المسمومة، فتدفقت مئات الملايين من دويلات الخليج أتباع الغرب، وانشغل قادة الثورة في طلب الدعم والاتكال عليه حتى أغرقوا فيه. وعندما تُغرق الدنيا صاحبها فإن التفاته إلى الآخرة ينحسر حتى يصل إلى الصفر، وعندها يصبح الفصيل المسلح مثله مثل أي حركة مسلحة أخرى تبحث عن الدنيا ورفعتها وتتجنب الخسائر، أي تفقد صفتها الإسلامية التي كانت سبباً لكونها جيشاً لا يقهر. وعندما تفقد هذه الصفة فإن حربها تكون سهلة على أعدائها، بل إن مزيداً من الملايين والدولارات تؤدي إلى الخيانة...

 

فالقوة العسكرية للنظام وإيران وروسيا لم تجبر الثوار على خسارة الحرب، لكن خيانات قادة الفصائل الذين رضعوا الدولارات قد مكنت أولئك من الثورة بسهولة، فجرى تسليم المناطق دون قتال، وجرى التهجير، وتمت إعادة تلك المناطق إلى حضن المجرم بشار الذي ثار الشعب السوري ضد حكمه، وذلك أنه حسب المفهوم الدنيوي فإن قادة الفصائل قد ربحوا! لكنهم ربحوا ملايين الدولارات مقابل بيع دماء الشهداء، فأصبح التهديم والخراب والدماء وتضحيات السجناء هباءً منثوراً، أي قدمت قرباناً لقادة الفصائل ليتربحوا من ورائها الملايين المسمومة!!

 

وهذا ليس نهاية المطاف في الثورة السورية، فإن الشعب الثائر الذي ضحى وخسر لم ينله من ذلك شيء. وهو قادر على لفظ هؤلاء القادة لفظ النواة، كما لفظ بشار وأعوانه، وعندها سيجد الكثير من الأنصار من أبنائه المنخرطين كمقاتلين في تلك الفصائل، فالشام "عقر دار الإسلام"، ومن ظن بأن هذه المسرحية هي نهاية الأمة في الشام فهو واهم، فإن لأهل الشام صولات أخرى مهما انتهى الحل في سوريا، ولن تهدأ الشام أبداً ولن يستقر لأمريكا نظام في الشام حتى يأتي أمر الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام البخاري

آخر تعديل علىالخميس, 02 آب/أغسطس 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع